سيبويه..إمام العربية ..أول من ألف كتاب لتدوين قواعد علم النحو..وتعلمه لخطأه فى اسم 'أباالدرداء'

امام العربيه وشيخ النحاه "سيبويه" الذي اليه ينتهون واول من الف كتاب منهجي لتنسيق وتدوين قواعد اللغة العربية المسمي بـ"الكتاب" وقال عنه الجاحظ انه "لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله"، سيبويه هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، وكنيته "ابو بشر".

لم تذكر كتب التراجم شيئاً عن مكان اسرته، او مستواها الثقافي او الاجتماعي، فكل ما وصل الينا يومئ الي انه كان من اسره فارسيه وقد اغفلت كتب التراجم السنه التي ولد فيها سيبويه، غير ان بعض الباحثين ذهبوا الي انه ولد في سنه 148 هـ، وقيل غير ذلك.

وُلد سيبويه في قريه البيضاء في بلاد فارس نشا سيبويه بالبصره بعد ان رحلت اسرته من بلاد فارس اليها، وهو مولي بني الحارث بن كعب، وقيل مولي ال الربيع بن زياد، سميّ سيبويه لان امه كانت ترقصه وتقول له ذلك، ومعني سيبويه رائحه التفاح، وقيل بل لانه كان شابا نظيفا جميلا ابيضا مشربا بحمره كان خدود لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لان التفاح سيب او لانه كان يعتاد شم التفاح او كان يشم منه رائحته.

اتجه الي دراسه الفقه والحديث حتي خطّاه حَمَّادُ بن سَلَمه البصري، فاتجه الي تعلم النحو، فقد روي ان سيبويه قصد مجلس حَمَّاد بن سلمه الذي كان يستملي عليه سيبوبه حديثاً جاء فيه قال: "قال صلي الله عليه وسلم: ليس من اصحابي احد الا لو شئت لاخذت عليه ليس ابا الدَّرداء"، فقال سيبويه: "ليس ابو الدَّرداء" ـ ظنّه اسم ليس-، فصاح به حمَّاد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، انما هو استثناء، فقال سيبويه: لاجَرَم والله لاطلبن علماً لا تُلَحِّنَنِّي فيه ابداً.

من اشهر شيوخه "حماد بن سلمة"، وبعد قراره الاخير هذا عمد سيبويه الي امام العربيه وشيخها "الخليل بن احمد الفراهيدى" لينهل ويتعلم منه عن حبٍّ وعزيمه وقوه اراده، فصار يلازمه كالظلِّ حتي لقد بدا تاثره الكبير بشيخه هذا علي طول صفحات كتابه الوحيد وعرضه في رواياته عنه، واستشهاداته به، ولم يكتف سيبويه بشيخه الخليل بن احمد في علوم النحو والعربيه، فاخذ العلم عن "يونس بن حبيب" و"عيسي بن عمر" وغيرهم،

وتنوعت ثقافته وتوسعت معرفته بعلم النحو والصرف، وتبوا مكانه علميه متميزه، ثم رحل الي بغداد والتقي بالكسائي شيخ الكوفيين، ووقعت بينهما مناظره في النحو "المساله الزُّنبوريه" وقد تغلب فيها الكسائي علي سيبويه، غير ان سيبويه لم يبق في بغداد بعد هذه المناظره عاد الي فارس، ولم يعد الي البصره.

توفي في قريه البيضاء بشيراز، وقد اختلف المؤرخون في السنه التي توفي فيها وارجح الاقوال انه توفي سنه 180هـ، وثمه خلاف في سبب وفاته، فقيل: انه مات غماً بالذَّرَب، وهو الدّاء الذي يَعرِضُ للمعده، فلا تهضم الطعام، ويَفسُدُ فيها ولا تُمْسِكه، يُروي انه ذَرِبتْ معدته فمات.