المحتوى الرئيسى

صحافة “بورنو القتل” ..بين الغرب والعالم الثالث

12/18 08:42

الصور المروعه والفيديوهات البشعه التي توصف بـ”بورنو القتل” ، تستخدم بطريقه ذات مكيالين بين الغرب والعالم الثالث

اليكساندر داونهام – شبكه الصحافه الاخلاقيه

تقول “رابطه اخبار الراديو والتليفزيون” ان الاشخاص مواضيع الاخبار يجب ان تتم معاملتهم بـ”احترام” و”كرامه”، الا ان المحتوي الصادم جعل الصحفيين يعانون في اداء هذه المهمه خاصه عند تغطيه قصص تحدث في الخارج.

يواجه الصحفيون بالفعل تدقيقاً محتملاً عند نشر محتوي صادم ويتم اتهامهم بنشر صور وفيديوهات وتسجيلات صوتيه بشكل لا حق  لهم فيه في ازمات تحدث خارج العالم الغربي.

تحث الرابطه الصحفيين علي استخدام المحتوي الصادم فقط عندما يساهم في فهم القصه بصرف النظر عن موقع حدوثها، وكتبت الرابطه “يمكن للصور القويه ان تساعد في شرح القصص بصوره افضل ويمكنها تشويه الحقيقه بالتشويش علي المحتوي المهم في التقرير.”

يعتقد بعض الملاك والصحفيون والنقاد ان القصص لا تحتاج الي المحتوي الصادم لشرحها بشكل افضل ويرون ان هذا النوع من المحتوي “للاثاره”. اخرون ينقلون انتقادهم الي مستوي اعلي بقولهم ان هذه الاثاره تنطبق بشكل خاص علي القصص التي لا تحدث في الغرب حيث المحتوي المزعج اصبح مستهلكاً ولا ينجح في اظهار “التعاطف مع ضحايا الجريمه او الماساه.”

منذ زلزال 2010 في هايتي اصبح نشر المحتوي الصادم موضوعاً ساخناً. تحدثت فاليري باي-جان بابتيست، احدي الناجيات من الكارثه الي مجله “امريكان جورناليزم ريفيو” حول الصور التي التقطها الصحفيون.

“انتقادي هو حول نبره الصور والفيديوهات غير الضروريه التي تظهر قطعاً من اجساد واناساً محتضرين واناس عراه وبؤس او ماساه الناس المصطفين من اجل الحصول علي طعام وماء. لنكن جديين، هل هذه القسوه ضروريه حقاً للحشد من اجل عمل انساني ضخم؟” قالت بابتيست.

قتل الزلزال 230 الفاً واصاب ثلاثه ملايين وتسبب في خسائر مقدارها 14 مليار دولار وتظهر الكثير من الفيديوهات والصور جثثاً داميه مسجاه في شوارع العاصمه بوت او برينس ومسحوقه تحت حطام المباني المتهدمه.

وتقول الكاتبه بصحيفه سياتل تايمز مانوتشيكا سيلستي كذلك ان هذه مشكله تنطبق علي العالم الثالث بشكل كبير وتعتقد بان تغطيه زلزال هايتي كانت “سخيفه”. وقالت سيلستي انها كانت تامل ان يحطم الحدث القوالب التي يوضع بها العالم الثالث؛ حيث انها تري ان تغطيه الحدث في هايتي اهتمت بدلاً من ذلك بـ “العجز والخطر والفقر والياس.”

الانتقادات التي تم توجيهها لتغطيه الزلزال جعلت بعض المؤسسات الصحفيه تعيد النظر في حدود استخدام المحتوي الصادم لكن اخرين قاوموا.

ميشيل مكنالي مساعده مدير التحرير للتصوير في “نيويورك تايمز” ارسلت خمسه مصورين لتغطيه هذه الكارثه الطبيعيه ودافعت عن نشر صحيفتها لصور مزعجه بقولها “اراد المصورون ان يري العالم ويعرف مدي فظاعه الماساه.”

مؤخراً تدعم الكثير من المطبوعات الصحفيه اراء مكنالي  وبعد استخدام غاز الاعصاب في هجوم في سوريا في سبتمبر 2013 نشرت احدي لجان الكونجرس الامريكي فيديوهات مروعه لمدنيين سوريين يتقيئون ويتشنجون من اثر الغاز، واستخدمت “سي ان ان” اللقطات ودافع وزير الخارجيه الامريكي جون كيري عن نشر المحتوي قائلاً انه يجعل “الكل يستوعب ما نحن امامه.”

الا انه من المشكوك فيه ان تلقي لقطات مماثله لامريكيين الدعم ذاته.

اندرو اليكساندر مسئول شكاوي القراء بصحيفه واشنطن بوست علق علي استخدام المحتوي الصادم في المقالات متسائلاً عما اذا كان موقع الحدث يؤثر علي قرار محرر الصور بنشر لقطات صادمه، وعبر عن هذه الفكره في برنامج اذاعي في فبراير 2010.

اشار اليكساندر الي اعصار كاترينا كمثال ندر فيه المحتوي الصادم، ويقول ان واشنطن بوست علي حد علمه لم تنشر صوراً وفيديوهات كثيره لجثث من حادث اعصار كاترينا.

وقال “قد يكون هذا لانه في هذه البلاد وفي بلاد اخري كثيره، تسارع السلطات بعزل مثل هذه المناطق وتصبح رؤيه هذه الااشياء اصعب.”

يقول موقغ التغيير الاجتماعي “افعل شيئاً” ان 1836 شخصاً ماتوا في اعصار كاترينا، الا ان الرقم يعد مثيراً للجدل نظراً لكم الاشخاص المفقودين والجثث المجهوله.

واشنطن بوست قالت انها قد تنشر محتوي صادم بصرف النظر عن الموقع، وبشكل واقعي فان الصحفيين الذين بحثوا عن صور لاثار الاعصار واجهتهم حواجز وضعتها الحكومه الفيدراليه.

في اعقاب الاعصار طالبت “سي ان ان” بحقها في ان تعد تقارير عن البحث عن الجثث بعد الاعصار رداً عل يسياسه “ممنوع الدخول” التي طرحتها الحكومه الفيدراليه. لم تسمح الحكومه للاعلام بالانضام لفرق المساعده التي ذهبت لاستعاده الجثث الا انها لم تستطع منع الصحفيين من المخاطره من دون مساعده فرق الانقاذ.

مدير الامن الداخلي السابق بنيو اورليانز تيري ايبرت قال انه لم يكن يعتقد انه من الملائم للاعلام ان يعرض جثثاً امريكيه في مدينه غارقه.

لا زالت الصور والفيديوهات تجد طريقها للوصول للاخبار الا ان تغطيه اعصار كاترينا كانت ضئيله بالمقارنه بما حدث في هايتي ونادراً ما كانت علي الصفحه الاولي بحسب ما يقول اندرو اليكساندر.

تقول ستيفاني والش ماثيوز مديره قسم اللغات والادب والثقافات بجامعه ريرسون ان التغطيه “المحجوبه” للكوارث في العالم الغربي امر شائك. وتقول انها تبعدنا عن المواطنين غير الغربيين ثقافياً وتشوه منظورنا لهم.

وتقول ماثيوز “هناك حاجز بين الغرب والعالم الثالث. عندما نعرض هذا الكم من الفظائع التي تحدث في العالم الثالث ولكن ليس في الداخل، يخلق هذا القولبه التاليه “هذه الاماكن منهاره ونحن النموذج والمثل”. هناك تغريب يحدث.”

بدون حواجز حكوميه نشر الصحفيون الغربيون صوراً صادمه لمواطنين ميتين وللدقه كتب الصحفي بموقع “جاوكر” هاميلتون نولان مقالاً حول شاب اسمه كريستوفر جاسكو في اكتوبر 2010 تعرض للطعن حتي الموت في مانهاتن.

صحبت المقال صوره لجاسكو ميتاً وملقي علي ظهره وبحيره من الدماء تنساب من الرصيف الذي رقد عليه. ازيلت الصوره بعد ان تلقي نولان خطابات كراهيه من القراء وطلباً من عائله جاسكو بازاله الصوره. نيويورك تايمز ونيويورك ديلي نيوز ونيويورك بوست وجوثاميست كلها غطت القصه بدون استخدام صور صادمه.

ادان بعض قراء جاوكر المقال ووصفوا الصور بانها “بورنو القتل” و”لا مغزي لها” فيما دافع اخرون عنها معلقين “يجب ان نكون اكثر وعياً بما يحدث بدلاً من نعيش في حاله انكار صارم.”

استجاب نولان للمنتقدين وقال انه استخدم الصوره لانها كانت حصريه ولانها كانت تفيد الخبر. وقال نولان رداً علي رسائل الكراهيه التي تلقاها “حقيقه ان الصوره كانت غير ساره وصادمه لا تعني انها لم تكن ذات جدوي خبريه. نشرنا تحذيراً ولم نسع للاثاره في القصه.”

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل