المحتوى الرئيسى

«تل معروف».. قرية دنسها «المجاهدون» | المصري اليوم

12/17 22:30

تل معروف، قريه سوريه شاء القدر ان يدنسها تنظيم داعش الارهابي، فالدواعش اذا دخلوا قريه احرقوها وفسقوا فيها وجعلوا اهلها اذله. الا ان نصيب تل معروف من العقاب كان اوفر واعنف، فالقريه ذات مساحه كبيره وعدد سكانها كبير، ما يميزها علي اغلب قري سوريا، ربما يعود ذلك الي كونها مقراً للطريقه النقشبنديه في سوريا، حيث عائله محمود الخزنوي التي تتولي رئاسه الطريقه في سوريا، التنظيم الارهابي هاجم القريه واحتلها يوماً واحداً، ورغم ان بقاءه فيها لم يطل، فان بصماته لا يمكن نسيانها، فقد شهدت القريه واهلها ممارسات همجيه من عناصر داعش لم تسلم منها بيوت الله!

وتكمن اهميه بلده تل معروف التي تتبع مدينه «تربسبيه» وتبعد عنها 20 كيلومتراً، باهميتها الجغرافيه وقربها من الطريق الدولي الذي يؤدي الي بلده اليعربيه الحدوديه مع العراق، وباتجاه الابار النفطيه المنتشره علي امتداد الطريق، مروراً بتل علو وقطع الطريق الدولي، اضافه الي قربها من مدنيه قامشلو.

كذلك تتميّز برمزيتها الدينيه لكونها مقصدا لالاف الزوار من دول عربيه واسلاميه، نظراً لوجود مقامات لشيوخ الطريقة النقشبندية من ال الخزنوي، ومعهد الشيخ احمد الخزنوي للعلوم الدينيه والشرعيه، الذي اُسّس عام 1920.

الاهميه الاستراتيجيه للبلده، والمكانه الروحيه لها، وللانتقام من الهزيمه قبل ايام في تل البراك، دفع داعش الي الهجوم علي «تل معروف» للسيطره عليها، خارقاً الهدنه مع وحدات حمايه الشعب الكرديه.

الهجوم تم مع فجر يوم 26 فبراير الماضي، ودارت معارك عنيفه بين الدواعش والمقاتلين الكورد بالقريه رغم عددهم القليل، ما جعلهم ينسحبون تكتيكياً، ليشرع الارهابيون في عمليات الحرق والتدمير والسلب والنهب وخطف نحو 20 مواطناً بينهم اطفال وفتيات. قبل ان تطردهم قوات وحدات حمايه الشعب الكرديه وتحرر البلده منهم تماماً.

«المصرى اليوم» تجولت في القريه التي مازالت حتي اليوم مهجوره، فسكانها لم يعودوا اليها حتي الان طلباً للسلامه، رصدنا ووثقنا جرائم «داعش» التي مازالت اثارها قائمه وشاهده علي همجيه هؤلاء الذين يدعون ان يريدون اقامه دوله الاسلام.

وحسب ما ذكر «عبدالسلام» الاعلامي الكوردي الذي رافقنا في جولتنا بالقريه، فان جرائم داعش طالت كل شيء في القريه، سواء البشر او الحجر.

الصمت الرهيب يفرض سطوته علي القريه، فقط صوت الريح هو الذي تسمعه، الطرقات خاليه وعلي جانبيها بيوت مفتوحه الابواب بطريقه توحي ان اصحابها كانوا يهربون من الخطر، جدران كثيره مهدمه، سيارت محترقه، محال محطمه الابواب ومنهوبه، اما المساجد فمجرد اطلال بعد تدميرها علي يد «المسلمين» مجاهدي داعش!

بدانا جولتنا باحد المنازل الكبيره، البوابه الخارجيه كانت مفتوحه، واجهه المنزل كشفت عن حجم الضرر الذي تعرض له، دفعت الباب الرئيسي للمنزل بتردد، الجو موحش ويدعو الي بعض الخوف من اي مفاجات، بخطوات بطيئه مترقبه دخلت المنزل، اللون الاسود بفعل الحرائق يغطي الحوائط والاسقف، الغرف مبعثره الاغراض والنيران اتت عليها وعلي ما فيها، الشبابيك محروقه والزجاج محطم، ويبدو ان المنزل تعرض لعمليه سلب ونهب منظمه.

غادرت المنزل، وبعد دقائق بانت مئذنه مسجد كبير، عندما اقتربنا منه قال «عبدالسلام»: عصابات داعش تجرات علي بيوت الله ولم تراع لها حرمه، تصور انهم فجروا المساجد في القريه واحرقوها تماما، حرقوا المصاحف والكتب الدينيه الموجوده في المسجد الكبير للقريه، وهذا المسجد خير دليل.

المسجد تابع للطريقه النقشبنديه والشيخ الخزنوي، ولان في اعتقاد داعش ان المساجد لها مناره واحده، فقد فجروا منارات المسجد وابقوا علي واحده فقط، علي جدران المسجد كتبوا «دوله الاسلام في العراق والشام» ـ وهكذا فعلوا علي جدران المنازل ـ اما داخل المسجد فالمشهد كان اكثر امتهاناً لقدسيه بيوت الله، اثار الحرائق علي الجدران، مصاحف محترقه وملقاه علي الارض، تخريب اجهزه التكييف والمراوح، الشبابيك محطمه، المنبر محترق، حتي سجاد الارضيه تعرض للحرق والتمزيق.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل