المحتوى الرئيسى

عزيزة أمير.. الشمعة التي أحرقتها أضواء السينما وأعادها الجمهور للحياة بعد الانتحار

12/17 11:56

ربما لا يتذكرها البعض، وقد يجهلها البعض الاخر، الا ان هذا النسيان او الجهل بها لن ينفي انها واحده من بين اشهر النساء في العالم علي المستوي الفني، استطاعت ان تسبق الرجال في تاسيس صناعه السينما، تلك الصناعه الوليده في مصر انذاك، لتصبح رائده للسينما المصريه، وليخلدها التاريخ، ويكون برهانا علي قوه ارادتها وتحملها مشاق مجال جديد يجهله الجميع، فتغامر باموالها وتنتج اول فيلم سينمائي مصري ''ليلي'' عام 1927، فيؤكد لها الاقتصادي الوطني طلعت باشا حرب انها فعلت ما لم يستطع فعله الرجال، هي مفيده محمد الشهيره بعزيزة امير.

ولدت مفيده في محافظه دمياط في ديسمبر عام 1901، عاشت يتيمه منذ ميلادها بعد ان وفاه والدها بعد ايام قليله من مولدها، لتنتقل مع اسرتها الي الاسكندريه وبعدها الي حي السيده زينب في القاهره.

لم تحصل مفيده علي اي شهاده دراسيه ولكن تمتعت بقدر عالي من الثقافه بسبب قربها من شخصيه سياسيه شهيره، قيل انه تزوجها سرا، واخفي هذه الزيجه عن زوجته الاولي وعن ابناءه، وسافر بمفيده في رحله لاوروبا اكتسبت منها ثقافتها، وحرصت خلالها علي تعلم اللغه الفرنسيه، وجذبتها هناك اضواء الفن من سينما ومسرح، لتبدا رحلتها الفنيه عبر خشبه المسرح عام 1925 وتلتحق بفرقه رمسيس لتقف للمره الاولي امام عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي.

وجاء اول ادوارها في عالم الفن بعدما ارسلت صورتها الي وهبي ومعها رساله تترجاه فيها ان يقبلها كممثله بين فرقته، فاعجب وهبي بجمالها ومنحها اول ادوارها من خلال مسرحيه ''الجاه المزيف''، وانتقلت بين الفرق المسرحيه فانضمت الي فرقه عكاشه وهي الفرقه التي منحتها ادوار البطوله، ثم فرقه الفنان نجيب الريحاني، كما كانت بطله لاولي مسرحيات الفرقه القوميه المصريه ''اهل الكهف'' الماخوذه عن نص مسرحي يحمل نفس الاسم للكاتب توفيق الحكيم، وهي اخر اعمالها علي خشبه المسرح، قبل ان تتفرغ للسينما.

يُعتبر اول ادوارها السينمائيه، قيامها باداء دور فتاه تونسيه في فيلم فرنسي، تم انتاجه عام 1920، وانتجت فيلمها ''ليلي'' عام 1927، والذي اعادت تصوير نهايته بعدما رفض الجمهور المصري النهايه، حيث كانت تدور احداث الفيلم حول فتاه تجسد دورها عزيزه، تقرر الانتحار في نهايه الفيلم، بعدما تضع ابنتها غير الشرعيه، بعد هروب الشاب الذي غرر بها، وسفره مع سائحه امريكيه.

وبعد غضب الجمهور واحتجاجه علي هذه النهايه الحزينه، اضطرت عزيزه ان تعيد تصوير نهايه الفيلم مره اخري وتختار نهايه سعيده للفيلم، يعود فيها الشاب الي ابنه بلده، ويترك الفتاه الاجنبيه، فاعادها الجمهور الي الحياه بعد الانتحار.

هي ايضا من اوائل الفنانين الذين حرصوا علي انشاء استوديوهات لتصوير الاعمال السينمائيه، حيث انشات استوديو هليوبوليس عام 1928، صورت فيه فيلمها ''بنت النيل''.

لم تكتف عزيزه بان تكون ممثله مسرح وسينما ومنتجه، لكنها ايضا شاركت تقريبا في كافه نواحي الصناعه السينمائيه، فكانت اول امراه في العالم تُقدم علي تجربه الاخراج، فاخرجت فيلم ''ليلي'' بمشاركه الفنان استيفان روستي، و''كفري عن خطيئتك'' الذي خسرت فيه الكثير من الاموال، كما قامت بعمليه المونتاج لاحد الافلام، وكتبت السيناريو والحوار لـ 18 فيلم، من بينهم ''بياعه التفاح''، ''ليله الفرح''، ''فتاه من فلسطين'' والذي يعد من اوائل الافلام التي تناولت القضيه الفلسطينيه، ''خدعني ابي''، و''امنت بالله''.

اسست عزيزه شركه ''ايزيس فيلم'' وهو الاسم الذي كانت تحب ان تطلقه علي نفسها، وانتجت من خلال هذه الشركه عدد من الافلام، بمعاونه زوجها الفنان محمود ذو الفقار.

في عام 1936، شعرت عزيزه بانها كانت الفديه والقربان، الذي به بدات صناعه السينما وتطورت، فعند تكريمها في المؤتمر الاول لصناعه السينما المصرية، قالت عزيزه وهي تغالب دموعها '' يكفيني فخرًا يا حضرات الساده، ان صناعه السينما قد تقدمت هذا التقدم الكبير، وان اكون انا الفديه والقربان''.

ربما كان اكثر افلامها نجاحا من الناحيه الانتاجيه، هو اول افلامها حيث حقق ارباحا اضعاف ما انفقته علي الانتاج، ولكن تفاوتت بعد ذلك افلامها بين النجاح والاخفاق، ورغم ذلك لم يبعدها الفشل عن اقبالها علي الانتاج، وانفاق كل ما تملك علي المجال الذي عشقته، لتختار ان تكون شمعه تحرقها اضواء السينما المتوهجه ولكنها تنير الطريق لمن ياتون بعدها.

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل