المحتوى الرئيسى

كيف يزداد الأثرياء ثراء؟

12/16 20:44

عندما يجمّع العديد منا قليلاً من المال لاستثماره، فاننا قد نتجه الي صناديق الاستثمار المشتركه او نشتري اسهماً – هذا اذا لم نصرفه في شراء احدث اجهزه التكنولوجيا. لكن الاغنياء الحقيقيين لا يفعلون ذلك.

انهم غالباً ما يضعون اموالهم في عقارات، او اعمال الفنيه، او شركات، او غير ذلك من استثمارات يحلم بامتلاكها الاخرون. وكيفيه استخدام هذه الفئه من الاثرياء لاموالها هو ما يميزهم عنا نحن، وهو ما يبقيهم في وضع مالي جيد.

فعلي سبيل المثال، عندما باعت عائله الشاب جوشوا كولمان شركه الاتصالات التي تملكها في شيكاغو، بمبلغ 400 مليون دولار أمريكى عام 2004، لم تشتر شيئاً بديلا باسراف وتهور. وبدلاً عن ذلك، بدات العائله في طلب المشوره لايجاد طرق افضل لتوفير ثرواتها الجديده والمساعده في انمائها.

وقد اثار ذلك الطلب فكره جديده لدي كولمان، الذي اصبح عندها في السابعه والعشرين من عمره، اذ اطلق في عام 2011 شركة استثمارية تعمل علي ربط الناس بخبراء الضرائب والقوانين واداره الثروه. واذا ما بيعت تلك الشركه في يوم ما، فان بامكانه ان يحصل علي عائد ضخم، مثل حال عائلته مع شركتها الاولي.

اذا ما كنت تعتقد ان البدء في شركه جديده يمثل طريقه شاذه لاستثمار اموالك، فذلك يعني انك لست من بين الاشخاص الاكثر ثراءً، او من اولئك الذين لا تقل ممتلكاتهم عن 30 مليون دولار امريكي – ممن يطلق عليهم "اصحاب الثروات الفائقه"- الذين يستثمرون في الاسهم والسندات.

فهؤلاء الاثرياء يقومون ايضاً بزياده اموالهم عن طريق شراء شركات جديده، والاستثمار في اوراق ماليه غير اعتياديه، مثل صناديق تاجير خطوط الطيران. كما انهم يتملكون شركات الاعمال الفنيه والسيارات التي ياملون بان ترتفع اثمانها.

يقول كولمان: هذا ما يسمي "مجازفه الفا"؛ وهو ذلك النوع من الاستثمار الذي يمكن ان يصادف الكثير من التقلبات.

اما في جانبها السلبي، فالكثير من هذه الاستثمارات تحمل مخاطر اكبر من الاستثمارات التقليديه، لذا تكثر فيها فرص خساره مبالغ اكبر. اضف الي ذلك ان السيوله فيها اقل بكثير من الاسهم، وقد يستغرق الامر شهوراً او اعواماً لكي يحصل الاثرياء علي عوائد لاموالهم من تلك الاستثمارات.

ومع انك قد لا تملك الملايين لتستثمرها، فانه يمكنك تعلم درس او درسين حول كيفيه جني الاثرياء للعائدات وان تطبقها علي سياستك الاستثماريه الخاصه بك.

بامكان الاثرياء الوصول الي مساحات استثماريه واسعه لا يعلم الكثير من الناس حتي عن وجودها.

فهناك صناديق تعرف باسم "صناديق الاستثمار المغلقه" – وهي صناديق استثمار طويله الاجل تبقي الاموال فيها مقيده عاده لفتره خمس سنوات علي الاقل - وهي توفر لكبار الاثرياء منفذاً للحصول علي عائدات ضخمه.

اما تاجير خطوط الطيران فانه يعد احد مجالات الاستثمار الناشئه. ومثال علي ذلك، ايان مارش، وهو المدير التنفيذي لشركه "عائله فليمنغ وشركاؤهم" لاداره المدّخرات، ومقرها لندن. وهي شركه تعني باداره الثروات وكانت قد اُسست في البدايه للحفاظ علي ثروه ايان فليمنغ، الذي اوجد شخصيه "جيمس بوند" السينمائيه.

ويعمل عملاء مارش مع شركه تدعي "دوريك" لاداره اموال المستثمرين لشراء الطائرات التي تؤجر لخطوط الطيران الكبري، مثل شركة طيران الامارات في دبي. ويحصل المستثمرون في النهايه علي عائدات من هذا الصندوق متي ما بيعت الطائرات.

لكن بامكانهم ايضا الحصول علي عائدات سنويه بقيمه 9 في المئه في هذه الفتره من خلال تاجير الطائرات فقط. وعلي سبيل المقارنه، فان معدل العائدات من الاستثمار في مؤسسه "ستاندرد اند بوورز 500" –وهي سله الاسهم الرئيسيه للاستثمار في الولايات المتحده الامريكيه، يبلغ نحو 3 في المئه.

تتطلب بعض الصناديق المغلقه مئات الالاف من الدولارات لكي تقبل الاستثمار فيها، الا ان صناديق تاجير الطائرات لشركه دوريك تطلب مبالغ ابتدائيه معقوله بعض الشيء، حسب قول مارش.

وهناك حد ادني للاستثمار في سلسله صناديق "سكاي كلاود" – التي تشتري طائرات ايرباص اي380-800 وتؤجرها للخطوط الجويه الاماراتيه والذي يبلغ 10 الاف يورو (13,822 دولار امريكي)، ورسوم دخول بنسبه 5 في المئه تُستقطع مره واحده فقط اعتماداً علي المبلغ المستثمر.

كما يشتري اصحاب الثروات الفائقه من المستثمرين في المملكه المتحده وغيرها من الدول الاراضي الزراعيه. فبما ان سكان العالم في نمو مضطرد، فان الطلب علي الطعام سيزداد ايضاً، واولئك الذين يمتلكون اراض زراعيه ممتازه قد يحصلون علي عائدات جيده، حسبما يقول مارش.

فالاراضي الصالحه للزراعه ذات مورد محدود – وكلما استصعب الحصول علي شيء ما، كلما كان العائد من الاستثمار فيه افضل.

وبحسب مارش، يمكن للارض الجيده ان تدرّ سنوياً ما يقرب من 4 في المئه لاي مستثمر، اضافه الي تنامي قيمتها بمرور الزمن.

قليل هم المستثمرون المنتظمون القادرون علي الاستثمار في صناديق اعتماد الطائرات، او شراء اراضٍ صالحه للزراعه. لكن هناك صناديق اعتماد مغلقه يسهل الوصول اليها، وتوفر طريقه للاستثمار في البني التحتيه العالميه، وحتي صناعه النبيذ.

كما توجد ايضاً بعض الشركات المسجله في البورصه والتي يمكن للناس شراؤها في سوق البورصه. علي سبيل المثال لا الحصر، هناك شركه "غلادستون لاند"، وهي شركه مسجله في الولايات المتحده الامريكيه وتتخصص في شراء الاراضي الزراعيه.

كون الكثير من الاثرياء ثروتهم عن طريق امتلاكهم لشركات. ومن الطبيعي ان يقوم الاثرياء، علي انفراد، بشراء شركات اخري.

ويستثمر كولمان في عدد من الشركات المختلفه، معظمها في قطاعي الخدمات المهنيه والتقنيات. وله اسهم في قطاعات عديده اخري بحيث يصعب عليه تحديد ارقامها بدقه، لكنه يقول: "انها كثيره".

انه يستثمر عاده مع مجموعه من المستثمرين ومع شركه اسهم خاصه، كما انه سيستثمر اكثر من مليون دولار امريكي ليحصل علي جزء من عمليه استثماريه ما.

من الممتع رؤيه شركات تنتقل من مربع النسيان لتصبح شركات كبري، والعديد من المستثمرين لديهم الخبرات والعلاقات التي تساعدهم في انطلاقه شركه ما من الصفر، حسب قول ديفيد روز، وهو متعهد فائق الثروه يقيم في نيويورك ومؤلف كتاب "مَلاكُ الاستثمار: الدليل العاصف لزياده المال والتمتع بالشركات الناشئه".

ويقول روز: "تصور الاستثمار في شركة غوغل عندما كانت في البدايه. كنت ستلتقي بالمؤسسين بشكل اسبوعي وتطّلع اولاً باول علي ما يجري وتراها تنمو. وفي ذلك الكثير من المتعه."

كما انه عمل مربحٌ ايضاً. فمع ان المستثمرين يجازفون باموالهم – فنحو 50 في المئه من الشركات الناشئه تعلن افلاسها، حسب روز- الا ان المستثمرين الاثرياء عاده ما يربحون من 20 الي 50 ضعفاً من استثماراتهم الاوليه في شركه او اثنتين من تلك التي تحقق النجاح.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل