المحتوى الرئيسى

تقرير يكشف دور الأطباء في التحقيقات الأميركية القاسية

12/15 02:02

مع تنامي وتيره الاستجوابات القاسيه التي اجرتها وكالة الأستخبارات المركزية (سي اي ايه) بخصوص الارهابيين المشتبه بهم، مطلع عام 2003، اطلع احد المسؤولين الطبيين بالوكاله زميلا له علي ان دورهم، باعتبارهم «ضمير المؤسسه والعامل المقيد»، قد طرا عليه تغير واضح.

وكتب المسؤول خلال رساله عبر البريد الإلكتروني ان المسؤولين الطبيين اصبحوا «المسؤولين عن تعزيز المكاسب لاقصي درجه ممكنه وبصوره امنه، والابقاء علي الاخرين بمناي عن المشكلات».

ومثلما كشف تقرير لجنه الاستخبارات التابعه لمجلس الشيوخ الصادر هذا الاسبوع، فان الاطباء، بمن في ذلك الاطباء النفسيون العاملون بالوكاله شاركوا عن قرب في جميع جلسات الاستجواب، بدرجه تفوق بكثير اي وقت مضي.

وقد شارك اطباء من مكتب الخدمات الطبيه بالوكاله كمراقبين خلال هذه الجلسات، مع عدم توافر دلائل تُذكر في التقرير توحي بتدخلهم لمنع استخدام اساليب قاسيه خلال الاستجواب.

ورغم انهم حذروا في بعض الحالات من ان جلسات استجواب جاريه واخري مخطط لها تنطوي علي مخاطره تجاوز الخطوط الارشاديه التي حددوها، فانهم عملوا في اغلب الحالات كعناصر تمكين، حيث قدموا، مثلا، النصح بخصوص تخفيف حده القيود لتجنب تعرض محتجَز لازمه، بسبب اجباره علي الوقوف او اتخاذ اوضاع جسديه ضاغطه لفترات طويله، وغطوا جروحا اثناء عمليات التغطيس بالماء، وتوليهم اداره عمليات الاطعام وتعويض السوائل عبر المستقيم، التي وصفها احد المسؤولين الطبيين بانها سبيل فاعله «لتنقيه ذهن الشخص ودفعه للحديث».

قبل بدء استجواب المحتجز الاول عام 2002، مع شخص ينتمي لـ«القاعده» يدعي ابو زبيده، ذكر التقرير ان مقر رئاسه «سي اي ايه» اعلن، بمشاركه افراد طبيين، ان «عمليه الاستجواب لها الاولويه عن الاجراءات الطبيه الوقائيه».

وفي رساله عبر البريد الالكتروني لمقر مكتب الخدمات الطبيه في لانغلي بفيرجينيا، قال مسؤول طبي: «من هنا بدا الامر»، وذلك بعد مراقبته جلسات استجواب قيادي «القاعده» ابو زبيده، التي تضمنت وضعه داخل صناديق مقيده للحركه وايهامه بالغرق.

واضاف المسؤول الطبي ان ابو زبيده «يبدو ان لديه قدره كبيره علي مقاومه الايهام بالغرق. واطول فتره قضاها تحت الماء حتي الان مع وجود قطعه قماش تغطي وجهه 17 ثانيه، والمؤكد ان هذه الفتره ستزيد في غضون فتره قصيره. ولم يتم حتي الان استخلاص معلومات مفيده منه.. وقد تقيا مرتين خلال عمليه الايهام بالغرق. وكانت 10 ساعات قد مرت منذ اخر مره تناول فيها الطعام، لذا فان هذا الامر غريب ومثير للقلق. لذا ننوي اطعامه منتجات (انشور) فقط لبعض الوقت بدءا من الان».

وذكرت رساله بريد الكتروني بتاريخ 4 اغسطس (اب) 2002: «انا في طريقي الان لجلسه اخري للايهام بالغرق».

وقال محامي يعمل لحساب «سي اي ايه» شاهد التسجيلات المصوره لتلك الاستجوابات ان «الشخص الذي يُفترض انه مسؤول طبي كان يرتدي زيا اسود بالكامل من راسه حتي قدميه، وتعذر تمييزه عن باقي افراد فريق التحقيق».

من ناحيتهم، اعرب المعنيون بالأخلاق الطبيه عن غضبهم العارم حيال مشاركه افراد طبيين في جلسات الاستجواب منذ تواتر انباء عن ذلك في وثائق تخص «سي اي ايه» ووزاره العدل كشفتها اداره اوباما عام 2009.

من ناحيته، قال ستيفين ميلز بروفسور اخلاق مهنه الطب بكلية الطب بجامعه مينيسوتا وعضو مجلس اداره مركز ضحايا التعذيب، ان استخدام «سي اي ايه» لاساليب، مثل الاطعام عن طريق المستقيم، امور غير معروفه من قبل. واضاف انه «ليس هناك شيء ما يُدعي الاطعام عن طريق المستقيم، فهذا امر غير ممكن فيزيولوجيا، ذلك ان القولون ليس به بطانه قادره علي امتصاص العناصر الغذائيه.. هذا الامر لا يمت للاجراءات الطبيه بصله، وانما مجرد وسيله لاحداث اقصي مستويات الالم».

اما الجمعية الطبية الأميركية، فاعلنت في بيان اصدرته، الجمعه الماضي، ان «مشاركه الاطباء في اعمال التعذيب والاستجواب القسري تُعد انتهاكا لجوهر القيم الاخلاقيه».

وفي اعقاب صدور التقرير، دعت منظمه «اطباء من اجل حقوق الانسان» لمحاسبه المسؤولين الطبيين المتورطين في برنامج الاستجواب التابع لـ«سي اي ايه»، منوهه بان مشاركتهم «كانت محوريه لتوفير حمايه قانونيه» لمن يتولون تلك الاستجوابات.

الا ان جورج جيه اناس، رئيس قسم القانون الطبي والاخلاق الطبيه وحقوق الانسان بجامعه بوسطن، فاعترف بان «المجتمع الطبي ليس بيده ما يفعله سوي التنديد بهذا الامر، لان احدا لا يعلم هويه هؤلاء الاشخاص» (المعروف ان جميع الاسماء محجوبه في التقرير).

جدير بالذكر ان مكتب الخدمات الطبيه من الكيانات غير المعروفه داخل «سي اي ايه». ويتبع المكتب اداره الدعم، وتدور مهامه التقليديه حول توفير الرعايه الصحيه للعاملين بالوكاله.

وفي سؤال له حول مكتب الخدمات الطبيه، اجاب المتحدث الرسمي باسم الوكاله بان «العاملين الطبيين بـ(سي اي ايه) هم ضباط مخابرات مخلصون وملتزمون بارفع معايير مهنتهم الطبيه».

اما بخصوص التساؤلات المتعلقه بدورهم في برنامج الاحتجاز والاستجواب الخاص بالوكاله، فقد اشار الي الرد المبدئي الصادر عن الوكاله في يونيو (حزيران) 2013 تجاه مسوده التقرير الصادر عن مجلس الشيوخ.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل