المحتوى الرئيسى

بيع الوهم فى «سجائر إلكترونية».. تسبب السرطان المبكر وتجارها يخططون لنشرها بمصر خلال 6 أشهر

12/14 10:27

باحثا عن علاج يساعده في الاقلاع عن التدخين، قرر أحمد عبدالله، 28 عاما، اللجوء الي السجائر الالكترونيه، من بين خطوات كثيره اتخذها لتحقيق هدفه. توجه الي اشهر ممر معروف بتلك التجاره، وزاد من عزيمته اللافتات المنتشره في الممر «ان اردت الاقلاع عن التدخين اشتر السيجارة الإلكترونية»، واقنعه احد التجار بان الدواء احيانا من الداء.

تجار الممر لا يستسلمون ان كان الزبون لا يرغب في التخلص من ادمان السجائر العاديه، لكن لديهم اكثر من خطه لاقناعه بالسيجاره الالكترونيه التي لم تنتشر حتي الان بشكل ملحوظ، حسب ما اكده احد التجار اثناء عرض المنتج للزبائن.

اول عناصر الجذب هو شكل السيجاره الالكترونيه، وسهوله استخدامها، فهي جهاز كهربائي يعمل بالشحن الكهربائي، وله بطاريه صغيره تحتوي علي مخزن به بخار ماء وسائل ماده النيكوتين، وفي مقدمتها سخان يعمل علي تسخين ماده النيكوتين.

«هو الدكتور ادم بتاع السجائر فين؟».. سؤال متداول بين الزبائن في اشهر ممر لبيع السجائر الالكترونيه في روكسي، تجد التاجر الذي يعرف نفسه للزبائن بانه طبيب، يشرح لعدد كبير يقفون امامه فوائد السيجاره، مستخدما بعض المصطلحات الطبيه ينطقها تاره باللغه العربيه وتاره بالانجليزيه، ليقنعهم بان السجائر الالكترونيه اقل ضررا بالصحه، لانها تخلصت من اخطر مكونات السيجاره العاديه التبغ والقطران، نظرات اللهفه والاهتمام لا تترك الزبائن عند عرض التاجر انواع سوائل النيكوتين والطعم المختلف.

لا يتوقف الرجل عن الدعايه للسجائر الالكترونيه قائلا: «سعر هذه السيجاره يتراوح بين 150 جنيها الي 400 جنيه، والسائل بين 30 جنيها الي 100 جنيه يعني توفير لفلوسك».

يساله احد المدخنين عما نشر عن انها تسبب السرطان ليضحك علي حديثه ويجيبه: «يعني ايه اللي في السيجاره دي يسبب السرطان، ثم انني دكتور واعرف اضرارها، لكن مش لدرجه السرطان».

الا ان حديث التاجر مضلل ويتضارب مع تصريحات وتاكيدات وزير الصحه، الدكتور عادل العدوي، في مؤتمر منظمه الصحه العالميه لبحث «نتائج ابحاث اقتصاديات التبغ» الاسبوع الماضي، الذي اكد خلاله ان السجائر الالكترونيه لا تساعد في الاقلاع عن التدخين، بل تسبب السرطان.

ويؤكد الدكتور محمد البتانوني، استاذ امراض الصدر والحساسيه لـ«الشروق» ان السجائر الالكترونيه اقل ضررا لانها لا تحتوي علي ماده القطران، وهي اكثر ماده خطيره في السجائر العاديه، لكن هناك ماده مذيبه من الكحوليات ومواد بتروليه في السجائر الالكترونيه تخضع للدراسات والابحاث، لرصد اضرارها ومقارنه ذلك باضرار السجائر العاديه، لكنها في كل الاحوال شديده الضرر.

التجار يستهدفون سوق الاحياء الشعبيه

يبحث دائما تجار تلك السجائر عن طرق لترويجها واقناع الزبائن بها، لكن احاديثهم تختلف تماما بين التجار والزبائن وبين التجار فيما بينهم، وينتهز التجار اي فرصه لنشر السيجاره الالكترونيه في مناطق واحياء اخري، خصوصا الاحياء الشعبيه التي لم تنتشر فيها حتي الان، وهو ما فعله مصطفي احمد صاحب احد المحال في الممر عندما عرّف محرر «الشروق» نفسه له بانه تاجر جديد، ويريد الاتفاق علي شراء كميه كبيره من السجائر لعرضها في كافيه يمتلكه باحد الاحياء الشعبيه.

وسارع مصطفي في نصح المحرر، عن كيف يقنع الزبون بان السجائر الالكترونيه بها خطوره اقل من العاديه بنسبه 75%، وتساعد علي الاقلاع عن التدخين، ولها طعم مختلف عن السجائر العاديه.

وقال مصطفي: يجب شراء كميات قليله لانها ممنوعه في مصر حتي لا نلفت الانظار لها لان السجائر الالكترونيه ستنتشر بعد 6 اشهر وقتها ستشعر الحكومه بذلك وتمنعها (نكون عملنا قرشين حلوين)، لكنه اكد انه لا يخالف ضميره ولا ينصح غير المدخنين بشراء السجائر الالكترونيه لانه «حرام»، لكنه يفضل بيعها للمدخنين لانها اقل ضررا بالرغم من يقينه انها لا تساعد علي الاقلاع عن التدخين.

واضاف: هو في حد عايز يمنع شرب السجائر يروح لسجائر تانيه؟.. كله اكل عيش.

مصطفي يعلم ان وزاره الصحه منعت بيعها عام 2011، مستنده الي توصيه منظمه الصحه العالميه بضروره عرض هذه النوعيه من السجائر علي الرقابه لانها تعتبر مستلزما طبيا يحتوي علي ماده فعاله، وان هذا النوع من السجائر يحتوي علي مواد مسرطنه ومواد اخري تسبب الالتهاب والحساسيه.

واكد مصطفي ان وزاره الصحه تترصد لهم بسبب سائل النيكوتين في السيجاره، خصوصا ان هناك انواعا تقليديه وغير معلوم اماكن تصنيعها ويتم استيرادها من الصين.

ويؤكد د. هاني عماد رئيس لجنه مكافحه التدخين ان وزاره الصحه تمنع بيع السجائر الالكترونيه، ولا تصرح بتداولها، مضيفا ان السجائر الالكترونيه مازالت تخضع للابحاث للتعرف علي اضرار سائل النيكوتين الذي يستخدم في السجائر، نافيا ما يردده التجار انها تساعد علي الاقلاع عن التدخين والدليل ان هناك شركات تبغ معروفه تصنع تلك السجائر، فمن غير المنطقي ان تطرح تلك الشركات منتج يساعد المدخنين علي عدم شراء منتجاتهم الاصليه.

واشار الي ان سبب تصنيع هذا النوع من السجائر هو مساعده المدخنين علي التدخين في الاماكن المغلقه، لان رائحه السجائر لا تضايق احدا مثل السجائر العاديه، لكنها لا تساعد علي الاقلاع مثلما يقال، وهذه السجائر مهربه ووزاره الصحه تناشد دائما الجهات المعنيه بمنع تداولها.

فجاه يملا الدخان شاشه التليفزيون، قد تتصور انه مشهد في فيلم عربي وابطاله يدخنون لكن تكتشف انك تشاهد لاول مره اعلانا عن سجائر وشيشه الكترونيه، ويتعمد ابطال الاعلان اظهار مدي الاستمتاع بطعم نكهات هذه السجائر، ويحاولون اقناعك ان منتجه غير مضر بالصحه عن طريق عرض اراء اطباء (بحسب تعريفهم في الاعلان)، وينتهي الاعلان بختم وزاره الصحه للتاكيد ان منتجات الاعلان حصلت علي تصريح وزاره الصحه ولا يمنع تداولها وانها اولي خطوات الاقلاع عن التدخين.

يتنافي مضمون الاعلان مع دعوه منظمه الصحه العالميه، التي اطلقتها لتنظيم بيع واستخدام السجائر الالكترونيه ومنع تدخينها في الاماكن المغلقه وحظر الاعلان عنها وبيعها للقصر، وطالبت المنظمه منع مصنعي السيجاره الالكترونيه من اطلاق المزاعم الصحيه، مثل مساعده المدخنين علي التخلص من هذه العاده الي ان «يقدموا دليلا علميا مقنعا ومدعوما ويحصلوا علي الموافقه التنظيميه».

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل