المحتوى الرئيسى

عبد الرحمن خلوف: الدّاية

12/14 08:59

ازاد اسكندر: ما تبقَّي من قصيده ممزَّقه

اضاءه علي اشهر اعمال توفه جانسون في الذكري المئويه لولادتها

تكريم إيزابيل ألليندي باعلي وسام اميركي

جواد غلوم: سيّدهُ المدائنِ التي تحترق

شوقي مسلماني: مِنْ صادق النيْهوم واليه

كيف تعثر علي قصيده جاهزه في كتاب نثري عادي

باب منزلها حديدي ككل ابواب المنازل في احياء  (المخالفات) الدمشقيه، في احد الازقه العموديه التي تتسلَّق جبل قاسيون، زقاق متوَّج بعده درجات اعتباطيه تجمعه مع الطريق الافقي الذي كان فيه بيتنا، الطريق الاخير الذي يمكن الوصول اليه بسياره، ليس بالبعيد عن قمه  قاسيون، من حيث تاتي اصوات عواء الكلاب الجائعه، باب منزلنا ازرق داكن، تلِجُهُ الدايه لتجد ابي و اخوتي تحت شجره المشمش التي كانت تتوسَّطُ الباحه الترابيه، لا تحتاج لمن يرشدها الي الطريق، تتسلق الدَّرَج الاسمنتي الطويل ذو الدرجات الحاده، الدرج الذي يعود اليّ دائماً في كوابيس السقوط التي تلازمني الي هذا اليوم.

تتجاوز الباحه الاسمنتيه و تدخل الغرفه الصغيره حيث امي تتمدَّدُ علي فراش في وسط الغرفه، امي التي كان لها سته اولاد، التي جرَّبت كل ما في وِسعِها لاجهاض هذا الحمْل، حملت قوارير الغاز الي الطابق العُلوي مراراً، رمت نفسها من اعلي الحائط الصغير الذي كان يفصل منزلنا عن الطريق الترابي خلفه،لها خمسه اطفال و لم يَتبقّي مكان لطفل جديد في بيتها الصغير المؤلّف من غرفتين. كل هذا دون جدي. و حين ايقَنَتْ ان لا بد من مجيئي اخذت تسال الله ان اكون بنتاً لاساعدها في اعمال المنزل، لم يكن لها الا بنت واحده و الكثير من الصبيان، غير ان الدايه ما لبثت ان اخبرتها ان صبيانها سيزيدون واحداً. انفجرت بالبكاء. امي تروي لي هذه الحادثه مراراً و تكراراً، وفي كل مره تطلق ضحكه قويهً تكشف عن جميع اسنانها الذهبيه، يسعدني وَقْعُ هذه الحادثه عليها، كما لو كانت ولادتي نُكتَه لا تتقادم، اضحك ايضاً كما كانت تضحَكُ الدايه الشركسيه التي لم اَعرف وجهها. باب منزلها كان مُقفَلاً دائماً، حُكِمَ عليها بالسجن المؤبَّد بعد ان قامت بِطعْن زوجها ثمّ قطَّعت جسده و اخرجتهُ علي دفعاتٍ في اكياس القمامه التي كانت توزِّعُها علي مختلف النواصي، جامعو القمامه الذين كانوا يكومونها علي ظهور الحمير لاستحاله الوصول لسيارات البلديه عثروا علي الاشلاء و سرعان ما تعرّفت الشرطه علي الرجل و اكتشفت الجريمه.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل