بعد خسارتها لأكثر من مليون دولار.. إسرائيل تحد من التعاون الأمني مع روسيا

خسرت اسرائيل ما يقرب من مليار دولار في تجاره معدات الدفاع وتطوير مشروعات ثنائيه مع روسيا وذلك بسبب سياسه منح التراخيص الاجنبيه والتصدير المتوازنه والتي تهدف الي الحفاظ علي العلاقات الامنيه مع موسكو دون الاضرار بالمصالح الحيويه للولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو.

ويقول مسؤولون اسرائيليون انه نظرًا لوضعيه روسيا والولايات المتحدة الجيوسياسيه الحاليه والتوترات الاخيره بشان اوكرانيا، يجب علي اسرائيل ان تظل حساسه فيما يتعلق بمصالح حليفتها الرئيسيه في واشنطن.

واضاف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية انه نتج عن ذلك “سياسه توازن” دقيقه ومحسوبه بشكل مستمر والتي كلفت اسرائيل خساره اكثر من مليار دولار في المبيعات وفرص التعاون الاستراتيجي مع روسيا، اشار المسؤول الاسرائيلي الي قدره موسكو في التاثير علي مكانه اسرائيل الاستراتيجيه في المنطقه من خلال علاقاتها مع دول معاديه مثل ايران وسوريا.

واوضح" من الواضح اننا ربحنا الكثير من قرار روسيا بالغاء عقد ضخم مع ايران حول نظام الدفاع الصاروخي S300PMU مشيرًا الي العقد الذي بلغت قيمته 800 مليون دولار والذي تم توقيعه في عام 2007، والذي تم فسخه في عام 2011 بعد سنوات من الاشتباكات الروسيه الاسرائيليه وبعد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في سبتمبر 2010 بحظر الاسلحه علي طهران".

وبرغم ذلك تصر مصادر في الحكومة الإسرائيلية ان اسرائيل لم تعلق تجاره معدات الدفاع مع روسيا، كما انها لم تجبر الشركات المحليه علي انهاء الصفقات الموقعه سابقًا، وبدلًا من ذلك، فانها قامت بالحد من الصادرات الي الانظمه والتقنيات الاقل تطورًا، وذلك لاغراض مكافحه الارهاب والامن الداخلي لكن المراقبين يقولون انه ما لم تهدا التوترات بشان ضم روسيا لشبه جزيره القرم، والتدخل المستمر في القضايا المثيره الاخري في غرب اوكرانيا، ستواصل اسرائيل الابتعاد عن المبيعات الكبيره والتعاون الاستراتيجي مع موسكو.

وقال مسؤول كبير في وزاره الدفاع الاسرائيليه ان شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية في المراحل النهائيه من ابرام عقد بقيمه 400 مليون دولار مع شركه Oboronprom المملوكه للدوله من اجل الطائرات بدون طيار الروسيه الصنع اعتمادًا علي نظام الباحث داخل الشركه.

وقالت مصادر في الحكومه الاسرائيليه ان الصفقه التي تمت في اكتوبر 2010 من المتوقع ان تتحول الي حزمه انتاج مشترك لعده سنوات بقيمه تتخطي المليار دولار اعتمادًا علي خط الانتاج الامامي للطائرات بدون طيار من طراز Heron-1 التي تنتجها شركه صناعات الفضاء الاسرائيليه.

واشارت مصادر الي التاخير الي اجل غير مسمي في تنفيذ الاتفاقيه الاطاريه بين روسيا واسرائيل في مارس 2011 للتعاون في مجال الفضاء. وشملت المشاريع المرشحه تطوير التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج علي اساس الاقمار الصناعيه الاسرائيليه الصغيره والتصوير عالي الدقه والمحطه الارضيه الاسرائيليه لتحسين دقه نظام الملاحه العالمي للاقمار الصناعيه الروسيه.

وقال “تسفي كابلان”، المدير السابق لوكالة الفضاء الإسرائيلية والذي وقع علي اتفاق عام 2011 مع “اناتولي بيرمينوف”، رئيس وكاله الفضاء الفيدراليه الروسيه، ان: “لا شيء يحدث بشان الاتفاق الاطاري مع روسيا.”

واضاف كابلان انه: “هناك البعض هنا اعتقد انه يجب علينا المضي قدمًا في بعض المشروعات. ولكن بقدر ما اردنا توسيع التعاون والعلاقات التجاريه، بقدر ما ارادوا الحصول علي التقنيات والمشروعات المتعلقه بالاقمار الصناعيه عاليه الاداء الصغيره التي نمتلكها، لكننا لم نخاطر بازعاج اصدقائنا الامريكان.”

كما رفضت اسرائيل الحصول علي امتيازات ارساء المدمره البحريه الروسيه “فايس اميرال كولاكوف”، في ميناء حيفا في شهر ابريل الماضي .

وذكرت صحيفه هارتس وهي صحيفه يوميه اسرائيليه، ان مستشار الأمن القومي الاسرائيلي “يوسي كوهين” رفض طلب موسكو بارساء السفينه بعد التشاور مع وزير الدفاع “موشيه يعلون”، وجيش الدفاع الإسرائيلي، ووزاره الخارجيه وجهاز الأمن الداخلي في اسرائيل “شين بيت”.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية “ ايجال بالمور” التعليق علي ما يسمي “سياسه الموازنه” الاسرائيليه، التي وصفها بانها “موضوع حساس للغايه.” ويدير وزير الخارجيه “افيجدور ليبرمان”، والذي يتحدث الروسيه بطلاقه، علاقات اسرائيل مع الاتحاد الروسي ودول الاتحاد السوفياتي السابق.

وتكافح اسرائيل من اجل ان تظل محايده في الازمه التي تتطور باستمرار في اوكرانيا لذلك فانها لن تزعج روسيا واوكرانيا والولايات المتحده او حلفائها في حلف الناتو، وفي خروج نادر عن تقاليدها في التصويت مع واشنطن في الأمم المتحده، امتنعت اسرائيل عن التصويت في اواخر مارس الماضي علي مشروع قرار غير ملزم، ولكنه رمزي للغايه من الجمعيه العامه للأمم المتحده التي تقودها الولايات المتحده والذي ينص علي ان ضم موسكو للقرم هو امر "باطل".

وقال ليبرمان متحدثًا علي القناه التاسعه في التلفزيون الاسرائيلي: “لدينا علاقات جيده وقويه مع الامريكان والروس … لذلك انا لا افهم فكره تورط اسرائيل في هذا الامر”.