المحتوى الرئيسى

قصة {داعش}.. من التخطيط في سجن بوكا تحت نظر الأميركيين.. إلى جذب البعثيين

12/12 14:42

في صيف عام 2004. اقتيد احد شباب «الجهاديين» مكبلا بالسلاسل والاغلال، واخذ يسير ببطء في طريقه الي سجن معسكر بوكا في جنوب العراق. وقد كان متوترا بينما يقوده جنديان اميركيان عبر 3 مبانٍ ذات اضاءه ساطعه، ثم الي متاهه من الاروقه التي تنفتح علي باحه بها رجال يقفون علي مسافه متوسطه ويرتدون ملابس السجن ذات الالوان الزاهيه ويحملقون فيه بحذر.

وقد قال لي الشهر الماضي: «لقد تعرفت علي بعضهم في الحال. كنت اشعر بالخوف من بوكا وانا في الطائره متجها اليه، لكن بمجرد الوصول الي هناك، وجدت انه افضل كثيرا مما توقعت من عده اوجه».

دخل الشاب، وكنيته ابو احمد، معسكر بوكا شابا منذ 10 سنوات، وهو الان مسؤول بارز داخل تنظيم داعش حيث ترقي في المراتب هو وكثير من الذين قضوا مده معه في ذلك السجن. وقد اختطفه جنود اميركيون من مدن وبلدات عراقيه، شانه شان المعتقلين الاخرين، واقتيدوا الي مكان بات سيئ السمعه، وهو حصن بائس في الصحراء اصبح فيما بعد ارثا خلفه الوجود الاميركي في العراق. وسرعان ما رحب به المعتقلون الاخرون بحفاوه، كما يتذكر ابو احمد.

لقد كان الرعب من بوكا يسيطر عليهم هم ايضا، قبل ان يدركوا انه ابعد ما يكون عن اكبر مخاوفهم، بل لقد قدّم لهم السجن الذي يديره الاميركيون فرصه استثنائيه. واخبرني قائلا: «لم يكن ليمكننا التجمع علي هذا النحو في بغداد او في اي مكان اخر. كان سيعد الامر خطيرا جدا. لقد كنا في امان، بل وعلي بعد بضع مئات من الامتار من قياده تنظيم القاعده».

وشهد سجن معسكر بوكا اول مقابله بين ابو احمد وابو بكر البغدادي، زعيم «داعش»، الذي يُصنف حاليا كاخطر زعيم ارهابي في العالم. ويقول ابو احمد ان تاثر الاخرين به كان واضحا جليا منذ البدايه. واضاف قائلا: «حتي في ذلك الوقت كان ابو بكر، لكن لم يتوقع اي منا انه سيصبح قائدا». وكان ابو احمد واحدا من اهم اعضاء التنظيم في اشكاله الاولي، حيث انجذب الي الاعمال المسلحه في شبابه بسبب الاحتلال الاميركي الذي كان يحاول فرض تحول في السلطه في العراق لصالح الشيعه، علي حساب السنه في رايه وراي الكثيرين.

وقاده دوره في البدايه في التنظيم الذي اصبح فيما بعد «داعش» الي منصب رفيع المستوي يشغله حاليا داخل حركه مسلحه اُعِيد احياؤها وامتدت عبر الحدود الي سوريا. ويري اكثر رفاقه ان التفكك الذي تشهده المنطقه هو تحقيق لطموحاتهم في العراق التي ظلت عالقه الي ان منحتهم الحرب في سوريا ساحه جديده. ووافق علي الحديث علنا بعد اكثر من عامين من النقاشات حول الكشف عن ماضيه واحدا من اهم العناصر المسلحه في العراق، وعن قلقه الكبير بشان «داعش» وكذلك رؤيته حول المنطقه، في ظل اشتعال الوضع في كل من العراق وسوريا، ومصير الشرق الاوسط الذي يبدو انه سيعاني لجيل اخر من الفورات واراقه الدماء علي ايدي امثاله.

يعيد ابو احمد النظر في الامر.. تتعارض وحشيه «داعش» المتزايده مع ارائه، التي خفت حدتها مع تقدمه في العمر، حيث بات يؤمن بان تعاليم القران قابله للتاويل، ويُمكن الا تؤخذ حرفيا. وقادته ظنونه تجاه الشكل الذي اصبح عليه «داعش» الي الحديث مع صحيفه الـ«غارديان» في اطار سلسله من المقابلات الطويله، التي تقدم صوره خاصه متميزه عن الزعيم الغامض للتنظيم الارهابي وايامه الاولي التي تمتد من عام 2004، عندما قابل ابو بكر البغدادي في معسكر بوكا، وحتي عام 2011، عندما عبرت حركه التمرد العراقيه الحدود السوريه.

في البدايه في بوكا ناي السجين، الذي اصبح فيما بعد علي راس قائمه المجرمين المطلوبين عالميا، بنفسه عن السجناء الاخرين، مما جعلهم يرونه انطوائيا وغامضا. ويتذكر ابو احمد انطباع السجناء المختلف عن البغدادي، حيث كانوا يرونه لين الجانب ذا تاثير مهدئ في بيئه تفتقر الي اليقين، فكانوا يطلبون مساعدته في فض النزاعات بينهم. اخبرني ابو احمد: «كان هذا في اطار الدور الذي يمثله. لقد شعرت انه يخفي شيئا ما؛ جانبا مظلما لم يرد ان يظهره للاخرين. لقد كان علي عكس الامراء الاخرين الذين كان من السهل التعامل معهم. لقد كان بعيدا ونائيا عنا جميعا».

ولد البغدادي، واسمه الحقيقي ابراهيم بن عواد البدري السامرائي، عام 1971 في مدينه سامراء بالعراق. والقت القوات الاميركيه القبض عليه في الفلوجه، غرب بغداد، في فبراير (شباط) عام 2004، بعد اشهر من مساعدته في العثور علي جماعه «جيش اهل السنه والجماعه» المسلحه التي تتخذ من المناطق السنيّه المحيطه بمدينته مركزا لها. وقال دكتور هشام الهاشمي، المحلل الخاص بشؤون «داعش» في الحكومه العراقيه: «لقد تم القاء القبض عليه وهو في منزل احد اصدقائه ويُدعي ناصف جاسم ناصف، ثم تم اقتياده الي بوكا. لم يكن الاميركيون يعلمون حقيقه الذي القوا القبض». ويبدو ان اكثر رفقاء البغدادي في السجن، الذين يقارب عددهم الـ24 الفا، والذين تم تقسيمهم علي 24 معسكرا، لم يعرفوه ايضا. كان التقسيم التراتبي هو عماد السجن، وكان يتجلي ذلك في لون الزي الذي كان يساعد علي تحديد مرتبه السجناء. وقال ابو احمد: «تختلف الوان الملابس التي كنا نرتديها باختلاف المرتبه. اذا لم تخني الذاكره، كان اللون الاحمر مخصصا لمن يسيئون التصرف في السجن، في حين كان الابيض مخصصا لرئيس السجن، والاخضر لاصحاب الاحكام طويله الاجل، والاصفر والبرتقالي لغير المميزين».

عندما وصل البغدادي، وهو في الـ33 من العمر الي بوكا، كانت حركه المقاومه التي يقودها السنه ضد الولايات المتحده تكتسب زخما في وسط وغرب العراق. وبات الغزو، الذي تم تسويقه بوصفه حرب تحرير، احتلالا قمعيا.

وكان السنّه في العراق، الذين حُرموا من حقوقهم بعد الاطاحه بصدام حسين، يتحدثون عن قتال القوات الاميركيه، وبداوا في استخدام السلاح ضد المنتفعين من الاطاحه بصدام حسين، وهم الاغلبيه الشيعه.

كانت الجماعه المسلحه الصغيره التي تزعمها البغدادي واحده من ضمن عشرات الجماعات التي وُلدت من رحم ثوره سنيه شامله، والتي تجمعت بعد ذلك تحت لواء تنظيم القاعده في العراق ثم «داعش». وكانت تلك ارهاصات القوه الساحقه التي تعرف الان باسم «داعش»، التي سيطرت، بزعامه البغدادي، علي غرب ووسط البلاد، وكذا شرق سوريا، ودفعت الجيش الأميركي الي العوده مره اخري الي المنطقه المزعزعه الاستقرار، بعد فتره تقل عن الـ3 سنوات من مغادرته وتعهده بالا يعود.

مع ذلك اثناء وجوده في بوكا، لم تكن جماعه البغدادي معروفه كثيرا، وكان اقل اهميه من زعيم «القاعده» الذي نُظر اليه كبطل قومي ابو مصعب الزرقاوي، الذي اصبح يثير الرعب في قلوب كثيرين في العراق واوروبا والولايات المتحده. وكان لدي البغدادي طريقه فريده للظهور من بين القاده الطموحين الاخرين داخل بوكا وخارجه في شوارع العراق، وهي اصله (يدعي انه ينتسب الي ال البيت). كذلك حصل علي درجه الدكتوراه في الدراسات الاسلاميه من الجامعه الاسلاميه في بغداد، وكان يعتمد علي كلا الرافدين لاضفاء الشرعيه عليه خليفه للعالم الاسلامي، كما اعلن في يوليو (تموز) عام 2014، في تحقيق لقدر تجلي في باحه السجن قبل عقد من الزمان. وقال ابو احمد: «لقد كان البغدادي شخصيه هادئه، وله حضور، حيث تشعر وانت معه بانك في صحبه شخص مهم. مع ذلك كان هناك اخرون اكثر اهميه منه، حتي اني لم اعتقد انه سيكون له هذا الشان العظيم».

كذلك بدا ان للبغدادي طريقه مع سجّانيه، فكما يوضح ابو احمد واثنان من رفاقه في السجن عام 2004، كان الاميركيون ينظرون اليه علي انه شخص يستطيع حل النزاعات بين الفرق المختلفه، والابقاء علي النظام في المعسكر.

واضاف ابو احمد: «وبمرور الوقت، اصبح حاضرا في كل مشكله تطرا في المعسكر. لقد اراد ان يكون زعيم السجن، وعندما اعود بذاكرتي الي الوراء اري كم كان يتبني سياسه (فرّق تسد) للحصول علي ما يريد، وهو المكانه المتميزه. وقد نجح في ذلك».

وفي ديسمبر (كانون الاول) عام 2004 لم يصبح البغدادي في نظر سجّانيه مصدر خطر او تهديد، وتم اطلاق سراحه. واضاف ابو احمد قائلا: «لقد حظي باحترام الجيش الاميركي. عندما كان يريد زياره سجناء في معسكر اخر، كان ينال ما يطلب، في حين كان مصير طلبنا الرفض. وكانت استراتيجيته الجديده تتبلور امام انظارنا، وهي تاسيس (دوله اسلاميه). لو لم يكن هناك سجون اميركيه في العراق، لما خرج تنظيم داعش الي حيز الوجود. لقد كان بوكا بمثابه مصنع انتجنا جميعا، وكوّن نهجنا الفكري».

وفي الوقت الذي يعيث فيه تنظيم داعش فسادا في المنطقه، يفعل ذلك تحت قياده رجال قضوا مده في مراكز الاعتقال الاميركيه خلال فتره الاحتلال الأميركي للعراق. بالاضافه الي بوكا، كانت الولايات المتحده تتولي اداره معسكر كروبر بالقرب من مطار بغداد، وكذلك سجن ابو غريب، الواقع علي الاطراف الغربيه للعاصمه خلال الـ18 شهرا البائسه الاولي من الحرب. واقرّ كثيرون ممن تم اطلاق سراحهم من تلك السجون، وبالطبع عدد من المسؤولين الاميركيين البارزين الذين قادوا عمليات اعتقال، بتاثير السجون السلبي المهيج.

واوضح علي الخضيري الذي عمل مساعدا خاصا لكل السفراء الاميركيين الذين خدموا في العراق منذ 2003 وحتي 2001. وكذا لـ3 قاده في الجيش الاميركي، قائلا: «لقد حضرت عددا من الاجتماعات التي قال فيها كثيرون ان الامور كانت تسير علي خير ما يرام». لكن في النهايه اقتنع حتي المسؤولون الاميركيون البارزون «بانهم باتوا عناصر تشجع علي التطرف، وبانهم تصرفوا بطريقه تؤتي نتائج عكسيه من عده اوجه، وبانه تم استغلالهم في التخطيط والتنظيم وتعيين قاده وتنفيذ عمليات».

ووفق ابو احمد: «في السجن، كان كل الامراء يجتمعون بشكل منتظم. اصبحنا قريبين جدا من الاشخاص المسجونين معنا. عرفنا قدراتهم. كنا نعرف ما يمكنهم وما لا يمكنهم القيام به، وكيفيه استخدامها، ولاي سبب من الاسباب. وكان اهم الاشخاص في معسكر بوكا هم الذين كانت لهم صله وثيقه بالزرقاوي الذي اشتهر في عام 2004 بانه زعيم (القاعده)».

وواصل حديثه: «كان لدينا الكثير من الوقت لنجلس ونخطط. لقد كانت البيئه مثاليه. اتفقنا جميعا علي ان نلتقي عندما نخرج. وكانت وسيله اعاده الاتصال سهله. كتبنا تفاصيل كل شخص منا علي (شريط الاستيك المطاط) الموجود في السراويل الداخليه. وتواصلنا عندما خرجنا. كان اي شخص مهم بالنسبه لي مكتوب علي شريط المطاط الابيض. كان عندي ارقام هواتفهم وقراهم. وبحلول عام 2009. كان الكثير منا قد عاد للقيام بما كنا نقوم به قبل اعتقالنا. ولكننا كنا نقوم بذلك هذه المره علي نحو افضل».

وفقا لهشام الهاشمي، وهو محلل مقيم في بغداد، تشير تقديرات الحكومه العراقيه الي ان 17 من الـ25 قائدا الاهم من قاده تنظيم داعش الذين يديرون الحرب في العراق وسوريا امضوا وقتا في السجون الاميركيه بين عامي 2004 و2011. وجري نقل بعضهم من سجن اميركي الي سجون عراقيه، حيث سمحت سلسله من عمليات الهروب من السجون خلال السنوات القليله الماضيه بفرار كثير من كبار القاده وانضمامهم الي صفوف المقاتلين.

شهد سجن ابو غريب اكبر عمليه هروب واكثرها ضررا في عام 2013، حيث هرب ما يصل الي 500 سجين، كثير منهم من كبار المتطرفين الذين سلمهم الجيش الاميركي المغادر، في شهر يوليو (تموز) من ذلك العام، بعد ان تم اقتحام هذا السجن عن طريق قوات تنظيم داعش الذين شنوا غاره متزامنه وناجحه كذلك علي سجن التاجي القريب.

اغلقت الحكومه العراقيه سجن ابو غريب في شهر ابريل (نيسان) 2014 وهو الان فارغ، يقع علي مسافه 15 ميلا من الضواحي الغربيه لبغداد، بالقرب من خط المواجهه بين تنظيم داعش وقوات الامن العراقيه، التي تبدو غير جاهزه بشكل دائم، وهي تحدق في ضبابيه الحراره التي تمتد علي الطريق السريع الذي يؤدي الي الاراضي الوعره في الفلوجه والرمادي.

لقد اصبحت اجزاء من هاتين المدينتين مناطق محظوره علي القوات العراقيه المحاصره، التي هاجمها وهزمها تنظيم داعش، وهو مجموعه من اللصوص الذين لا يوجد مثيل لهم في بلاد ما بين النهرين منذ عهد المغول. عندما زرت احد السجون المهجوره في اواخر هذا الصيف، كانت مجموعه من القوات العراقيه جالسه عند نقطه تفتيش علي الطريق الرئيسي المؤدي الي بغداد، تتناول البطيخ بينما يسمع اصوات القذائف من علي مسافه. كانت جدران سجن ابو غريب وراءهم، وكان اعداؤهم المتطرفون موجودين اسفل الطريق.

كان الكشف عن الانتهاكات التي وقعت في سجن ابو غريب له تاثير شديد علي كثير من العراقيين، الذين اعتبروا التلطف المزعوم من الاحتلال الاميركي تحسنا طفيفا مقارنه بطغيان صدام. رغم انه لم يكن هناك سوي القليل من الشكاوي بوقوع انتهاكات في سجن معسكر بوكا قبل اغلاقه في عام 2009. كان العراقيون ينظرون اليه باعتباره رمزا قويا للسياسه الظالمه، التي نالت من الازواج والاباء والابناء (بعضهم من غير المقاتلين) خلال غارات يتم شنها بصوره منتظمه علي الاحياء، والقائهم في السجن لعده اشهر او سنوات.

حتي الان، وبعد مرور 5 سنوات من اغلاق الولايات المتحده لسجن معسكر بوكا، ما زال البنتاغون يدافع عن المعسكر باعتباره مثالا علي تبني سياسه مشروعه في فتره مضطربه. قال المقدم مايلز ب. كاجيز الثالث المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بشان السياسه التي تم تبنيها تجاه المعتقلين: «خلال العمليات التي تمت في العراق في الفتره بين عامي 2003 و2011، اعتقلت القوات الاميركيه الالاف من معتقلي الحرب بشكل قانوني. يعد هذا النوع من الاعتقالات والممارسات شائعا خلال النزاعات المسلحه. يعد اعتقال شخص يحتمل ان يكون خطيرا من الاساليب القانونيه والانسانيه الواجبه لتوفير الامن والاستقرار للسكان المدنيين».

* خروج البغدادي من السجن

بعد مرور فتره علي اطلاق سراح البغدادي من سجن معسكر بوكا، تم الافراج كذلك عن ابو احمد. بعد نقله جوا الي مطار بغداد، التقطه رجال كان قد التقي بهم في معسكر بوكا. واخذوه الي منزل في غرب العاصمه، حيث انضم مره اخري وعلي الفور الي القتال، الذي تحول من معركه ضد جيش احتلال الي حرب شرسه وغير محدوده ضد الشيعه العراقيين.

كانت فرق القتل في ذلك الوقت تجوب بغداد واغلب مناطق وسط العراق، لتقتل اعضاء من الطوائف المخالفه بوحشيه معهوده، وتطرد الاهالي من الاحياء التي تسيطر عليها. وسرعان ما تحولت العاصمه الي مكان مختلف للغايه عن المدينه التي غادرها ابو احمد في العام السابق. ولكن بمساعده الوافدين الجدد في معسكر بوكا، تمكن هؤلاء الموجودون داخل السجن من متابعه جميع التطورات الجديده التي تحدث في الحرب الطائفيه التي بدات تتشكل. كان ابو احمد علي درايه بالبيئه التي عاد اليها. وكان لدي قاده معسكره خطط له.

كان اول شيء فعله عندما كان في مكان امن في غرب بغداد هو انه خلع ملابسه، ثم اخذ مقصا بعنايه لملابسه الداخليه: «قمت بقص قطعه القماش في السروال الداخلي الذي كان فيه جميع الارقام. اجتمعنا مره اخري. وعدنا الي العمل». كان غيره من السجناء السابقين يفعلون الشيء نفسه في مناطق مختلفه من العراق. قال ابو احمد وهو يبتسم لاول مره خلال حديثنا، وهو يتذكر كيف تم الاحتيال علي ساجنيه: «لقد كان الامر في غايه البساطه. لقد ساعدتنا السراويل علي الفوز في الحرب».

واسترجع ابو احمد كيف ان الزرقاوي كان يريد شيئا مثل لحظه هجمات الحادي عشر من سبتمبر نقطه لتصعيد الصراع؛ شيئا من شانه نقل المعركه الي قلب العدو. وكان يعني هذا في العراق احد هدفين؛ اما وصول الشيعه الي كرسي الحكم، او حتي هدف افضل، وهو رمز ديني محدد. في فبراير (شباط) 2006، ومره اخري بعد مرور شهرين، قام انتحاريو الزرقاوي بتدمير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء، في شمال بغداد. واندلعت الحرب الطائفيه بالكامل، وتحققت طموحات الزرقاوي.

وعند سؤاله عن مزايا هذا الاستفزاز العنيف، سكت ابو احمد لبرهه للمره الاولي خلال الكثير من احاديثنا المتبادله. وقال: «كان هناك سبب لبدء هذه الحرب. لم يكن السبب هو انهم من الشيعه، ولكن لان الشيعه كانوا يدفعون نحو ذلك. لقد كان الجيش الاميركي يقوم بتسهيل استيلائهم علي العراق واعطائهم البلاد. كانوا يتعاونون مع بعضهم بعضا».

ثم سرح بفكره في الرجل الذي اصدر الاوامر: «كان الزرقاوي شديد الذكاء. وكان افضل مخطط استراتيجي في (داعش)، اما ابو عمر (البغدادي) فقد كان شخصا لا يعرف الرحمه»، كان ابو احمد يشير الي خليفه الزرقاوي، الذي قُتل في غاره اميركيه في شهر ابريل (نيسان) 2010، و«ابو بكر هو الاكثر دمويه بين الجميع».

«بعد مقتل الزرقاوي، اصبح الاشخاص الاكثر تطرفا منه يتمتعون باهميه شديده داخل التنظيم. كان فهمهم للشريعه والانسانيه رخيصا للغايه. فهم لا يفهمون التوحيد (المصطلح القراني لوحدانيه الله) بالشكل الذي ينبغي فهمه علي اساسه. فلا يجوز فرض التوحيد عن طريق الحرب».

ورغم التحفظات التي بدات تتحرك داخله بالفعل، اصبح ابو احمد، بحلول عام 2006، جزءا من اله القتل التي اصبحت تعمل باقصي سرعه في اغلب اوقات العامين التاليين. تم تشريد ملايين المواطنين، وتم تطهير احياء علي اسس طائفيه، وتم تخدير شعب باكمله بوحشيه لا رادع لها.

في ذلك الصيف، نجحت الولايات المتحده في الوصول الي الزرقاوي، بمساعده المخابرات الاردنيه، مما ادي لمقتله في غاره جويه شمال بغداد. من اواخر عام 2006، تراجع اداء التنظيم الذي اعاقته ثوره قبليه اقتلعت قيادته من الانبار، وقلصت من وجوده في اماكن اخري في العراق. ولكن وفقا لابو احمد، استغل التنظيم الفرصه ليتطور، وليكشف عن براغماتيته، بالاضافه الي ايديولوجيته المتشدده. بالنسبه لتنظيم داعش، كانت السنوات الهادئه نسبيا بين عامي 2008 و2011 تعد فتره هدوء، وليس هزيمه.

وبحلول ذلك الوقت، كان ابو بكر البغدادي قد ارتفعت مكانته باطراد خلال التنظيم ليصبح مساعدا موثوقا فيه لزعيمه ابو عمر البغدادي، ونائبه الجهادي المصري «ابو ايوب المصري». وقال ابو احمد انه عند هذه النقطه، اقترب تنظيم داعش من فلول البعث التابعين للنظام القديم، وهم معارضون ايديولوجيون يشتركون معه في وجود عدو مشترك، هو الولايات المتحده والحكومه التي يقودها الشيعه التي تدعمها الولايات المتحده.

اجتمعت اشكال سابقه من تنظيم داعش مع البعثيين، الذين فقدوا كل شيء عندما اُطيح بصدام، علي الفرضيه نفسها التي تقول ان «عدو عدوي صديقي». قال ابو احمد ومصادر اخري انه بحلول اوائل عام 2008. اصبحت هذه الاجتماعات اكثر تكرار - وكان كثير منها يُعقد في سوريا.

اثار مسؤولون اميركيون في بغداد والحكومه العراقيه بشكل منتظم مساله صلات سوريا بالتمرد السني في العراق. لقد كانا مقتنعين بان الرئيس السوري بشار الاسد سمح للمتطرفين بالوصول جوا الي مطار دمشق، حيث رافقهم مسؤولون عسكريون الي الحدود مع العراق. اخبرني ابو احمد ان «جميع الاجانب الذين كنت اعرفهم دخلوا الي العراق بهذه الطريقه. فلم يكن الامر سرا».

اعتبارا من عام 2008، عندما بدات الولايات المتحده التفاوض علي نقل سلطاتها الي المؤسسات الامنيه الضعيفه في العراق - وبالتالي تمهد الطريق لخروجها - تحول الاميركيون بشكل متزايد الي عدد قليل من الشخصيات الموثوق بها في الحكومه العراقيه. كان احدهم اللواء حسين علي كمال مدير الاستخبارات في وزاره الداخليه بالبلاد. كان كرديا علمانيا، وكان يحظي بثقه المؤسسه الشيعيه، واحد المهام الكثيره التي كلف بها كمال هي تامين بغداد ضد الهجمات الارهابيه.

كان اللواء كمال مقتنعا مثل الاميركيين بان سوريا تقوم بزعزعه استقرار العراق، وهو تقييم استند الي عمليات استجواب المتشددين الذين اعتقلتهم قواته. طوال عام 2009، قدم كمال الادله في سلسله من المقابلات، وذلك باستخدام الخرائط التي تحدد الطرق التي يستخدمها المتشددون لعبور الحدود الي غرب العراق، والاعترافات التي ربطت رحلاتهم بضباط محددين من ذوي الرتب المتوسطه في الاستخبارات العسكريه السوريه.

وبانحسار نشاط تنظيم داعش في العراق، فقد تزايد هاجس التنظيم اثر اجتماعين نُظما في سوريا في وقت مبكر من عام 2009، الذي جمع المتشددين العراقيين مع المسؤولين السوريين، برفقه البعثيين من كلتا الدولتين (اما كمال، الذي اصيب بنوع نادر من مرض السرطان في عام 2012، فقد لقي حتفه في وقت مبكر من هذا العام، وقد خوّل لي نشر تفاصيل محادثاتنا معا، حيث قال في اخر مقابله جمعتنا في يونيو «حزيران» من عام 2014: «لا تقل الا الحقيقه»).

عندما تقابلت معه لاول مره في عام 2009، كان منكبا علي مراجعه نسخ من التسجيلات لاجتماعين سريين عُقدا في مدينه الزبداني، بالقرب من دمشق، في ربيع العام ذاته. وكان الحضور يشملون عضوا بارزا في حزب البعث العراقي، الذي كان قد التجا الي سوريا منذ الاطاحه بنصيرهم السابق صدام حسين، وضباطا من الاستخبارات العسكريه السوريه، وشخصيات بارزه عُرف فيما بعد انهم يتبعون تنظيم القاعده في العراق. كان السوريون قد فتحوا قنوات للتواصل مع المتشددين خلال الايام الاولي للتمرد المناوئ للاحتلال الاميركي، واستخدموهم في زعزعه الوجود الاميركي، وقلقله خططهم بالعراق.

يقول علي الخضيري المستشار السابق للسفراء الاميركيين وكبار القاده العسكريين في بغداد: «في اوائل عامي 2004 و2005، بدات العناصر الجهاديه والعناصر البعثيه المعزوله بالتلاقي معا. كانوا منضبطين بطبيعه الحال، وذوي تنظيم جيد، ويعرفون تضاريس الارض جيدا. وبمرور الوقت، تحول بعض الافراد الذين كانوا في الاصل بعثيين الي متطرفين مع احتدم سعار التمرد. وبحلول عام 2007، كان الجنرال (ديفيد) بترايوس يقول ان هناك معلومات استخباريه شديده الوضوح حيال التعاون القائم بين الاستخبارات العسكريه السوريه والجهاديين. غير ان الدوافع لم تتحد فيما بينهم بنسبه 100 في المائه».

خلال محادثاتنا، شدد ابو احمد علي الروابط السوريه بالتمرد العراقي، حيث قال: «يمر جميع المقاتلين عبر سوريا. ولقد عملت بنفسي مع كثيرين منهم. اولئك الموجودون في بوكا طاروا الي دمشق. ومجموعه صغيره منهم عبرت من خلال تركيا، او ايران. ولكن معظمهم جاءوا الي العراق بمساعده السوريين».

كان خط الامدادات يُنظر اليه من جانب المسؤولين العراقيين بانه يشكل تهديدا وجوديا علي الحكومه العراقيه، وكان السبب الرئيسي للعلاقه المسمومه بين نوري المالكي، الذي صار رئيس الوزراء العراقي لاحقا، والرئيس السوري بشار الاسد. كان لدي المالكي قناعه تكوّنت مبكرا خلال الحرب الاهليه من ان الاسد كان يحاول تقويض سلطات نظامه الحاكم بوصفه وسيله لاحراج الاميركيين، وبدا الدليل علي ذلك جليا في عام 2009 من خلال الاجتماع المنعقد في دمشق، الذي نقل سخط المالكي علي الزعيم السوري الي افاق جديده.

اخبرني اللواء كمال في ذلك الوقت انه «كان لدينا مصدر داخل الغرفه يحمل جهاز تنصت. ولقد كان اكثر مصادرنا حساسيه علي الاطلاق. وبقدر معرفتنا، كانت تلك اول مره يُعقد فيها اجتماع علي المستوي الاستراتيجي يضم جميع تلك الاطياف. انه اجتماع يشكل نقطه جديده في التاريخ»، يقصد اجتماع مدينه الزبداني.

ادار البعثيون الحاضرون الاجتماع. وكان هدفهم، وفقا لمصدر اللواء كمال، شنّ سلسله من الهجمات الكبري في بغداد تؤدي الي تقويض حكومه المالكي ذات الاغلبيه الشيعيه، التي تمكنت، وللمره الاولي، من فرض قدر من النظام في عراق ما بعد الحرب الاهليه. وحتي ذلك الحين، كان تنظيم القاعده والبعثيون العراقيون من الد الاعداء علي المستوي الايديولوجي، غير ان القوه المتصاعده للشيعه، وكذا مؤيدوهم في ايران، جمعت كلا الفصيلين المتضادين معا للتخطيط لهجمه كبري داخل العاصمه العراقيه.

بحلول شهر يوليو (تموز) من عام 2009، رفعت وزارة الداخلية العراقية من يقظتها الامنيه في جميع نقاط التفتيش عبر نهر دجله والي العاصمه بغداد، مما يجعل من الانتقال في اي وقت من اوقات اليوم معاناه كبيره، ولا يُحتمل، علي غير المعتاد. ثم تلقي اللواء كمال رساله من مصدره في سوريا تفيد بان النشاط الامني المتزايد لدي الجسور العراقيه لفت انتباه المتامرين علي الهجوم، حسبما افاد به. وتم اختيار اهداف جديده، غير انه لا يعرف ماهيتها، او توقيت مهاجمتها. وعبر الاسبوعين التاليين، عمل اللواء كمال عن كثب وحتي ساعات متاخره من الليل داخل مكتبه الحصين في ضاحيه العرصات الجنوبيه، قبل ان تنقله من عمله قافله مدرعه عبر جسر 14 يوليو، الذي اختير هدفا للمتامرين قبل ايام قليله، الي منزله داخل المنطقه الخضراء.

منذ ذلك الحين وحتي نهايه الشهر، قضي اللواء كمال ساعات ممتده في كل ليله من ليالي القيظ يتعرق علي جهاز الرياضه، املا ان ينقي التمرين الرياضي عقله ويدفع به خطوه واحده قبل المهاجمين. ولقد قال لي خلال اخر محادثه جمعتنا قبل شن المهاجمين لضربتهم: «قد افقد بعض الوزن هنا، ولكنني لم اعثر علي الارهابيين بعد. اعلم انهم يخططون لامر كبير».

في صباح 19 اغسطس (اب)، انفجرت اولي الشاحنات الـ3 الناقله لخزانات مياه سعه 1000 لتر، وكل منها محمل بالمتفجرات، علي جسر امام مبني وزاره الماليه العراقيه جنوب شرقي بغداد. تسبب الانفجار في ارسال الحطام عبر مدينه الزمرد، واثار عاصفه من التراب عصفت بالمنازل المجاوره، واثارت ذعر الاف الحمائم فهربت في جو السماء. ثم مرت 3 دقائق اخري، وانفجرت قنبله هائله خارج مبني وزاره الخارجيه علي الطرف الشمالي من المنطقه الخضراء. وبعد مرور فتره وجيزه، هز انفجار ثالث قافله للشرطه علي مقربه من وزاره الماليه. حصدت تلك الانفجارات ارواح اكثر من 101 قتيل، وما يقرب من 600 مصاب، ولقد كان اكثر الهجمات دمويه في تاريخ التمرد العراقي الممتد لست سنوات.

* ماذا قال علي مملوك؟

اخبرني اللواء كمال في ذلك اليوم قائلا: «لقد فشلت. لقد فشلنا جميعا». وخلال ساعات جري استدعاؤه لمقابله المالكي وقاده اجهزته الامنيه. كان رئيس الوزراء مهتاجا. قال اللواء كمال في وقت لاحق: «اخبرني بتقديم ما لديّ حول السوريون. ثم رتبنا الامور مع تركيا لتلعب دور الوسيط، ثم سافرت الي انقره للاجتماع بهم. ثم تناولت ذلك الملف (ونقر بيده علي مجلد سميك ابيض اللون علي مكتبه) ولم يمكنهم الجدال فيما عرضناه عليهم». كانت القضيه محكمه بالكامل وكان السوريون يعرفون ذلك. كان السيد علي مملوك (رئيس جهاز الامن العام السوري) موجودا هناك. وكل ما فعله كان النظر الي وعلي وجهه ابتسامه، ثم قال: «لن اعترف باي مسؤول قادم من بلد يقبع تحت الاحتلال الاميركي. ان ذلك مضيعه للوقت». استدعي العراق سفيره في دمشق، وامرت سوريا مبعوثها الي العراق بالعوده للوطن انتقاما من ذلك. وخلال الفتره المتبقيه من العام، وحتي حلول عام 2010. ظلت العلاقات فيما بين المالكي والاسد شديده السميه.

وفي مارس (اذار) من عام 2010، القت القوات العراقيه، اثر اشاره من الولايات المتحده، القبض علي زعيم تنظيم داعش الذي يُدعي مناف عبد الرحيم الراوي، والذي تم الكشف عن انه احد كبار قاده الجماعه المتطرفه في بغداد، واحد القلائل الذين كان لديهم اتصال مباشر بزعيم التنظيم اللاحق، ابو بكر البغدادي. تحدث الراوي، وفي لحظه نادره من لحظات التعاون، تامرت اجهزه الاستخبارات العراقيه الـ3، ومن بينها شعبه الاستخبارات التي يراسها اللواء كمال، علي دس جهاز تنصت وجهاز لتحديد المواقع العالميه (للتعقب) داخل صندوق زهور يصل الي مخبا ابو عمر.

وبعد التاكد من ان ابو عمر ونائبه ابو ايوب المصري كانا موجودين داخل منزل علي بعد 6 اميال الي الجنوب الغربي من مدينه تكريت، تعرض المنزل للهجوم من قبل غاره اميركيه. وقد فجر الرجلان سترات انتحاريه ليحولا دون القاء القبض عليهما حيين. عُثر في المنزل علي رسائل الي اسامه بن لادن وايمن الظواهري داخل حاسوب. وعلي غرار منزل بن لادن الامن في باكستان، حيث سيتعرض للقتل هناك بعد اكثر قليلا من عام، لم يكن في مخبا ابو عمر اي اتصال بالانترنت او خطوط للهواتف، وكانت الرسائل المهمه تصل وتُسلم من خلال 3 رجال فقط؛ احدهم كان يُدعي ابو بكر البغدادي.

اخبرني ابو احمد قائلا: «كان ابو بكر البغدادي مرسالا لدي ابو عمر. ثم صار اقرب مساعديه اليه. فقد كانت الرسائل الموجهه علي اسامه بن لادن تجري صياغتها من خلاله، وكانت رحله تسليم تلك الرسائل تبدا من عنده. وحين تعرض ابو عمر للقتل، تولي ابو بكر البغدادي الزعامه. وفي ذلك الوقت كان كل ما لدينا في بوكا يحمل قدرا عظيما من الاهميه مجددا».

جاء مقتل ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري بمثابه ضربه شديده لتنظيم داعش، ولكن الادوار التي فرغت بمقتلهما سرعان ما قام بها خريجو معسكر بوكا، الذي كانت الانساق العليا فيه قد بدات التحضير لتلك اللحظه منذ ايام سجنهم الاولي في احد السجون بجنوب بغداد. قال ابو احمد: «كان السجن بالنسبه الينا اكاديميه دراسيه، ولكنه كان بالنسبه اليهم مدرسه للاداره، يقصد كبار القاده، لم يكن حلقه مفرغه ابدا، نظرا للكثيرين الذين تلقوا توجيهاتهم وارشاداتهم داخل السجن».

واستطرد يقول: «حينما تحولت الحرب الاهليه السوريه الي حرب خطيره، لم يكن من الصعوبه نقل جميع الخبرات الي ساحه قتال جديده. اذ يحتل العراقيون المستويات الاكثر اهميه في الامور العسكريه وفي مجلس شوري تنظيم داعش حاليا، وذلك ناجم عن تلك السنوات الطويله من الاعداد لمثل ذلك الحدث. لقد قللت من قدر البغدادي. كما استهانت الولايات المتحده بالدور الذي لعبته حتي جعلته في مكانه الحالي».

لا يزال ابو احمد من اعضاء تنظيم داعش، وهو عضو نشط في عمليات التنظيم في كل من العراق وسوريا. ومن خلال مناقشاتنا، رسم لنفسه صوره الرجل الذي يعاند ذاته للبقاء داخل التنظيم، مع انه في الوقت ذاته علي غير استعداد للمخاطره بتركهم.

* داخل {داعش}.. سلطه ومال وزوجات

* ان الحياه داخل تنظيم داعش تساوي السلطه، والمال، والزوجات، والمكانه، وكلها من قبيل المغريات الساحره للشباب حديثي السن اصحاب القضيه، غير انها تعني ايضا القتل والهيمنه علي وجهه نظر عالميه لم يعد يحمل حيالها القلب المفعم بالاصرار ذاته.

وقال ان مئات الشباب امثاله، ممن انخرطوا في الجهاد السني عقب الغزو الاميركي للعراق، لم يعودوا يعتقدون ان المشاهد الاخيره من الحرب التي قضت علي عقد كامل من الزمان لا تزال تحمل القدر ذاته من الوفاء لاصلها الاول.

قال ابو احمد: «اكبر اخطاء حياتي كان الانضمام اليهم»، ولكنه اضاف ان الانسلاخ عن التنظيم قد يعني تعرضه مع اسرته للاعدام. غير ان البقاء والتاكيد علي الرؤيه الوحشيه للتنظيم من خلال افعاله، برغم اعتراضه النسبي حيالها، لا يسبب لابو احمد اي غضاضه، حيث يعد نفسه في قلب بضعه من الخيارات الاخري.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل