المحتوى الرئيسى

مختصون عراقيون يحذرون من تخريب معالم بغداد الأثرية

12/12 01:55

في الوقت الذي تتراجع وتندثر فيه معظم معالم المباني التراثيه والاثريه في العاصمه العراقيه بغداد مع تقدم السنين وضغط العوامل المناخيه، وفقدانها الرعايه والاهتمام، يفاجا معماريون ومختصون اكاديميون بعمليات عشوائيه لصيانه بعضها بشكل يزيدها خرابا ويعرضها للاندثار بطريقه اسرع، ومعظم تلك العمليات تقوم بها جهات حكوميه دون استشاره خبراء معنيين بالاثار، وكان اخرها تدمير بنايه متصرفيه بغداد الاثريه العائد تاريخها الي ثلاثينات القرن الماضي في شارع المتنبي وسط بغداد.

وتشهد مناطق عده من بغداد عمليات منظمه وعشوائيه لتقويض بيوتها ومعالمها التراثيه المميزه والضاربه في القدم وتجريف اشجارها المعمره، وتغيير ملامحها وخريطتها لصالح منشات استهلاكيه وعمارات مغطاه بماده «الاكوبوند» التي تتناقض مع فطرتها البيئيه وتقاليدها البصريه، مما ادي الي تراكم التلوث البصري فيها، اضافه الي التجاوز علي المساحات الخضراء، وخرق التصميم الاساسي للمدينه، وتشويه معالم العماره البغداديه المعروفه.

يقول الكاتب والمصور الفوتوغرافي هاتف فرحان، لـ«الشرق الاوسط»: «اعلنت محافظة بغداد في وقت سابق عزمها علي تاهيل بنايه متصرفيه بغداد وتحويلها الي قصر ثقافي، بعد ان كانت مكبًّا للنفايات، وهي البنايه التي بنيت في ثلاثينات القرن الماضي، لكن الذي حصل ان عمليات التاهيل اقتصرت علي دفن النفايات وزراعه ماده (الثيل) فوقها، مما اضعف كثيرا من معمارها بسبب المياه التي تستخدم لاجل سقي المساحه الخضراء». واضاف: «ارتفاع ارضيه المتصرفيه نتيجه لطمر النفايات، دفع المشرفين علي الاعمار، الي تشييد سلم جديد فوق القديم، وهذا تشويه لاصل البناء، كما ان اثار الهلاك باتت واضحه علي جدران المبني، وهناك احتمال لانهياره بالكامل». وتُقابل المتصرفيه، مبني القشله، قرب مقهي الشابندر الشهير، في شارع المتنبي، المُطل علي نهر دجله، وسط بغداد، وتعاني اليوم من تشويه كبير اصابها، بعد طمر النفايات فيها، وهي تشهد ارتياد الشباب لها لالتقاط الصور دون معرفتهم باسم المبني وتاريخ تاسيسه في غياب اي علامه داله عليه. وسبق ان اعلنت محافظه بغداد نيتها الاستفاده من بنايتها وقاعاتها الداخليه وتحويلها الي قاعات للمعروضات او الرسوم او انشاء مسرح او غيرها من الفعاليات الثقافيه والفنيه. مهندس العماره والتخطيط الحضري محسن علي الغالبي، علق علي ما يعانيه مبني المتصرفيه او الكتاب العدول من خراب واهمال، بالقول: «يعد المبني احد اهم الشواهد التاريخيه في بغداد، بسبب قدمه وقربه من المواقع التي شغلتها الحكومه ايام الحكم العثماني ووزاره المعارف ووزاره الداخليه والدفاع في فترات لاحقه»، ويضيف: «كل ما في المبني تهدم الا واجهته، وذلك هو الاهم، لان واجهه المكان هي التي تنقل الرساله الابلغ للمتلقي، لكنها بانتظار من يهتم بها، ويراعي مساله الحس التاريخي في عمليه اعمارها». لكن مديره دائره التراث في وزاره السياحه والاثار فوزيه المالكي، تقول ان «معظم المباني التراثيه كان يمتلكها اثرياء بغداد، اما حاليا فيشغلها متجاوزون وهم ليسوا من سكان بغداد اصلا، ويحاولون هدمها لاعاده بنائها من جديد».

وكان نشطاء قد اطلقوا حمله مدنيه كبري تهدف للحفاظ علي هويه بغداد الحضاريه والاثريه، وطالبوا السلطات التشريعيه والتنفيذيه المحليه في البلاد ومنظمه الامم المتحده للتربيه والعلوم والثقافه (اليونيسكو) بحمايه هويه بغداد من كل اشكال التخريب الذي يطالها، وتطبيق عقوبات صارمه للحد من الظاهره. تقول الناشطه والنائب في البرلمان العراقي، شروق العبايجي: «لم تزل بغداد تتعرض ومنذ عقود الي اكبر عمليه تشويه لهويتها الحضاريه، وتخريب وتدمير لمبانيها وملامحها التراثيه والتاريخيه مقابل انتهاك واهمال واضحين من كل السلطات، وكل ما يجري من عمليات صيانه يتم بطريقه ارتجاليه اسهمت في تشويه معالم هذه المدينه المنكوبه المنكسره بدلا من اعمارها».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل