المحتوى الرئيسى

قمة «مصرية - أردنية» فى عمان لبحث مكافحة الإرهاب

12/12 10:01

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قمه «مصريه - اردنيه»، امس، مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، في قصر رغدان العامر الملكي، وذلك في اول زياره له الي الاردن منذ توليه رئاسه البلاد، وبحث الرئيسان تطورات الاوضاع في المنطقه والتعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، خصوصاً ما يتعلّق بالتهديدات من قِبل تنظيم داعش الارهابي، والتطورات في القضية الفلسطينية، وعرض الملك عبدالله علي الرئيس نتائج زيارته الي واشنطن، ولقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما. ورافق «السيسي» في زيارته الي الاردن، السفير سامح شكري وزير الخارجية، والسفيره فايزه ابوالنجا مستشاره الرئيس للامن القومي، في اول زياره رسميه لها، منذ تعيينها في 5 نوفمبر الماضي.

وتاتي هذه الزياره بعد زياره قصيره قام بها العاهل الاردني، الي القاهره، في 30 نوفمبر الماضي، وشملت اتفاقاً بين «السيسي» و«عبدالله» علي مكافحه الارهاب ونبذ العنف والتطرّف، وتاكيد محوريه دور الازهر الشريف، باعتباره مناره للفكر الاسلامي الوسطي، والحفاظ علي وحده وسلامه الاراضي السوريه، والحيلوله دون امتداد اعمال العنف والارهاب الي دول الجوار السوري، واستعرض الزعيمان التطورات في القضيه الفلسطينيه. واعرب الرئيس السيسي وقتها عن تقدير بلاده مواقف الاردن الداعمه لمصر وشعبها، والدور الاردني في خدمه قضايا الامه العربيه، والتعامل مع مختلف التحديات. وشدد ملك الاردن، خلال اللقاء، علي ان بلاده تنظر الي مصر كدوله مهمه واساسيه في محيطها العربي والاقليمي، وتحرص علي دوام التنسيق والتشاور معها حيال مختلف القضايا التي تهم الجانبين؛ وبما يخدم القضايا العربيه والتضامن والعمل العربي المشترك، واعقب هذه الزياره لقاء بين الملك الاردني والرئيس الامريكي باراك اوباما، في البيت الابيض في 5 ديسمبر الحالي، وطالب «عبدالله» «اوباما» بضروره دعم مصر. وفور وصول «السيسي» عصر امس، الي مطار ماركا العسكري، استقبله الملك عبدالله الثاني، علي سلم الطائره، وقام الرئيس بمصافحه الوفدين المصري والاردني، اعقبه استعراض لحرس الشرف، والسلامان الجمهوري المصري والاردني، واطلاق 21 طلقه في الهواء، تحيه للرئيس السيسي.

وكان في استقبال «السيسي»، رئيس وزراء الاردن ورئيس مجلس الاعيان ورئيس مجلس النواب ورئيس المجلس القضائي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، وعدد من الوزراء ومستشاري الملك ورؤساء الافرع الرئيسيه للقوات المسلحه والامن، والسفير المصري في عمان واعضاء السفاره المصريه، بالاضافه الي سفير الاردن في القاهره، والسفراء العرب المعتمدين لدي المملكه.

من جانبه، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسه الجمهوريه، ان المباحثات المصريه - الاردنيه، امس، تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالاضافه الي تطورات الاوضاع في المنطقه، وعدد من القضايا الاقليميه ذات الاهتمام المشترك.

وقال السفير خالد ثروت، سفير مصر لدي الاردن: ان «زياره (السيسي) الي عمان تعد اكبر دليل علي المكانه التي تحظي بها الاردن بقياده الملك عبدالله الثاني لدي مصر، قياده وحكومه وشعباً». وشدد السفير علي وجود تنسيق سياسي ودبلوماسي، علي اعلي المستويات، بين مصر والاردن، وهذا التنسيق وراء هذه الزياره التي تاتي في اعقاب عوده ملك الاردن من زيارته الي الولايات المتحده التي كان علي راس اولوياته فيها دعم المواقف المصريه. وطالب كل المسئولين بالولايات المتحده خلال زيارته بدعم مصر، وهو ما لاقي شكر واشاده «السيسي». واشار السفير الي زياره ملك الاردن الي مصر ولقائه بالرئيس السيسي، قبل توجّهه الي الولايات المتحده، حيث جري التنسيق بين القيادتين علي حشد دعم «واشنطن» لمصر؛ لا سيما فيما يتعلق بالملفات الساخنه والتحديات التي تواجهها المنطقه، وعلي راسها خطر الارهاب، والتهديدات المشتركه للامن القومي المصري والاردني.

واوضح السفير ان التنسيق بين مصر والاردن لا يقتصر علي الزيارات الرسميه ولقاءات القمه بين الزعيمين، بل يشمل تنسيقاً دائماً بين السياسه الخارجية المصرية والاردنيه في كل المحافل الدوليه، حيث كان الاردن من اشد الدول الداعمه لمصر بعد ثوره 30 يونيو، لما تتمتع به من مكانه وسمعه دوليه عالميه. واشار «ثروت» الي ان الوضع المتدهور في الاراضي الفلسطينيه والانتهاكات الاسرائيليه في القدس، ومكافحه الارهاب، وتطورات الازمه السوريه، هي ابرز الموضوعات التي كانت اجنده اجتماع القمه بين «السيسي» و«عبدالله»، فضلاً عن مناقشه سبل تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات الاقتصاديه والاستثماريه والثقافيه.

وكشف السفير عن ان هذه الزياره السريعه لم تشمل توقيع اتفاقيات جديده، حيث ان هذا الملف متروك للجنه العليا المشتركه بين البلدين، برئاسه رئيسي وزراء البلدين، التي كان اخر انعقاد لها في فبراير الماضي، ويتم حالياً التحضير لانعقاد اللجنه العليا المقبله في مطلع العام المقبل 2015. واشار الي ان وقت الزياره لم يسمح للرئيس بلقاء ممثلي الجاليه المصريه. ووصف العلاقات المصريه - الاردنيه علي الاصعده السياسيه والاقتصاديه والتجاريه والثقافيه، بانها «ممتازه»، قائلاً: ان «العلاقات بين مصر والاردن استراتيجيه، وفي تطور دائم، لانها قائمه علي المصالح المشتركه»، مشيراً الي ان الدعم الاردني لمصر لم يتوقف عند ذلك، بل امتد الي ارسال العاهل الاردني مستشفي ميدانياً عسكرياً الي القاهره، وهو ما نثمّنه؛ وذلك للمساهمه في تقديم الخدمات الطبيه والعلاجيه للمواطنين المصريين وتخفيف العبء عن القطاع الصحي المصري.

من جانبه، قال وزير الدوله لشئون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومه الاردنيه، الدكتور محمد المومني: ان «الزيارات المتبادله بين (السيسي) والملك عبدالله، تعد دلاله علي عمق وقوه العلاقات بين البلدين، وتظهر مدي حرص القيادتين علي تبادل الاراء فيما يتعلق بتطورات المنطقه اولاً باول، اضافه الي البحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائيه بين الدولتين الشقيقتين».

واضاف «المومني»، في تصريح لمراسله وكاله انباء الشرق الاوسط في عمان: «اننا نقدّر عالياً زياره الرئيس السيسي الي الاردن، التي تعد الاولي له منذ توليه مهام منصبه في يونيو الماضي»، مشيراً الي ان العاهل الاردني يحرص دائماً علي التشاور مع الرئيس السيسي فيما يتعلق بقضايا وتطورات المنطقه، خصوصاً الازمتين السوريه والعراقيه، والقضيه الفلسطينيه والجهود الدوليه والاقليميه المبذوله لمكافحه الارهاب الذي يستهدف امن واستقرار دول المنطقه وشعوبها. وتابع: «اننا في الاردن ننظر الي مصر كدوله مهمه واساسيه في محيطها العربي والاقليمي، ونحرص علي ادامه التنسيق والتشاور معها، حيال مختلف القضايا التي تهم الجانبين، وبما يخدم القضايا العربيه والتضامن والعمل العربي المشترك». ولفت الي ان الملك عبدالله الثاني حرص خلال اللقاءات التي عقدها مع المسئولين الامريكيين اثناء زيارته الاسبوع الماضي الي الولايات المتحده الامريكيه، علي تاكيد اهميه دور مصر في استقرار المنطقه وضروره تمكينها من القيام بدورها المحوري ومساعدتها علي تجاوز مختلف التحديات. وقال وزير الدوله لشئون الاعلام والاتصال: «اننا نقف الي جانب مصر في كل الظروف والاحوال، لا سيما في مواجهه الارهاب الذي يستهدف المساس بامنها واستقرارها وسلامه جيشها ومواطنيها، كما اننا نرفض جميع اشكال العنف والارهاب التي تستهدفها، اياً كانت دوافعها ومنطلقاتها»، موضحاً ان هناك اتصالات وتنسيقاً دائماً بين القيادتين الاردنيه والمصريه تجاه مختلف القضايا. وقال ان «الاردن، ملكاً وحكومه وشعباً، حريصون علي ان تعود مصر الي مكانتها ودورها، عربياً واقليمياً ودولياً، علاوه علي دعمهم مساعي القياده المصريه الجديده في ترسيخ الامن والاستقرار ومواصله مسيره البناء والانجاز».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل