المحتوى الرئيسى

4 شخصيات حملوا راية الإلحاد في التاريخ الإسلامي

12/11 17:18

وافق وزير الاوقاف، الدكتور محمد مختار جمعه، علي الخطه التي عرضها مدير عام بحوث الدعوه، الشيخ أحمد تركي واعدها مجموعه من علماء الوزاره وخبراء الطب النفسي وعلم الاجتماع، لمواجهه انتشار الفكر الالحادي، متضمنه جمع ودراسه شبهات الملحدين وتفنيدها والرد عليها، والتدريب علي ايدي اساتذه متخصصين في علم النفس والاجتماع والعقيدة الاسلامية.

في منتصف اربعينات القرن الماضي، نشر كاتب يدعي عبدالرحمن بدوي كتابا بعنوان "من تاريخ الإلحاد في الاسلام"، ناقش فيه الالحاد باعتباره ظاهره قديمه، وحاول تاصيلها من خلال شخصيات اسست مذاهب عقليه استندت عليها افكار الملحدين فيما بعد.. سنعرض هذه الشخصيات مثلما عرضها الكاتب وحللها من وجهه نظره.

ظهر الالحاد، بحسب الكاتب، في ديار الاسلام نتيجه عوالم عده، منها الانتقام الشعوبي من جانب المغلوبين وما يستتبعه من تعصب لدينهم القديم، ونزعه التنوير التي نشات في العالم العربي الاسلامي كنتيجه لانتشار الثقافه اليونانيه، والتي بدات من قبل عند نهايه دور الحضاره العربيه، وما كانت حركه ابن المقفع وابن الراوندي وابن زكريا الرازي الا امتداد لنزعه التنوير الفارسيه، تقوم علي اساس تمجيد العقل باعتباره الفيصل الذي لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه في كل شيء.

ولا نجد في الاسلام تعريفا واضحا بالالحاد، ففي نشاته ارتبط هذا الموقف بالزندقه، وحمل لفظ زنديق معاني عده مختلفه في ما بينها، واُطلق اولا علي من يؤمن بالمانويه، ويثبت اصلين ازليين للعالم هما النور والظلمه، لكن المعني اتسع بعد ذلك حتي اُطلق علي كل صاحب بدعه". و"انتهي به الامر اخيرا الي ان يُطلق علي من يكون مذهبه مخالفا لمذهب اهل السنه.

يمثل ابن المقفع حلقه الوصل بين الزندقه والالحاد عند بدوي، فقد اُلقي القبض عليه في البصره بامرٍ من الخليفه المنصور، ومات وهو في السادسه والثلاثين من عمره، بعدما اذاقه الوالي سفيان بن معاويه الذي كان يمقته اشد انواع العذاب، وكانت اخر كلمات ابن المقفع "والله انك لتقتلني، فتقتل بقتلي الف نفس، ولو قُتِل مائه مثلك لما وفُّوا بواحد".

ابن الراوندي، اشهر ملاحده الاسلام حسبما جاء في الكتاب، خصوصا انه اعتبر من اكبر الزنادقه واكثرهم اثاره للجدل، وقد مر بمراحل عقائديه مختلفه، وانتقل من مذهب الي اخر، الي ان وصل الي نقد الاسلام ورفضه، كما نقل ابن الجوزي في "اخبار الحمقي والمغفلين"، وكتب في تلك المرحله من حياته كتاب "الزمرذ"، الذي اكد فيه سمو العقل علي النقل.

يري عبد الرحمن بدوي ان جابر بن حيان له الفضل في تاكيد فكره التقدم المستمر للانسانيه، التي كانت تمثل اتجاها مضادا للاتجاه السني الخالص، الذي يرد كل شيء من العلم الي النبي، فجاءت نزعه التنوير خصوصا في اتجاهاتها الاسماعيليه وفي المذاهب الغنوصيه الاسلاميه والمذاهب المستوره في الاسلام عامه، لتؤكد هذا الاتجاه وتنظر الي الانسانيه علي انها تتقدم باستمرار في خط يسير قدما بغض النظر عن البعد او القرب من الرسل والانبياء".

وفي الفصل الخاص بالكيميائي الشهير، يضيف الباحث باعجاب بالغ: "لن يستطيع الباحث في تاريخ الفكر الاسلامي ان يجد شخصيه اغرب واخصب من شخصية جابر بن حيان، فهي شخصيه امعنت في الغموض واكتنافها السر، حتي كادت ان تكون اسطوره، وتسامت في التفكير حتي ليقف المرء اليوم ذاهلاً امام ما تقدمه من نظرات علميه فلسفيه كلها عمق وكلها حياه".

ختم عبد الرحمن بدوي كتابه بفصل لفكر محمد بن زكريا الرازي، مشيرا الي انه جعل من العقل اساسا لفكره، وقال: "ان غايه الباري عز اسمه انما اعطانا العقل وحبانا به لننال ونبلغ به من المنافع العاجله والاجله غايه ما في جوهر مثلنا نيله وبلوغه. وانه اعظم نعم الله عندنا وانفع الاشياء لنا واجداها علينا، فبالعقل ادركنا الامور الغامضه البعيده منا المستوره عنا، وبه عرفنا شكل الارض والفلك وعظم الشمس والقمر وسائر الكواكب وابعادها وحركاتها، وبه وصلنا الي معرفه الباري عزّ وجل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل