المحتوى الرئيسى

الغيطانى : سارتر أنجاني من المعتقل ..وأمن الدولة يجب أن يعود

12/11 17:07

الكتابه لي كرسم ” السجاد ” .. و معيار ” الأكثر مبيعا ” سيدمر الادب

حلمت ان اصبح ” روبن هود ” و ” أرسين لوبين

خطا ناصر الوحيد هو اختياره للسادات الذي مازلنا نتجرع مرارات عصره

حرب 6 اكتوبر حق اريد به باطل .. و لا اخون السادات

هوسي بالزمن كان نتاج تجربه موت وشيكه

” امنيتي المستحيله ان امنح فرصة أخرى للعيش.. ان اولد من جديد لكن في ظروف مغايره اجيء مزودا بتلك المعارف التي اكتسبتها من وجودي الاول الموشك علي النفاد.. اولد وانا اعلم ان تلك النار تلسع.. وهذا الماء يغرق فيه من لا يتقن العوم.. وتلك النظره تعني الود وتلك تعني التحذير. وتلك تنبئ عن ضغينه.. كم من اوقات انفقتها لادرك البديهيات.. ومازلت اتهجي بعض مفردات الابجديه” .

تلك كلمات الكاتب الكبير جمال الغيطاني ، الذي احتفت مساء امس مكتبه ديوان بسبعينيته ، بحضور الكاتبه فريده الشوباشي و عدد من المثقفين و السفراء ، و ادارت الندوه الكاتبه نشوي الحوفي ، و اشار الغيطاني انه سيتم عامه السبعين في مايو و حتي هذا الحين ، ستكون هناك سلسله من الندوات تجمعه بقرائه .

و تحدث الكاتب عن عدد من المحطات الهامه في حياته منذ عشقه الاول للادب ، و اتجاهه للتعليم الفني و دراسه ” فن السجاد ” ، وانضمامه لتنظيم شيوعي ، و انتهاء الحال به في المعتقل ، ثم عمله كمراسل حربي ، كل تلك الامور التي من الصعب ان تجتمع في شخص واحد ، كانت السبب في تكوين ” جمال الغيطاني ” .

وقال الكاتب في بدايه حديثه : جئت للعالم في ” جهينه ” تلك القريه التي تقع علي الحد بين الموت و الحياه ، بين الزرع و الصحراء ، مشيرا ان جهينه قبيله جاءت مع عمرو بن العاص الي مصر ، و حاربت مع رسول الله ، و عبر عن فخره باصوله العربيه و الفرعونيه .

و عن اول صوره طبعت في ذاكرته من ايام الطفوله ، قال الكاتب انها تعود الي ” سماء القاهره ” للغاره الوحيده التي شنتها اسرائيل علي القاهره في عام 1948 .

تعلم الغيطاني القراءه قبل التحاقه بالمدرسه ، و منذ عامه الاول الابتدائي اعتاد اخفاء الروايات داخل الكتب المدرسيه ، و اختلاقه الحكايات منذ الصغر التي اسهمت في اثراء خياله ، و اكد الكاتب انه يدين للقاهره بتكوينه ، مستعيدا مشهد اكبر المكتبات في حي زقاق المدق التي كانت ملجئه الدائم .

كان الغيطاني يعتمد علي ذاته في القراءات ، و حكي عن زياراته المتكرره لدار الكتب ، و هو مازال في الـ 12 من عمره ، و عن حلم الطفوله قال الغيطاني ان قراءاته للكاتب الفرنسي موريس لوبلان ، جعلته يتمني ان يصبح “ارسين لوبين ” او ” روبن هود ” ، و هكذا كبرت معه فكره العداله الاجتماعيه ، و صاحبته خلال مراحل حياته المختلفه .

في عامه الـ 15 كتب الغيطاني مجموعته القصصيه الاولي ” المساكين ” علي غرار ديستوفيسكي ، و كانت بدايه دخوله للعمل الثقافي من خلال والده الكاتب ” عبد الرحمن الخميسي ” التي كانت تعمل في وزاره الثقافه ، و قدم لها عمله الاول ، و لكنها اشفقت عليه من ان تقول له انه لا يصلح للنشر ، و عرفته بابنها ليتدربوا سويا علي الكتابه ، و في هذه العماره كان يسكن صلاح جاهين ، و صلاح عبد الصبور ، و هكذا بدا عقد الصداقات مع العديد من المثقفين .

و قال الكاتب ان اول لقاء له بنجيب محفوظ مازال محفور بذاكرته حتي الان ، حيث جمعتهم المصادفه في شارع عبد الخالق ثروت ، و تطورت تلك الصداقه حتي وفاه محفوظ و كان وقته الغيطاني اقرب صديق له علي قيد الحياه .

وقال الغيطاني ان ندوات الشيخ امين الخولي و نجيب محفوظ كانت الاكثر تاثيرا فيه ، و عبد الفتاح الجمل ، كان له الفضل علي جيله باكمله ، قائلا : جيل الستينات ” يغرب الان ” .

و اشار ان مصيبه الادب الان التي ستدمره ان لم نقاومها هي ” الاكثر مبيعا ” التي تجرده من قيمته .

و لرغبته في اختصار طريق التعليم ، اختار الغيطاني التعليم الفني ، و دراسه فن السجاد ” البخاري ” ، و يقول عن ذلك : ” لقد اضطررت لدراسه السجاد ، و لكن لو عاد بي الزمن ، لاخترته مره اخري ” .. و تابع : عندما اكتب الان اشعر اني ارسم ” سجاد ” فهو يمثل فن المنمنمات ، و علمني الصبر ، و هو حتي الان يعد خبير سجاد بخاري .

و اضاف الغيطاني انه لتفوقه بالدراسه التحق بكليه فنون تطبيقيه ، و هناك درس النسيج ، و لكنه اعتقل بعدها بعامين في بدايه الستينات ، لالتحاقه بتنظيم شيوعي متطرف كان يري ان الاتحاد السوفيتي خان القضيه ، و ضم التنظيم الابنودي و يحيي الطاهر عبد الله و سيد حجاب و صبري حافظ و غيرهم من المثقفين .

و قال الغيطاني انه ترك التنظيم قبل اعتقاله بعام ، و لكن احد اصدقائهم كان متعذر في مبلغ 150 جنيها من اجل زواجه ، فسلم الشرطه قائمه باسمائهم ، الذي لم ينجو منه سوي بفضل المفكر الفرنسي جان بول سارتر ، الذي اشترط ليزور مصر ان يتم الافراج عن المثقفين .

و برغم ما عاناه الغيطاني في المعتقل ، و حديثه عن اخطاء تلك المرحله ، و لكنه طالب بعوده جهاز امن الدولة ، و اكد ان جمال عبد الناصر سيظل قيمه للعداله الاجتماعيه ، و لازال يتذكر ما قاله والده له : ” لولا عبد الناصر لم تكن للتعلم ” ، و راي االغيطاني ان خطا عبد الناصر الوحيد هو اختياره لـ ” السادات ” ، و ان ما نعانيه حتي الان ، هو نتاج عصر السادات .

و قال الكاتب ان حرب 6 اكتوبر حق اريد به باطل ، مستدركا بقوله : قد يكون للسادات اسبابه و انا لا اخونه .

شاركنا الغيطاني في تجربته كمراسل حربي الذي جعلته ينام في المواسيبر و الخنادق ، و جعلته يمر بتجربه موت وشيكه ، اثرت في نظرته للحياه و الادب .

و كان ذلك عند تهجير اهالي السويس ، التي كانت تعدادها نصف مليون مواطن ، لم يتبقي منهم سوي 3 الاف ، متذكرا تلك الجسلات التي جمعته بالكابتن الغزالي و الفدائيين علي مقهي ” ابو رواش ” .. و في احد المرات و هو جالس علي الرصيف مع عسكري مطافي صمم ان يجلس مكانه ، و ما هي سوي دقائق و راه يهوي علي الارض نتيجه شظيه بجانب المخ ، و قال الغيطاني : ” لولا انه تبادل معي الاماكن ، لكان ما كان ” .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل