المحتوى الرئيسى

مرجع شيعي عراقي يدعو إلى الحوار مع «الإرهابيين» قبل مقاتلتهم

12/11 02:19

في اول دعوه من نوعها، اطلق مرجع شيعي بارز مبادره لاجراء حوار مع التنظيمات «الارهابيه» قبل اللجوء الي عمليات القتل والاستئصال. وقال ايه الله محمد اليعقوبي، مرشد حزب الفضيله (4 مقاعد في البرلمان العراقي)، في بيان امس علي هامش لقائه علماء دين من السنه والشيعه واساتذه جامعات شاركوا في ملتقي الطف العلمي والثقافي الدولي الذي اقامته كليه الاداب في الجامعة ألمستنصرية ببغداد، ان «علينا عدم الاقتصار علي اسلوب الصدام والاستئصال في المواجهه مع التنظيمات الارهابيه، لان اخر الدواء الكي كما قيل في الكلمه المشهوره».

واضاف اليعقوبي «علينا ان نسير بخط مواز من خلال الحوار والاقناع بعدم سلامه الطريق الذي انتهجوه، وعبثيه الغايه التي يريدونها، وضلاله الذين غرروا بهم وخدعوهم»، مرجعا السبب الي ان «الكثير ممن التحقوا بهذه التنظيمات خصوصا من الدول المتحضره تعرضوا لغسيل دماغ وتشويه للحقائق وخداع بعناوين مقدسه تستهوي الشباب المتحمس المندفع، فهؤلاء غير اصحاء وحالهم كحال سائر المرضي الذين تجب رعايتهم والشفقه عليهم وتشخيص عللهم ووصف الدواء المناسب لهم»، مضيفا انه لا يجب «الياس من اصلاح الاخر وهدايته مهما اعتقدنا فيه التحجر والانغلاق». ويري اليعقوبي ان «الاسلام النقي لو عرض باصالته وقوه حججه قادر علي اعاده انتاج عقول هؤلاء وازاله ما علق في اذهانهم من اوهام وشبهات وضلالات ومساعدتهم علي الاندماج من جديد في المجتمع وتطبيع حياتهم الاجتماعيه، وحينئذ سنربح كثيرا باعادتهم الي الصواب وحمايه بلادنا وابنائنا وثرواتنا من التدمير والضياع في هذه الحروب العبثيه التي يصنعها ويحرّكها اصحاب الاجندات الشيطانيه».

من جهته، اثني الشيخ مهدي الصميدعي، مفتي اهل السنه والجماعه في العراق، علي هذه الدعوه واهميه وضع الاليات المناسبه لها. وقال الصميدعي، في حديث لـ«الشرق الاوسط»، ان «الحوار علي مر الازمان والدهور هو الوسيله الفضلي للتوصل الي حلول ناجعه للمشاكل مهما كانت، حتي ان الرسول محمد صلي الله عليه وسلم كان يحاور الجميع في بدايه الدعوه الاسلاميه سواء من المشركين او اليهود او القبائل، لان الحوار هو الاصل وكل ما عداه استثناء». واضاف الصميدعي ان «هذه الدعوه التي يوجهها اليوم الشيخ اليعقوبي قلنا مثلها اكثر من مره، لكنها تحتاج الي تفعيل ومنهاج عمل في وسائل الاعلام، حيث ان للحوار هدفين وهما اقامه الحجه علي المقابل الذي يقع في خانه العصيان، والقاء الحجه علي المغرر به»، موضحا انه «في الوقت الذي نري فيه ان هذه الدعوه في مكانها فانها تحتاج الي صيغ واليات، لان من شان الحوار ان يقلل اهل الشر ويزيد اهل الخير والصلاح، وهو ما نتمناه وما يجب ان يقوم به الجميع سواء كانوا رجال دين او سياسيين».

في السياق ذاته، اكد المفكر العراقي المعروف وعضو البرلمان السابق حسن العلوي، في حديث لـ«الشرق الاوسط»، ان «دعوه الشيخ اليعقوبي في هذا الظرف بالذات تمثل انفراجه مهمه خرجت من قلبه قبل لسانه، وهذا هو دائما دور الفقهاء وهو النصح والارشاد والحوار، ولم يسبق لهم ان اصدروا فتاوي بالقتل». واضاف انه «في تاريخنا الاسلامي القريب امثله بارزه علي هذا الصعيد، منها الفتوي التي اصدرها المرجع الشيعي الاعلي في الستينات من القرن الماضي ايه الله محسن الحكيم بحق الشيوعيه التي اعتبرها كفرا والحادا، حيث رفض ان يقول ان الشيوعيين كفره وملحدون، ورد علي من دعاه الي ذلك قائلا (ليس لي ان اكفر مسلما)، والامر نفسه ينطبق علي واحد من اهم علماء السنه في القرن الماضي في العراق، وهو الشيخ محمد بهجه الاثري، فلم يصدر اي فتوي بهذا الاتجاه حتي وفاته بعد عمر ناهز التسعين عاما».

وبينما دعا العلوي الي اهميه «نشر مثل هذه الدعوه المتسامحه بين الناس»، فانه اشار من جانب اخر الي ان «هناك مبدا اعتمده الملك عبد الله بن عبد العزيز بتاسيس الاداره العليا للحوار ومقرها فيينا لتفاهم الشعوب مع بعضها بعضا، حيث اعطي ذلك نتائج عاليه القيمه في التحول من العنف الي السلم الاهلي».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل