المحتوى الرئيسى

تقرير الكونغرس حول سي آي إيه "أكثر وحشية مما كان يتصور"

12/10 23:17

خلف التقرير الذي نشره الكونغرس الامريكي حول اساليب التحقيق التي كانت تتبعها وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي اي ايه" عند التحقيق مع متهمين بالارهاب، ردود افعال كثيره ومتباينه، بين رافض لتلك الاساليب ومدافع عن جدواها. وصفت الناشطه في منظمه هيومن رايتس ووتش لاورا بيتر ما جاء في

تقرير الكونغرس الامريكي، حول اساليب التحقيق التي كانت تتبعها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) مع متهمين بالارهاب، بانه مثير للصدمه. الامريكيون انتظروا بترقب شديد صدور هذا التقرير، الذي كشف عن اساليب تعذيب قاسيه استخدمت اثناء استجواب متهمين بالارهاب. فما مدي وحشيه هذه الاساليب التي لجات اليها سي اي ايه بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر؟ وهل كان الرئيس السابق جورج بوش علي علم بها؟ وهل نجح اسلوب التعذيب في الحصول علي معلومات مهمه جنبت امريكا هجمات ارهابيه اخري؟

قدم تقرير الكونغرس الامريكي الذي جاء في 600 صفحه اجوبه مثيره علي كل هذه الاسئله. وقالت رئيسه لجنه الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي ديان فاينشتاين ان التقرير يوثق "للاعتقال السري لـ 119 شخصا علي الاقل قامت وكاله الاستخبارات المركزيه الامريكيه باحتجازهم في الخارج بالاضافه الي استخدام اساليب استجواب قاسيه بلغت حد التعذيب في بعض الحالات".

وثمنت الناشطه الحقوقيه لاورا بيتر عمل لجنه الاستخبارات في مجلس الشيوخ وقالت بانه عمل "في غايه الاهميه" لكونه اظهر ان "التعذيب لم يكن فقط اكثر بشاعه مما كان يتصور"وانما لم يكن ايضا وسيله ناجعه للوصول الي معلومات جديده." ولم تستبعد بيتر وزميلاتها في المنظمات الحقوقيه ان يحدث هذا التقرير زلزالا سياسيا في الولايات المتحده.

اختلاف في وجهات النظر حول جدوي التقرير

سبب تقرير الكونغرس في وقوع جدل داخل الاوساط السياسيه حتي قبل صدوره. فقبل ايام من نشر التقرير تحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هاتفيا مع عضو مجلس الشيوخ ورئيسه لجنه الاستخبارات في المجلس ديان فاينشتاين وحذرها من ان نشر التقرير قد يولد ردود فعل عنيفه في الخارج ويعرض حياه الامريكيين للخطر.

واعتبرت صحيفه واشنطن بوست نشر تقرير فاينشتاين حول المخابرات المركزيه في زمن الحرب بانه "عمل غير مسئول" وهو نفس راي المعارضين الجمهوريين بالاضافه الي الكثير من موظفي السي اي ايه.

وبدوره دافع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عن رجال المخابرات وقال: "انهم اناس جيدون، ونحن سعداء لكونهم يتواجدون بيننا". وهو نفس الراي الذي ذهب اليه ايضا الرئيس السابق لوكاله الاستخبارات المركزيه الامريكيه جورج تينت والجنرال ميشيل هايدن.

هايدن، الذي كان مديرا لسي اي ايه في الفتره بين عامي 2006 و 2009، قال في رساله الكترونيه بعث بها الي صحيفه نيويورك تايمز "نحن هنا لا ندافع عن التعذيب وانما ندافع عن التاريخ". اما المسئول عن برنامج التحقيق المثير للجدل الذي كانت تستخدمه السي اي ايه، فكتب في صحيفه واشنطن بوست "كنا نقوم بما يتعين علينا القيام به وبما كنا نعتبره قانونيا"، وذلك في اشاره الي التعليمات التي كانت تاتي من اداره بوش.

بالمقابل يري جوزيف ويبل ان زملائه السابقين كان عليهم ان "يرفضوا القيام بمثل تلك الاعمال." اما السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي تعرض بنفسه للتعذيب عندما كان سجينا في حرب فيتنام، فجاء تعليقه غريبا بعض الشيء عندما قال: "ان من قاموا بالتعذيب كانوا ياملون في ان يساعدهم ذلك علي جعل "العالم اكثر امانا."

لكن هل يتعلق الامر فعلا بالتعذيب ام انه مجرد "اساليب استجواب قاسيه" لجات اليها وكاله الاستخبارات المركزيه بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر للحصول علي معلومات من متهمين بالارهاب تابعين للقاعده؟

الرئيس الامريكي بارك اوباما يتحدث عن التعذيب وهي نفس الكلمه التي بدات تستخدمها السناتور ديان فاينشتاين. بيد ان الصحف الرائده في الولايات المتحدة الامريكية لا تستعمل وصفا موحدا بهذا الخصوص. فعلي سبيل المثال تستخدم صحيفه واشنطن بوست وصف "اساليب استجواب قاسيه" علي عكس صحيفه نيويورك تايمز .

محاكاه الغرق يعتبر نوعا من التعذيب

يعتبر جوزيف ويبل ان جزء من الاساليب التي كانت تستخدمها وكاله الاستخبارات الامريكيه في التحقيق والتي وردت في تقرير الكونغرس تدخل في اطار التعذيب، "مثل محاكاه الغرق"، الذي طبق ضد ثلاثه اشخاص قبل الغائه في 2004. ويضيف ويبل "الحرمان من النوم اذا وصل الي حد معين يعتبر ايضا تعذيبا"، وهو ما ينطبق ايضا علي ارغام السجين علي اتخاذ اوضاع مقلقه.

اما مدير السي اي ايه جون برينان، فظل يدافع عن اساليب الاستجواب القاسيه التي كانت ادارته تقوم بها، معتبرا ان تلك الوسائل مكنت من "احباط عمليات ارهابية والقاء القبض علي ارهابيين وانقاذ حياه بعض الناس."

لكن يبدو ان جوزيف ويبل غير مقتنع بالحجج التي ساقها جون برينان وقال بهذا الخصوص "لحد الساعه لم يتم الاعلان عن الارواح التي تم انقاذها." واضاف: "وسائل التعذيب ليست ضروريه." وتسائل ويبل: "من المعروف لدي الجميع ان تعذيب السجين من اجل الحصول علي معلومات امر غير قانوني. لكن اذا كان ذلك امرا مسموحا به فهل من الجدوي القيام بذلك؟"

وبالاضافه الي الاتهامات بممارسه التعذيب اتهم تقرير مجلس الشيوخ وكاله الاستخبارات المركزيه الامريكيه بتضليل الرئيس الامريكي والكونغرس من خلال مدهما بمعلومات خاطئه، وهو ما يفنده رئيس سي اي ايه سابقا الجنرال هايدن.

وذهبت الحقوقيه لورا بيتر الي ابعد من ذلك واتهمت وكاله الاستخبارات المركزيه الامريكيه بالقيام بحمله في الخفاء من اجل الحيلوله دون وصول تقرير الكونغرس الي الراي العام. وطالبت الناشطه الحقوقيه بتشديد الرقابه علي جهاز السي اي ايه واعادته الي "السكه الصحيحه" حتي لا يعود "لارتكاب تجاوزات اخري".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل