تايم: بوتين تجاهل انتهاكات أوكرانيا في خطابه السنوي

كشفت مجله "التايم" الامريكيه اليوم الثلاثاء عن مسوده خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للامه الذي القاه في الخامس من ديسمبر الجاري والذي اسقط خلاله الحديث عن (الدمار الشامل لاوكرانيا بحق مواطنيها).

وحصلت التايم علي المسوده، التي اعدها كاتبو خطابات بوتين، حيث كان مقررا ان يقوم بوتين باتهام السلطات الاوكرانيه ب "الدمار الشامل تجاه مواطنيها" خلال الصراح الدائر مع المتمردين الانفصاليين الموالين لموسكو، لكن في اللحظه الاخيره، خرج بوتين علي الملا وقد اسقط ذلك السطر من الخطاب، فظهر الخطاب دون اي ذكر لاوكرانيا.

وتواصلت المجله مع المتحدث باسم بوتين ديميتري بيسكوف، لكنه رفض التعليق علي السبب الذي دفع بوتين لحذف ذلك الجزء باكمله عند القاءه الخطاب في الكرملين، وعند سؤاله حول ما اذا كان ذلك يشير الي تغيير في مواقف بوتين حيال اوكرانيا، اجاب بيسكوف قائلا "بالتاكيد، لا".

والمحت المجله الي ان الموقف الروسي تجاه الصراع الاوكراني قد هدات حدته قبيل الجول المقبله من محادثات السلام المقرر لها الاسبوع الجاري، وتلك المحادثات ستتضمن ممثلين عن روسيا واوكرانيا والانفصاليين، الذين يسيطرون علي مساحات كبيره في شرق اوكرانيا، فضلا عن وسطاء اوروبيين. 

وتابعت المجله: "تلك المحادثات ستمنح جميع الاطراف افضل فرصه منذ شهور للوصول الي اتفاق لوقف اطلاق النار ينهي الصراع المستعر منذ 8 اشهر والذي حصد ارواح اكثر من 4000 شخص، وكان الموعد المقرر لبدء المحادثات هو اليوم الثلاثاء، لكن قد يتم تاجيله لعده ايام بناء علي طلبات قاده الانفصاليين، الذين طلبوا مزيدا من الوقت للاستعداد".

واعتبرت المجله ان بوتين بدا قبيل تلك المحادثات، وكانه يتخذ نهجا اكثر ميلا للمصالحه، حيث تواجه بلاده ضغوطا اقتصاديه وسياسيه هائله من الغرب لانهاء دعمها للانفصاليين الاوكرانيين، وقبيل ثلاثه ايام من المحادثات التقي الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند بزياره مفاجئه نظيره بوتين وقام الاخير في خطوه استثنائيه بالتوجه للقاء اولاند في المطار.

واستشهدت المجله بتصريحات بوتين خلال لقاءه مع اولاند خلال ساعتين من المشاورات حول اوكرانيا، حيث اعرب بوتين عن الحاجه لحل الصراع في اوكرانيا وما خلفه من انقسام بين الغرب وبلاده ثم اعقبها بتصريحات للصحفيين ان بلاده تحترم وحده وسياده الاراضي الاوكرانيه، ثم تحدث اولاند مع المستشاره الالمانيه انجيلا ميركل عن افاق التقدم التي ظهرت في العلاقات مع روسيا.

وبحسب المجله، فان التغيير الاخير الذي طرا علي خطاب بوتين، ربما يكون العلامه الاكثر وضوحا حتي اﻵن علي تغيير لغته الخطابيه تجاه اوكرانيا، حيث مال طيله فتره الصراع الا يفوت الفرصه للتنديد بالسلطات الاوكرانيه لانتهاكها حقوق العرقيين الروس.

ووفقا لنسخه المسوده، التي حصلت عليها المجله، والتي تم توزيعها علي المركز الصحفي للكرملين، فقد كان من المفترض ان يصرح بوتين بما يلي "لم تفلح الاجراءات الدوليه او المؤسسات المعنيه بالدفاع عن حقوق الانسان، في ايقاف السلطات الاوكرانيه عن الدمار الشامل بحق مواطنيها، وعلي الرغم من حضور المراقبين الدوليين في اوكرانيا، فانهم غير قادرين علي ايقاف انتهاك ابسط الحقوق، وهي حق الحياه".

ورصدت المجله ايضا تغير في خطاب وسائل الاعلام الروسيه وشبكات التليفزيون الحكوميه والتي توقفت تدريجيا عن وصف الحكومه الاوكرانيه ب "الفاشيه" في تقاريرها ويوم السبت الماضي، صرح وزير الخارجيه الروسي سيرجي لافروف ان المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون شرق اوكرانيا بمثابه الجرح الغائر في جسد الدوله، تحتاج للالتئام.

وعزت المجله تصرف بوتين الي الحاله المقلقه لاقتصاد بلاده، فعلي مدار الاشهر التسع الماضيه، فرضت الولايات المتحده وحلفاؤها سلسله من العقوبات علي روسيا لاجبارها علي تغيير سياساتها التدخليه في اوكرانيا، ونجحت تلك العقوبات في التاثير بشكل سلبي علي صفوه الشركات الحكوميه الروسيه والاقتصاد الروسي باسره، فضلا عن الهبوط الحاد في اسعار النفط، اهم الصادرات الروسيه، ما ادي لاهلاك الخزائن الاتحاد وفقدت العمله الوطنيه قيمتها امام الدولار منذ بدايه العام الجاري.

بوتين وهولاند يجتمعان اليوم في موسكو

بوتين: لن نذعن لسياسات امريكا ولن نسمح للغرب بتدميرنا

بوتين: اوكرانيا ذريعه الغرب لتقييد روسيا

فاينانشيال تايمز: نجاح اوكرانيا مرهون بصفقه مع روسيا