فى ندوة «أرابيا انفورم» : إتاحة المعرفة تؤدي لتعزيز مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد

نظمت الشركة العربية لنظم المعلومات والتوثيق “ارابيا انفورم” بالتعاون مع المكتبة المركزية بجامعة القاهرة ندوة بعنوان ” الزوايا المتعددة لإتاحة المعرفة في القرن الحادي و العشرين، وحضر الندوة د. شريف كامل وكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومدير المكتبة المركزية الجديدة ، و ياسر عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى، وبسيونى قمصان رئيس التحرير التنفيذي لشبكة محيط، و هشام القاضي مدير المبيعات الإقليمي لشركة أرابيا إنفورم، ووليد بسيونى مدير مركز التوثيق الإعلامي بأسك زاد بنك المعلومات العربي، وسعد النادي نائب مدير مركز البحوث والدراسات الإعلامية بنك المعلومات العربي.

وقال ياسر عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى إن دستور 2014 بعث الأمل والتفاؤل في نفوس من يتطلعون لإتاحة سبل وزوايا جديدة لتبادل المعرفة والمعلومات مشيرا إلى أن الدستور أكد في العديد من مواده وخاصة المادة “48” على أن الثقافة حق لكل مواطن تكفله الدولة وتلتزم بدعمه ، وكذلك المواد 65، و66، و70 أكدت على تشجيع البحث العلمي وحرية تبادل المعلومات والنشر الورقي والإلكتروني.

وأضاف على هامش ندوة “الزوايا المتعددة لإتاحة المعرفة في القرن العشرين” التي نظمتها شركة “ارابيا انفورم” بالمكتبة المركزية بجامعة القاهرة أن الدستور أولى اهتماما خاصا بالمعرفة والمعلومات لأنها السلاح الذي يفصل بين نجاح الدولة وفشلها، كما أن إتاحة المعرفة تؤدي إلى تعزيز مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد وتخلق مجتمعا ديمقراطيا يسمح بجميع أنواع المشاركة السياسية والمدنية ويوفر أرضية مناسبة لإقامة مشروعات اقتصادية تعتمد على تفكير علمي وبحثي سليم.

وأوضح عثمان أبرز أشكال المعرفة والتي تضم المكتبة المتنقلة وتعد شكلا من أشكال إتاحة المعلومات، وتعرف المكتبات المتنقلة باسم موبايل لاين، والتي انتقلت من مجرد عربات إلى موبايلات في العالم كله لافتا أن مصر لا تزال متأخرة في هذا المجال. وأشار إلى أن تاريخ المكتبات يشهد أن دار الكتب المصرية رائدة في المكتبات المتنقلة، وهي عبارة عن عربات مجهزة بالكتب وتجوب الأحياء والمناطق التي لا تصل إليها مباني المكتبات، ومن أشكال إتاحة المعرفة أيضا آراء القراء حيث يضع القراء أفكارهم ليقسموها إلى أفكار علمية وتاريخية وأدبية، وكذلك أفكار في الشعر وعلوم الأطفال والكبار وغير ذلك، مشيرا إلى تجارب بعض الدول لاجتذاب الأطفال إلى القراءة في المكتبات حيث قاموا بوضع ألعاب البلايستيشن في المكتبات ومن ثم دخولهم إليها ليصطدموا بالكتب أو الندوات، وهي فكرة من المقرر تنفيذها في مكتبة القاهرة.

وتحدث خلال الندوة بسيوني قمصان رئيس التحرير التنفيذي لشبكة محيط الإخبارية أحد فروع أرابيا إنفورم عن أبرز مشروعات المؤسسة في إتاحة وابتكار سبل المعرفة قائلا :” إن 1 يناير 1998 كان يوما فارقا في تاريخ المؤسسة، حيث تم تنفيذ أكبر مشروعين للمؤسسة، وكان مشروع التوثيق الإعلامي أول هذه المشروعات، وبدأنا بشراء كل الصحف العربية وكذلك أية صحيفة أجنبية توزع في مصر، ثم بدأنا في عمل فهرسة كاملة لها، ويتم ذلك من خلال مرحلتين هما مرحلة فهرسة مبدئية ومرحلة التوثيق الكامل، وفي الفهرسة المبدئية يتم تسجيل البيانات الأساسية للمادة من التاريخ والمؤلف ورقم الصفحة وغير ذلك، أما في الفهرسة الكاملة فيشمل مضمون المادة من الموضوعات وأهم الشخصيات والمنظمات التي تم ذكرها في الموضوع سواء كانت خبرا صغيرا أو تحليلا صحفيا أو مقالا أو مادة رأي.

وتابع:” تحول المشروع من توثيق صحفي إلى توثيق إعلامي شامل، حيث بدأت مواقع الإنترنت الإخبارية تنافس نظيرتها من المواقع، فالصحافة الإلكترونية معنية بتسجيل ونشر الأحداث لكن الصحافة الورقية أقصاها يوم أو نصف يوم وبالتالي فهي تعرض أبرز وأهم أحداث الـ 24 ساعة التي سبقت صدور الطبعة ليؤثر هذا على طبيعة الفهرسة بالنسبة إلينا، فهناك فرق في المحتوى صحفيا، وبالتالي وجود فرق في الفهرسة والتوثيق لكل منهما.

واستطرد: “في عام 2008 حدث تطور كبير في التوثيق الإعلامي حيث تحول من توثيق صحفي إلكتروني إلى توثيق إعلامي شامل بدخول عنصر الفضائيات ليمثل ذلك تحديا كبيرا، ففي التوثيق الورقي يتم شراء الجريدة ويتم عملscanning لها، وفي الانترنت يتم تجهيز سيرفرات داون لوودز قوية وسريعة، لكن في التليفزيون كانت التكلفة عالية جدا سواء في التكلفة المادية أو تكلفة العنصر البشري وهو العنصر الأقوى والأهم في عملية الفهرسة الإعلامية.

وكان أول تحدي في التوثيق التليفزيوني هو كمية الفضائيات التي انتشرت بشكل كبير حيث يوجد أكثر من 900 فضائية عربية في المجتمع العربي بعضهم عبارة عن شات وفضائيات إلكترونية وليست محتوى تلفزيوني، وتمثل التحدي الثاني في عنصر الزمن حيث يتم تدريب المفهرسين على القراءة السريعة وكذلك تدريبهم على كيفية الوصول إلى لب الحدث وتلخيصه، ففي التليفزيون قد يصل برنامج التوك شو إلى ساعة ونصف وبالتالي كان على المفهرس الجلوس لمدة ساعة ونصف يستمع إلى البرنامج متعرضا لأضرار صحية، وغير ذلك من تكلفة الوقت فكان لابد من تدريبهم وقد كان ذلك تحديا كبيرا تم التغلب عليه، حيث يتم حاليا توثيق وفهرسة أكثر من 500 قناة فضائية، وبالتالي أصبح لدينا في محيط إمكانية البحث عن أي شخص أو أي موضوع.

ومن جانبه تحدث وليد بسيوني مدير مركز التوثيق الإعلامي بأسك زاد بنك المعلومات العربي التابع لأرابيا انفورم عن إنجازات المركز قائلا:” إن بداية الأرشيف بالشركة كان من 1 يناير 1998، وتخصصت في المحتوى الرقمي وكانت الشركة العربية للنظم والمعلومات هي الشركة الرائدة في هذا العمل حيث رصدنا ووثقنا وفهرسنا واحتفظنا بكل المصادر الإعلامية الموجودة في الشرق الأوسط حينها، وكان الهدف هو خدمة المؤسسات الإعلامية والحكومات وخدمة الباحثين والأفراد، ثم تطورت الشركة حيث بدأت تتعامل مع كافة مناحي الوسائل الإعلامية الأخرى التي ظهرت عبر السنوات التالية ، وقد بدأ الأرشيف الصحفي منذ 1998، وبدأ أرشيف الإنترنت منذ 2004، أما الأرشيف الإذاعي والفضائي بدأ منذ 2008، ويضم الإنتاج الصادر عن مركز التوثيق الإعلامي حتى أكتوبر 2014 ،7500 صحيفة مطبوعة تم توثيقا وفهرستها، و35 ألف موقع انترنت، و1130 قناة فضائية ، و100 محطة إذاعية ، و5 ملايين برنامج تليفزيوني، و2.5 مليون برنامج إخباري، و65 قصاصة مادة صحفية متنوعة، و11 مليون قصاصة إعلان وظائف تجارية، و30 مليون إعلان تليفزيوني تم بثه منذ 2008، وتم الاحتفاظ بـ 130 مليون صفحة إنترنت للمواقع الإخبارية المهتمة بالشرق الأوسط، وكذلك تم عمل قاعدة بيانات كاملة بكافة المصادر الإعلامية الموجودة في الشرق الأوسط.

خدمات مركز البحوث والدراسات الإعلامية

وتحدث سعد النادي نائب مدير مركز البحوث والدراسات الإعلامية بنك المعلومات العربي عن وظيفة المركز وأهميته حيث يمثل مركز البحوث والدراسات الإعلامية العميل الأول في قائمة عملاء مركز التوثيق الإعلامي، ويشمل مجموع العاملين في مركز البحوث فقط حوالي 175 باحث من خريجي المؤهلات العليا من الإعلام والسياسة والاقتصاد والتجارة والآداب يعملون على مدار 24 ساعة خلال 7 أيام في الأسبوع ، حيث لا توجد لحظة واحدة يتوقف فيها العمل في مركز البحوث، ويقوم المركز بإعداد دراسات وتقارير تحليلية وملفات إعلامية إلى جانب قياس الصورة الإعلامية للحكومات والمؤسسات والشخصيات المؤثرة، إضافة إلى ذلك فإن المركز ينفذ بعض المشاريع البحثية والإعلامية لحساب جهات مختلفة.