في جيبوتي وجزر القمر.. للبراكين حسابات أخرى

علميا، تعرف البراكين بأنها تلك التضاريس التي تنبعث منها مواد منصهرة حارة تصحبها أبخرة وغازات من أعماق القشرة الأرضية، عبر فوهات أو شقوق، والتي تعد ثوراتها إحدى أخطر الكوارث الطبيعية في العالم، والتي لا يقتصر ضررها على محيطها، بل قد يمتد بعيدا عنها بآلالاف الكيلومترات، مخلفا قتلى ونازحين.

أهم مناطق البراكين في العالم

وتنقسم البراكين إلى نشطة وخامدة، بحسب نشاطها خلال حقبة زمنية معينة، وتعتبر أغلب البراكين في الوطن العربي خامدة في حقبتنا هذه باستثناء تلك الواقعة في البحر قبالة المغرب وتونس وكذلك الحال جنوب اليمن، وجزر القمر وجيبوتي.

تنتشر البراكين الخامدة في الكثير من الدول العربية، مثل أجزاء من جبال أطلس في المملكة المغربية، وجبال الأحجار في صحراء الجزائر، وكذلك جبل العرب في سوريا، وبعض المناطق المتناثرة في الشمال العراقي والجنوب الأردني، وكذلك الحال على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر في المملكة العربية السعودية وصولا جنوبا حتى مرتفعات عسير، وأيضا تنتشر في جبال الحجر الواقعة بين الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وكذلك الجبال الداخلية في السلطنة.

وفيما كانت البراكين النشطة عبئا وشرا لا بد منه ببعض دول الوطن العربي، استطاعت دول أخرى تحويل المحنة إلى منحة عظيمة، ولم يمنعها ضعف إمكانياتها الاقتصادية من نيل ذلك.

فوهات براكين خامدة في المملكة العربية السعودية

في عام 2006، ثار بركان "كارتالا" الذي يشرف على موروني عاصمة جزر القمر، والذي يعد واحد من أكبر البراكين النشطة بالعالم، وشوهدت غيمة حمراء في السماء فوق البركان من موروني الواقعة في جزيرة القمر الكبرى إحدى الجزر الثلاث التي تؤلف الارخبيل في المحيط الهندي، وبدأ البركان في قذف حممه البركانية وأدخنته السوداء مما أسفر عن فرار عشرات من السكان المحليين من منازلهم، بعد عام تقريبا من ضربه الجزء الشرقي من الجزيرة مخلفا مغادرة عشرات الآلاف من السكان القرويين من منازلهم خوفا من الغازات السامة والتدفق المحتمل للمواد المنصهرة.

إلا أن الجزيرة العربية لم تستسلم للقدر، وجعلت من البركان - البالغ ارتفاعه 2361 متر، وصاحب الفوهة الأكبر في العالم - مزارا سياحيا، من خلال الصعود إلى قمته من خلال الغابات والشلالات التي تتخلل الطريق المؤدي للقمة.

وليس هذا كل شيء، فقد حصلت جزر القمر على قرض بقيمة 65 مليون دولار، من نيوزيلندا والاتحاد الإفريقي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتمويل مشاريع تستهدف استغلال طاقة البركان الحرارية في توليد الكهرباء كمصدر متجدد للطاقة، بديلا عن الوقود الأحفوري.

جزر القمر تستغل طاقة بركان كارتالا في توليد الكهرباء