الجزائر: بن فليس ينتقد بوتفليقة بسبب خوضه في تعديل الدستور

قال علي بن فليس، رئيس الوزراء الجزائري سابقا، ان التعديل الدستوري المرتقب «اصبح في نظر معشر الجزائريات والجزائريين، كسراب يتحكم فيه النظام السياسي القائم بقدره سحريه يظهره متي يشاء ويخفيه متي يشاء»، في اشاره الي حديث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء الماضي، عن تمسكه بتعديل الدستور، في وقت احتدم فيه جدل حول «تراجعه عن المسعي».

وذكر بن فليس، امس، في اجتماع للمعارضه عقد بوهران (450 كم غرب العاصمه) «منذ خمسه ايام، اطلعنا علي رساله يبدو ان المراسل فيها هو المسؤول الاول في البلاد، والمُرسل إليه هو لقاء افريقي للمجالس والمحاكم الدستوريه، وموضوع الرساله ان الجزائر مقبله علي تعديل دستوري، لا يعني ولا يهم هذا اللقاء لا من قريب ولا من بعيد». واضاف موضحا «مثل هذا التصرف اقل ما يمكن القول بشانه هو انه يستفز مشاعر شعب باكمله ويستصغر مكانه امه برمتها، ويثير الكثير من المعاينات التي يمتزج فيها ما هو عجيب وغريب بما هو محزن ومحبط. فمعامله كهذه تثير فعلا التعجب والاستغراب، كما تغذي في نفوس كل الاحرار الغيورين علي سمعه ومرتبه بلدهم بين الامم مشاعر الحزن والالم امام ما الت اليه الامور في دولتنا الوطنيه».

ويفهم من كلام بن فليس انه رفض ان يخوض الرئيس بوتفليقة في قضيه مهمه مثل الدستور، امام مشاركين اجانب في مؤتمر يبحث تطور الدساتير الافريقيه. وقد تم ذلك في خطاب للرئيس قراه نيابه عنه احد مستشاريه. وقال بوتفليقه في هذا الخطاب انه لا يزال متمسكا بالدستور الذي اعن عن تعديله في ربيع عام 2011، لكنه لم يقدم علي هذه الخطوه لاسباب مجهوله. ولم يذكر الرئيس متي سيتم التعديل.

وافاد بن فليس بشان عدم قراءه بوتفليقه للخطاب بنفسه بان «شكل الرساله جاء ليضيف دلاله الي الدلالات الثابته الاخري، عن شغور السلطه. فكيف لمشروع بحجم مراجعه اسمي قانون في جمهوريتنا ان يتم الاعلان عنه عن طريق مراسله دون ان يتحمل المسؤول الاول للبلاد عبء مخاطبه شعبنا بشانه وابلاغه بنواياه وغاياته واهدافه؟». يشار الي ان الرئيس مريض يعاني من تبعات الاصابه بجلطه دماغيه.

وتساءل رئيس الوزراء سابقا، والذي اقاله بوتفليقه في 2003 «ايعقل ان يدوم التحضير لمراجعه دستوريه ثلاث سنوات ونصف السنه، دون ان يكتب له ان يري النور؟ الا يخفي هذا التماطل نوايا وغايات واهدافا اخري غير التي يتم الاعلان عنها بعنوان شفافيه مشبوهه ومصداقيه مبتوره؟ الا يحق لنا ان نتساءل عما اذا لم كان مشروع المراجعه الدستوريه اصبح مجرد ورقه يتخيل نظامنا السياسي انها ورقه رابحه، يشهرها كلما ضاق به السبيل، وتراكمت عليه الضغوطات، ويقوم بارجائها كلما ظن ان الضغوطات خفّت وانه استعاد زمام المبادره من اجل البقاء!».

واصدر بن فليس الشهر الماضي «كتابا ابيض عن تزوير انتخابات الرئاسه» التي جرت في 17 ابريل (نيسان) الماضي، والتي حل فيها ثانيا بعيدا عن بوتفليقه. ويقول بن فليس في كتابه ان وزاره الداخليه زورت الانتخابات لفائده الرئيس المترشح.

من جهه ثانيه، قتل متظاهران واصيب نحو عشرين شخصا اخرين بجروح مساء اول من امس في مواجهات مع قوي الامن في دائره تقرت (600 كم جنوب العاصمة الجزائريه)، بحسب ما اوردت وسائل اعلام محليه امس. وقالت وكاله الأنباء الجزائريه ان الحوادث وقعت علي اثر احتجاجات شارك فيها السكان بسبب تاخر السلطات في تسليم اراض، وبناء ووصل شبكه مياه الشرب في حي في بلده النزله.