المحتوى الرئيسى

«الأكياس السوداء» و«قنابل الإزعاج» تشعل سخرية المصريين

11/29 02:14

لا تغيب روح المرح والقفشه عن المصريين، حتي في اقسي الظروف يحتفظون بها وكانها شكل من اشكال مقاومه القبح والفساد.. بهذه الروح يعلق عم احمد الرجل الذي تخطي السبعين، علي القنابل التي يضعها انصار جماعه الإخوان، في الشوارع والحافلات العامه والحدائق «دول شويه عيال وشوشهم مصديه بيلعبوا لعبه فشنك في الوقت الضائع.. وعلي راي المثل.. ايش تعمل الماشطه في الوجه العكر».

علي نفس المنوال وبصوتها المثقل بتراكمات السنين، قالت نبيله حسن، وهي سيده ستينيه: «اصواتها ترعبنا.. نلتفت حولنا طول الوقت خوفا من وضعها في اي مكان هنا او هناك»، وتابعت بقولها: «لكن عنف وقنابل الأخوان المسلمين في المطريه (وهي منطقه شعبيه شرق العاصمه) لن يمنعني من النزول للشارع او ركوب مترو الانفاق او الذهاب للسوق او الخروج مع احفادي».

وتدعو الشرطة المصرية المواطنين ضمن خططها لملاحقه قنابل الازعاج التي استهدفت مؤخرا ولا زالت ميادين وخطوط السكك الحديديه ووسائل المواصلات واكشاك الكهرباء، اي بلاغات عن وجود قنابل او عبوات ناسفه بجديه شديده وتدعو المواطنين للابلاغ عن الاجسام الغريبه التي يتم وضعها في «كراتين» او «اكياس بلاستيك سوداء»، وعدم التعامل معها فور رصدها.

وشهدت البلاد سلسله انفجارات في اماكن متفرقه نفذتها الجماعات الارهابيه بواسطه افراد امس، بدات بانفجار عبوه ناسفه في الجزيره الوسطي بمحيط قصر الاتحاديه بحي مصر الجديدة، واخري في ميدان عبد المنعم رياض القريب من ميدان التحرير بوسط العاصمه، وثالثه في منطقه روكسي، فيما تعاملت السلطات مع عشرات البلاغات من مواطنين واحبطت عددًا من التفجيرات بالقاهره والمحافظات خلال الساعات الماضيه، ونجح خبراء المفرقعات في تفكيك عبوات ناسفه زرعها انصار الجماعات الارهابيه قدرت بالعشرات امس، فيما القت القوات القبض علي عدد من عناصر الاخوان، تزامنًا مع دعوه الجماعه وانصارها للتظاهر في عدد من الميادين والشوارع الرئيسيه، تحت اسم «انتفاضه الشباب المسلم»، عبر رفع المصاحف بغرض فرض الهويه الاسلاميه في مصر.

السيده نبيله تسكن في حي المطريه، وهو من الاحياء التي تمثل «بؤرا ملتهبه» للسلطات المصريه، نظرا للمظاهرات الاسبوعيه التي تدعو لعوده الرئيس الاسبق محمد مرسي المنتمي لجماعه الاخوان للسلطه. تضيف: «القنابل والعبوات الناسفه دائما ما يتم وضعها في اكياس سوداء.. حتي لا يتم رؤيه ما بداخلها.. واصبح الكل يخشي التعامل مع هذه الاكياس خوفا من وجود متفجرات داخلها». لافته الي ان «الحكومه كانت قد منعت التعامل بهذه الاكياس منذ فتره نظرا لخطورتها علي الصحه العامه بعد وضع مواد غذائيه بداخلها، ثم عادت هذه الاكياس من جديد لتهدد حياتنا في كل مكان».

ويضيف احمد مرزوق، من سكان حي عين شمس القريب من المطريه: «اركب يوميا مترو انفاق القاهره.. وافراد الامن اصبحوا الان يشتبهون في اي كيس اسود، سواء يحمله صاحبه او موجود علي الارفف»، لافتا الي ان اغلب القنابل توجد داخل اكياس بلاستيكيه ويتم تصنيعها بشكل محلي بواسطه اي شاب. ويوضح مرزوق انه «اول ما يركب المترو (الذي يعد الوسيله الاولي للمواصلات في مصر) ويجد كيسا اسود علي الفور يسال عن صاحبه».. ولو شك فيه يطلب هو والركاب الاطلاع علي ما في الكيس.

وعين شمس والمطريه اللذان شهدا امس احداث عنف سقط خلالها مصابون، تعود جذورهما الي عصر الفراعنه؛ لكنهما تحولا عقب الاطاحه بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك عام 2011 عقب ثوره «25 يناير» الي مركز قوي استغله تيار الاسلام السياسي خلال انتخابات الرئاسه الماضيه التي فاز بها مرسي، وخلال الانتخابات البرلمانيه السابقه التي حصدها تيار الاسلام السياسي وفي مقدمته جماعه الاخوان.

ويضيف مرزوق (45 عاما): «القنابل التي تجدها الشرطه في كل مكان هدفها فقط اثاره الفزع بين المصريين، ويمكن لاي شخص حملها ووضعها في اي مكان دون ان يشك فيه احد».

وقال الخبير الامني اللواء طلعت مسلم ان «قنابل الازعاج هدفها الترويع واظهار الحكومه انها غير قادره علي السيطره علي الوضع العام في البلاد».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل