المحتوى الرئيسى

«معرض بيروت العربي والدولي للكتاب» يخسر من رصيده ويبقى صامدا

11/28 02:08

للسنه الـ58 يشرع «معرض بيروت العربي والدولي للكتاب» ابوابه، امام زواره، اليوم الجمعة، في ظروف امنيه واقتصاديه لا تزال صعبه وعسيره، منذ عده اعوام. تعددت الاماكن التي يحط فيه «معرض الكتاب» في بيروت رحاله، تغيرت الظروف، ولا يزال «النادي الثقافي العربي» مواظبا علي تقاليده التي بداها منذ عام 1956. يوم اطلق: «المعرض العربي الاول للكتاب» ولم تكن المعارض شيئا مالوفا في المنطقه، لتصبح بيروت عاصمه «الطباعه والنشر»، عندما كانت لا تزإل ألمطابع شحيحه، واناقه الاخراج مطلبا عسيرا.

نمت المعارض وصار لكل بلد عربي احتفاليته، وبقي «معرض بيروت» صامدا، رغم الحرب الأهلية الطويله والمديده. في السلم والحرب بقي المعرض، ومع اندلاع الثورات بدا انه يواجه اصعب ايامه، فالدول المحيطه بلبنان تشتعل والاوضاع الامنيه تتدحرج، مما يجعل مجرد انعقاد المعرض في السنوات الاخيره، فرحه وكسبا للتحدي. لكن منال شمعون، مسؤوله التسويق والعلاقات العامه في «دار الساقي»، تتساءل: «الي متي سنبقي نركن للوضع الامني دون ان نحرك ساكنا، من اجل معرض بيروت، الذي يخسر من رصيده»؟ تتحدث شمعون عن انخفاض في عدد الزوار الذين كانوا ياتون من اجل الاحتفال بالكتاب. صار المعرض يقصده من يريد حضور حفلات التوقيع، او شراء بعض الكتب. انخفضت القدره الشرائيه عند اللبناني، والكتاب ليس اولويه عنده. في نفس الوقت تلفت شمعون الي «تحسن واضح في اهتمام المدارس باللغة العربية، وتناول المؤلفات بطريقه حديثه واكثر تطورا، مما يعزز دور الكتاب العربي».

الطابع المحلي الذي بات يتسم به معرض بيروت، صار موضع انزعاج بالنسبه لناشرين كثيرين. لكن السؤال هل من الممكن انقاذ الوضع، في لحظه يبدو فيها حتي حضور الضيوف من الخارج، او حتي تمويل الاستضافه مساله قد تكون عصيه؟

صحيح ان «معرض بيروت» لم يعد الموسم الذي يدرّ علي الناشرين اللبنانيين ذهبا، بعد ان انتقل مركز الثقل الي الشارقه وابوظبي والرياض، واصبح الناشر يري في هذه المعارض باب رزقه الاوفر، لكن معرض كتاب بيروت، لا تزال له رمزيته بالنسبه لهم ومذاقه الخاص، ففيه يقيمون مناسباتهم الاكثر حميميه، وله يخبئون شيئا من مفاجاتهم، وكثيرا من اصداراتهم.

«دار صادر» تحتفي هذه السنه بمرور 150 سنه علي تاسيسها، واصدرت كتابا يوثق مسار 5 اجيال تناوبت علي الدار. في الثاني من الشهر الحالي، خلال المعرض تقام ندوه تناقش هذا التاريخ الذي يعتبر جزءا من تاريخ النشر في لبنان. ففي عام 1863. وقبل المطبعه الاميركيه التي تاسست عام 1866 والكاثوليكيه التي تاسست عام 1875، كانت مطبعه ال صادر قد بدات العمل مصحوبه بدار نشر وافتتحت ما سموه يومها «المكتبه العموميه»، وعلي كتاب فرنسي - عربي يحمل اسم «مائه قصه قصيره» ظهرت كلمه «ناشر» للمره الاولي بالعربيه بالمعني الذي نفهمه اليوم. هذا ما يرويه نبيل صادر قائلا: «ان جدي سليم هو الذي استخدم اللفظه، وقد جلت في شارع المتنبي في بغداد ومكتبات سوريا، وغيرها ابحث عن هذه المنشورات الاولي لدار صادر حتي استطعت ان اجمع غالبيتها. فما مر علي لبنان من حروب وتهجير، افقد دار صادر جزءا من ارشيفها. الكتاب الذي يحتفي بـ150 سنه من حياه واحده من اقدم دور النشر العربيه واللبنانيه اخذ في جزء منه عن اطروحه ناقشتها في فرنسا الدكتوره هلا البزري». ويشرح نبيل صادر «ان تاريخ التاسيس كان امرا محسوما لكن رساله الدكتوره البزري وثقت بشكل علمي، واكدت ان الدار بقيت تعمل طوال قرن ونصف دون انقطاع لغايه اليوم، وهو الامر المهم».

الي جانب «دار صادر» تحتفل «دار الجديد» بفضل همّه صاحبتها الاديبه رشا الامير بمرور 100 سنه علي مولد الشيخ عبد الله العلايلي. ليس فقط ان الدار طبعت كتب هذا العلامه التقدمي المتنور، باناقه ودقه متميزتين، ووفرتها للقراء، بعد ان كانت قد فقدت، لكنها سعت منذ اشهر، مستبقه المعرض، لتجعل مئويه العلايلي مناسبه للاضاءه علي فكره كاحد نماذج التنوير الذين حجبوا عنوه وحوربوا. رشا الامير تنتهزها فرصه لتضيء شمعه جديده الي عمر العلايلي، مصره علي انه حان الوقت لنعطيه بعضا مما يستحق.

اضافه الي ما تقيمه الدور نفسها فان برنامجا يوميا، اعلنت عنه الجهه المنظمه يتضمن محاضرات، وحلقات نقاش، وندوات وانشطه لتلامذه المدارس، هذا عدا معرض الفن التشكيلي السنوي بمشاركه عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب والاوروبيين.

ثمه لقاءات لمناقشه كتب صادره حديثا مثل كتاب: «الالتزام الحزبي في لبنان» لمؤلفتيه مني الباشا وبولا كلاس، واخر حول كتاب «مقامات نون النسوه» لمؤلفته لطيفه الحاج قديح، واخر حول كتاب «اللامركزيه الشامله الباب الي الانماء» لصاحبه زكريا حمودان. وهناك 4 ندوات احداها حول «الشيعه في الخليج بين الوطن والجماعه» وثانيه عن «الواقع الطائفي في لبنان ودور الاعلام فيه»، وثالثه حول كتاب «انابيب حمراء، لماذا سوريا؟ لماذا الان؟» لصاحبه انطوان مرعب. وتخصص امسيه للاحتفال بمرور 50 عاما علي رحيل الشاعر بدر شاكر السياب، حيث تعقد ندوه يشارك فيها عبد الحسين شعبان، وزهيده درويش جبور وسامي سويدان. ويشارك في تكريم الشاعر المركز الثقافي العراقي، واتحاد الكتاب العراقيين ووزاره الثقافه العراقيه.

ويخص المعرض هذه السنه الشاعر الراحل سميح القاسم بتحيه لمناسبه رحيله، وكذلك العلامه التنويري هاني فحص، وتحيه ثالثه لفنان هذه المره هو صاحب الصوت الذهبي نصري شمس الدين.

ويستمر المعرض في «بيال» وسط بيروت، من يوم الجمعه 28 نوفمبر (تشرين الثاني) ولغايه 11 ديسمبر (كانون الاول)، وقد اعلنت دور النشر مسبقا عن اصداراتها الجديده، ودعي القراء الي حضور عشرات حفلات التوقيع ومن بين الموقعين هذه السنه احلام مستغانمي وحنان الشيخ التي توقع روايتها الجديده «عذاري لندنستان» وكذلك يمني العيد «زمن المتاهه» و«برتقال مرّ» لبسمه الخطيب، ويوقع عباس بيضون «صلاه لبدايه الصقيع»، و«داعش» حاضر في المعرض ايضا من خلال ندوه حول كتاب جديد صدر عن «الدار العربية للعلوم»، ستتم مناقشته في المعرض، وكتاب اخر يحمل اسم «داعش عوده الجهاديين» مترجم عن الانجليزيه لباتريك كوكبيرن، صادر عن «دار الساقي».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل