المحتوى الرئيسى

لا تستخفوا بنا! عمرو حمزاوي

11/27 08:45

لا تملك الاصوات والمجموعات المطالبه بالديمقراطيه في مصر، وهي تواجه اليوم شر الاستبداد/ السلطويه وشر الارهاب/ العنف، ترف الصمت عن شر ثالث جوهره هو التوظيف الزائف للدين علي نحو يدفع الي المجال العام بالمزيد من الافكار المتطرفه والمزيد من الظلاميه التي تغيب حقائق الامور او تهدد بتشويه الخطوط المبدئيه الفاصله بين مواجهه الاستبداد/ السلطويه بسلميه وبالتزام كامل بتماسك المجتمع والدوله الوطنيه وبادانه قاطعه للارهاب/ العنف وبين مواقف اخري غائمه وخانات اخري رماديه ليس تبنيها او الاقتراب منها من الدفاع عن الحقوق والحريات.

فالمواطنه المستنده الي الكرامة الإنسانية والمساواه وتجريم التمييز هي القاعده الاخلاقيه والقانونيه الاولي للدفاع عن الحقوق والحريات، وحين يوظف الدين زيفا لتخليق اغلبيات واقليات يميز بينها في الحقوق والحريات او لاصطناع تناقضات متوهمه بين الانتماء الوطني وبين الهويات الدينيه نكون ازاء الغاء كامل لقيم الانسانيه والعدل والسلم الاهلي وثقافه التسامح والتعدديه واعمال لمعاول الهدم في مجتمع نبحث عن سلمه وانهاء مظالمه.

كذلك يستحيل ديمقراطيا الصمت عن التوظيف الزائف للدين لانتاج وترويج مقولات متهافته تبرر للاجرام الارهابي وللعنف وللخروج علي القانون، فادعاء احتكار الحق الحصري «للحديث باسم الاله» وما يرتبه من ادعاء احتكار الحقيقه المطلقه هما صنو نهج شمولي يلغي قيم المعرفه والعلم والعقل ويؤسس لنزع الانسانيه عن الخارجين عليه دينيا (الاقباط) او مذهبيا (الشيعه) او فكريا (دعاه حقوق الإنسان والحريات والتسامح والتعدديه) ثم يكفرهم ليستبيح حقهم الطبيعي والمقدس في الحياه ارهابا وعنفا، والخروج علي القانون وحمل السلاح ضد المجتمع والدوله الوطنيه تحت يافطات التكفير الزائفه هما صنو دمويه ووحشيه تتناقضان جمله وتفصيلا مع مواجهه الاصوات والمجموعات المدافعه عن الحقوق والحريات للاستبداد وللسلطويه بسلميه وعلنيه ودون اغفال لحتميه الحفاظ علي المجتمع والدوله الوطنيه.

المطالبه بالديمقراطيه هي مهمه انسانيه موضوعها اولا هو المواطن الذي نريد له المساواه في الحقوق والحريات دون تمييز ودون افتئات يسببه شر الاستبداد/ السلطويه او شر الارهاب/ العنف ونبحث عن صون كرامته بسياده القانون والعداله الاجتماعيه وبتمكينه من المشاركه الرشيده والحره في اداره الشان العام عبر اليات الاختيار الدوريه ونجتهد لمحاسبه المتورطين في تعريضه للقمع او للقهر او للانتهاكات بادوات العداله الانتقاليه، وموضوعها ثانيا هو المجتمع الذي نسعي لسلمه وانهاء مظالمه وتسامحه وقبول تعدديته الاخلاقيه والقيميه والفكريه فضلا عن تنوعه الديني والمذهبي والعرقي دون تمييز ونعمل بسلميه علي حمايته وحمايه تنظيماته الوسيطه من نزوع الحكم الي الاستبداد/ السلطويه ومن التداعيات المدمره للارهاب/ العنف ونواصل بصبر وتحايل ايجابي انقاذ طاقات التقدم والامل الكامنه به من غلواء التطرف والتوظيف الزائف للدين كمصائر محتومه، وموضوعها ثالثا هو دوله وطنيه نحمل الانتماء لها كهويه جامعه تتجاوز حواجز الهويات الجزئيه ونري موقعها المستحق بين الدول العادله والقويه والملتحقه بمسيره البشريه نحو المزيد من المعرفه والعلم والعقل وندافع عن امنها الذي هو امننا وعن تماسك وفاعليه وشرعيه مؤسساتها واجهزتها بالمطالبه السلميه بالحقوق والحريات وبالعداله الانتقاليه وبالتنميه المستدامه وبتفعيل سياسات العداله الاجتماعيه وبمزيج من الادوات المتنوعه لمواجهه الارهاب/ العنف دون سقوط في فخ تبرير الاستبداد/ السلطويه.

لكل هذا ليس للاصوات وللمجموعات المطالبه بالديمقراطيه في مصر الا ان ترفض كل دعوه الي العنف، وان ترفض كل توظيف زائف للدين لترويج مقولات متهافته تبرره وتبرر التطرف والتمييز، وان ترفض كل مساعي تمرير طغيان المكون الامني علي كل ما عداه حكوميا والمزيد من استخفاف الحكم بقضايا الحقوق والحريات وبالتداعيات الكارثيه للمظالم وللانتهاكات المستمره. فلا تستخفوا بنا!

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل