المحتوى الرئيسى

ديناصورات تعيش بيننا - مصر العربية

11/26 15:50

اقرا ايضا: ديناصور الدوله يعجز عن انجاز مهامه الصيد في حمايه "الكبير" ديناصورات تحيا بيننا (النشاه) المستقبل يمر عبر تحالف المهزومين عام علي رابعه

منذ ان عُزِلت جماعة الأخوان المسلمين عن سده الحكم- بعد عام من حكمها خرج فيه ملايين ممن خرجوا في ثوره 25 يناير، مره اخري  للاطاحه بها ـ  بدات بعض الوجوه المحسوبه علي النظام الاسبق تعاود الظهور، ظنًا منها بان الوقت مناسب لاعاده نظامهم مره اخري! وجعلوا معركتهم مع الثوره. واندفع بعض الثوار للتصدي لهم، والحقيقه ان معركتهم ليست معنا، فمعركتهم مع الزمن!! فهم يريدون اقامه نظام لم يتطور منذ عقود طويله، بل انهم يريدون بعثه في اكثر صوره فسادًا، فاصبحوا:

   تراجعت نسبه الثورات البركانيه ـ لاسباب لم يتم رصدها وتحليلها بشكل كامل حتي الان ـ خلال اواخر العصر الطباشيري، مما جعل حراره الارض تبدا في الانخفاض تدريجيًا، فتؤثر علي طبيعه مناخ الارض وتركيبتها الجيولوجيه. ففي ذروه العصر الوسيط لم يعد هناك جليد في القطبين، وكان مستوي سطح البحر اعلي من مستواه الحالي بمقدار يتروح من 100 الي 250 متر، ومناخ الارض متقارب جدًا، حيث كان الفارق بين الحراره عند القطبين وعند خط الاستواء 25 درجه مئويه فقط. وكانت نسبه ثاني اكسيد الكربون اعلي باثنتي عشره مره من نسبتها الحاليه، ونسبه الاكسوجين حوالي 35% مقارنه بـ 21% الان.

   مرت الديناصورات خلال تلك التطورات، باوقات عصيبه، حيث لم تتمكن من التنفس بشكل يمكنها من البقاء، فاجسادها الضخمه كانت تحتاج الي كميات كبيره من الاكسوجين الذي لم يعد متواجدًا بفعل تلك التغيرات، ومع تغير الطبيعه المناخيه، وعدم قدره الديناصورات علي البحث عن اماكن بديله ـ نتيجه ضخامه الجسم وقله الجهد لقله الاكسوجين ـ اصبح الانقراض هو المصير المحتوم الذي لا مفر منه!

   كذلك اصبح نظام مبارك؛ فضخامه حجم الجهاز الاداري للدوله، جعلت منه عبئًا حقيقيًا علي الخزانه العامه للدوله، وعدم قدره النظام علي تطوير امكانيات العاملين بالجهاز الاداري، جعل منه جهازًا ضخما بلا فائده، سوي اصوات انتخابيه تضمن بقاء النظام، دون رغبه حقيقيه لدي هؤلاء المصوتين/الموظفين في بقائه!

   وتغيرت الظروف الدوليه، كما تغير التوجه السياسي والاقتصادي للدوله دون تطوير الجهاز الاداري ليتواكب مع هذا التطور؛ فالنظام الذي اختار منذ سنوات الانفتاح الاقتصادي بابًا للولوج الي نظام السوق الحره، التي لا دخل للدوله في ادارتها او توجيهها، لم يفطن ان عليه تطوير جهازه الاداري ليواكب هذا التطور؛ فاصبحنا امام دوله تتجه نحو تحرير السوق، وفي ذات الوقت تدير جهازًا اداريًا مهيمنا مركزيًا علي كافه مناحي الحياه. وصار طبيعيا الا يتمكن هذا الجهاز الاداري الضخم، من اداء مهامه الرئيسيه؛ فكان تدهور المؤسسات التعليميه والصحيه والخدميه، وحريق القطارات، وغرق العبارات، وحريق مسارح الدوله بروادها، نتيجه طبيعيه، تعلن فشل النظام في اداره امور الدوله!

    لم تتغير الطبيعه البيولوجيه للديناصورات، وكما لم تفطن الديناصورات الي ان عليها ان تجد سبيلا للتعايش مع الظروف الجديده، لم يع النظام انه يدير الدوله باساليب عفا عليها الزمن، وان هناك فارقًا كبيرًا اصبح يفصل بين التوجه الاقتصادي للدوله، ونظم ادارتها، فاصبح انقراض كل منهما امرًا محتومًا.

القدر يقسو علي القوي عندما يضعف

    وكان القدر لا يريد ان تندثر تلك الكائنات في وقت اطول بفعل الطبيعه، ولا يرغب في ان يتركها تنقرض في سلام، من دون ان تتلقي درسها الاخير: اذا لم تتطور فلا تنتظر ان يرفق القدر بك، بل سينهيك باقصي سرعه ليفسح المجال لغيرك ممن يستطيع المقاومه او التحور.

   فالاندثار المفاجئ للديناصورات قبل 65مليون سنه، فيما عرف بـ"حدث انقراض العصر الطباشيري الثلاثي"، جعل العلماء يبحثون عن السبب الذي عجل بالنهايه، فظهرت نظريه الاصطدام، والتي تتلخص في ان كويكبًا ضخمًا ضرب الارض عند شبه جزيره يوكاتان المكسيكيه وفتك بالكثير من اشكال الحياه. وبالطبع كانت الديناصورات من اوائل المفتوك بهم، في وقت لم تكن فيه تلك الكائنات قادره علي التكيف من الاساس مع تلك الظروف الجديده.

   وكذلك نشا في كنف نظام مبارك جيل جديد؛ عايش ثوره المعلومات، وانتشار وسائط التواصل الاجتماعي حول العام، واي حياه اخري يحياها اقرانه في دول حديثه، لا فرق بينه وبين هؤلاء الاقران سوي في طبيعه الحكم والحكام، واختلط كثيرين منهم بتلك الثقافات اثناء دراستهم في جامعات بالخارج، ووجدوا ان حلمهم بمجتمع عادل، امر يستحقونه ولن يهداوا حتي ينالوه.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل