المحتوى الرئيسى

زلزال استقالة وزير الدفاع يهز «واشنطن»

11/26 10:06

تسبب اعلان وزير الدفاع الامريكي، تشاك هاجل، استقالته امس الاول، في حاله من الجدل في اروقه السياسه الامريكيه، خاصه في ظل الخلاف المحتدم حول السياسات الخارجيه للاداره الامريكيه ومدي فشلها في مواجهه تنظيم «داعش» الارهابي في سوريا والعراق، اضافه الي فشلها في التعامل مع الأزمة السورية وعدد من الازمات الاخري في الشرق الاوسط. وتضاربت الانباء حول السبب الحقيقي وراء استقاله «هاجل»، ففي الوقت الذي اعلن فيه «البنتاجون» ان الاستقاله جاءت بناءً علي رغبه الوزير نفسه، وانه لا علاقه علي الاطلاق باستقالته والحرب ضد تنظيم «داعش»، كشفت مصادر امريكيه عن ان البيت الابيض مارس ضغوطاً علي الوزير الامريكي لدفعه الي الاستقاله.

مؤخراً، ظهر الخلاف علناً في اغسطس الماضي، بعد الانتقادات العلنيه التي وجهها الوزير الامريكي الي البيت الابيض بسبب سوء التعامل مع تهديدات تنظيم «داعش»، خاصه بعد ان مارس «هاجل» ضغوطاً علي الرئيس الأمريكي باراك اوباما لدفعه لاتخاذ خطوات اكثر حزماً ازاء التهديدات الخارجيه التي تواجه الامن القومي الامريكي، وعلي راسها «داعش». وعلي الرغم من خضوع «اوباما» جزئياً للضغوط العسكريه من خلال ارسال قوات اضافيه الي العراق، فان استقاله «هاجل» اثارت شكوك مراقبين وسياسيين امريكيين، بشان ان استقاله «هاجل» تعكس نيه الرئيس الامريكي استعاده السيطره علي سياساته الخارجيه التي وصفتها صحف العالم والمحللون بـ«البطه العرجاء».

صحيفه «نيويورك تايمز» الامريكيه نفت تماماً ان تكون تمت اقاله «هاجل»، مؤكده ان «الوزير الامريكي ناقش مع (اوباما) مستقبله السياسي علي مدار الاسبوعين الماضيين، واتفقا علي ان الوقت قد حان لرحيل وزير الدفاع عن البنتاجون»، لافته في الوقت ذاته الي ان مستشاري «هاجل» اكدوا ان تعيينه جاء لمده 4 سنوات، وان استقالته في الوقت الحالي توحي بان البيت الابيض لديه حساسيه ازاء الانتقادات بشان اخفاق الاداره الامريكيه، فيما يري محللون سياسيون امريكيون ان «اوباما» ضغط علي «هاجل» لتقديم استقالته بعد الخساره الفادحه التي مُني بها حزبه الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي لـ«الكونجرس» الامريكي.

الصحيفه الامريكيه اكدت ايضاً ان رحيل «هاجل» يؤكد بشكل قاطع ان «اوباما» لا ينوي اجراء اي تغييرات وزاريه جوهريه في الوقت الحالي، مشيره الي ان «الرئيس الامريكي يري الان انه انتصر في النهايه لتشديد قبضته علي توجهات الامن القومي الامريكي، خاصه انه ابقي علي مستشاره الامن القومي، سوزان رايس، التي كانت علي خلاف دائم مع (هاجل) بسبب ازمه تنظيم (داعش)». وقالت صحيفه «واشنطن بوست» ان مصادر امريكيه اكدت ان وزير الدفاع الامريكي اُجبر علي الاستقاله بالفعل، واضافت: «هاجل هو احد ضحايا الاداره الامريكيه وفشلها في السياسات الخارجيه، خاصه التي تتعلق بمنطقة الشرق الاوسط».

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، في حوار مع شبكه «سي.ان.ان» الامريكيه، انه «لم يتم اجبار هاجل علي الاستقاله، وانما جاءت بعد محادثات اجراها مع الرئيس الامريكي»، مضيفاً: «لا احد يتوقع تغييراً جذرياً في الاستراتيجيه الامريكيه ضد (داعش) ومنها عدم ارسال قوات بريه لتؤدي مهام قتاليه ضد التنظيم، ولا اتصور اننا سنري مثل هذه الخطوه قريباً».

السيناتور الجمهوري جون ماكين، وجه نقداً لاذعاً لاداره الرئيس الامريكي بسبب استقاله «هاجل»، مؤكداً ان «استقاله وزير الدفاع الامريكي جاءت بعد احباطه الشديد من سياسات الاداره الامريكيه، خاصه ان واشنطن ليس لديها استراتيجيه لمحاربه تنظيم (داعش)، ولا توجد سياسات لحل الازمات العديده التي تواجهها الولايات المتحده في مناطق متفرقه من العالم»، وقال «ماكين»: «هاجل كان رجلاً يتمتع بالكفاءه في شغل هذا المنصب. ومجلس الشيوخ سيركز في اختيار اي خليفه لـ(هاجل) علي اساس الاستراتيجيه التي تتبعها واشنطن لمحاربه تنظيم (داعش)».

مركز «ثينك بروجريس» البحثي الامريكي، قال ان استقاله «هاجل» تشير الي عده امور فيما يتعلق بالسياسات الخارجية الأمريكية، مؤكداً ان مسئولاً بالبيت الابيض اشار الي انه لا مجال للشك في ان «هاجل طُرد من وظيفته»، مضيفاً: «وبعيداً عن (هاجل) نفسه، فان تلك الاستقاله تشير الي تحول في السياسات الدفاعيه الامريكيه، خاصه بعد ان اكدت مصادر في البيت الابيض، ان «هاجل واوباما» اتفقا علي ان العامين المقبلين يتطلبان تركيزاً مختلفاً علي القضايا العالميه عما كان يجري سابقاً.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل