المحتوى الرئيسى

عنف واسع في أميركا بعد تبرئة قاتل الشاب الأسود في فيرغسون

11/26 02:02

تواصلت في مدينه فيرغسون التابعه لولايه ميسوري الاميركيه امس اعمال العنف علي خلفيه لجوء هيئه محلفين عليا لتبرئه ضابط شرطه ابيض قتل بالرصاص فتي اسود اعزل في اغسطس (اب) الماضي. وشهدت المدينه ايضا اغلاق المدارس وخروج الناس في مظاهرات امام المحكمه الواقعه بضاحيه كلاينتون حيث تمت تبرئه ضابط الشرطه.

جاء هذا غداه أعمال شغب شهدتها المدينه تمثلت في احراق مبان وتعرض عناصر من الشرطه الي رصاص كثيف، وبعد نزول الاف الاميركيين في عده مدن بالبلاد من سياتل الي نيويورك مرورا بشيكاغو ولوس انجليس، الي الشوارع للتنديد بـ«العنصريه».

وقالت الشرطه ان 12 مبني علي الاقل في فيرغسون احرقت، ودمر معظمها في موجه الاضطرابات. وقال قائد شرطه مقاطعه سانت لويس، التي تتبعها فيرغسون اداريا، جون بيلمار، انه سمع بنفسه نحو 150 عيارا اطلقت ليل الاثنين - الثلاثاء، وانه تم تسجيل عمليات سلب ونهب واحراق واشتباكات بين المتظاهرين والشرطه. واشار الي ان الشرطه لجات الي القنابل المسيله للدموع لتفريق المتظاهرين، وانها اعتقلت نحو 60 شخصا بتهم تتنوع بين التجمع غير المشروع والاحراق والنهب. وعلي الرغم من عدم ورود تقارير فوريه عن اصابه احد، فان بيلمار قال ان اعمال العنف التي وقعت الليله الماضيه وصباح امس كانت «اسوا كثيرا» من تلك التي اندلعت فور مقتل مايكل براون (18 عاما) في 9 اغسطس الماضي. وبما ان أعمال الشغب استمرت ليلا، فقد طلب حاكم ميسوري جاي نيكسون تعزيزات اضافيه من الحرس الوطني لمساعده الشرطه.

وبعد 3 اشهر من المداولات، اعلن مدعي دائره سانت لويس مساء اول من امس ان الشرطي دارين ويلسون لن توجه اليه التهم بعدما خلصت هيئة المحلفين الي انه تصرف بموجب الدفاع المشروع عن النفس بعد حصول مشاده بينه وبين براون. وقال المدعي روبرت ماكولوخ امام الصحافيين: «ليس هناك شك في ان الشرطي ويلسون تسبب بموت» مايكل براون متحدثا عن «وفاه ماساويه». لكن اعضاء هيئه المحلفين الـ12؛ 9 من البيض و3 من السود، اجروا تحقيقا «كاملا ومعمقا». واضاف: «لقد خلصوا الي انه لا يوجد سبب كاف لاطلاق ملاحقات قضائيه ضد الشرطي ويلسون». وتابع: «واجب هيئه المحلفين هو الفصل بين الوقائع والخيال»، مذكرا بانهم استمعوا الي 60 شاهدا وتفحصوا مئات الصور واستمعوا الي افادات 3 اطباء شرعيين.وقال رجل في احد شوارع فيرغسون: «انه امر قاموا به علي الدوام. انا في الـ63 من العمر؛ لقد شهدت هذه الامور في فتره مارتن لوثر كينغ. لم يتغيروا، ولن يتغيروا ابدا».

من جهتها، قالت بات بايلي، وهي من سكان سانت لويس، انها كانت تتوقع هذا القرار. وقالت: «لقد عشت لفتره كافيه لكي ادرك ان الاميركيين المنحدرين من اصول افريقيه لا يعتبرون كبقيه البشر».

وبعيد اعلان القرار، حث الرئيس الاميركي باراك اوباما وكذلك عائله براون، الحشود علي الهدوء والشرطه الي ابداء «ضبط نفس». وامام البيت الابيض كان هناك متظاهرون يحملون لافتات تطالب بـ«العداله من اجل مايك براون».

وذكر وزير العدل الاميركي اريك هولدر ان التحقيق الفيدرالي مستمر. وقال: «التحقيق مستقل عن التحقيق المحلي منذ البدايه، وسيبقي كذلك»، مؤكدا ان السلطات الفيدراليه تمتنع عن استخلاص «نتائج متسرعه». ودعا الرئيس باراك اوباما من البيت الابيض الي الهدوء، وقال: «نحن امه تقوم علي احترام القانون»، طالبا من كل الذين يطعنون في القرار ان يفعلوا ذلك «بطريقه سلميه»، ومشددا علي ان عائله مايكل براون نفسها دعت الي تفادي كل اعمال عنف. واعربت عائله الشاب براون عن خيبه املها العميقه «لكون قاتل ولدنا لن يتحمل نتائج افعاله»، ولكنها دعت الي الهدوء.

من جهته، عبر مفوض الامم المتحده لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين، في بيان امس، عن تعاطفه مع عائله مايكل براون ومع الامتثال لسياده القانون، الا انه «حث جميع المتظاهرين» علي «تفادي اعمال العنف والتدمير» في اعقاب القرار القضائي. وقال ان «للناس الحق في التعبير عن عدم رضاهم عن قرار هيئه المحلفين، لكن دون ان يتسبب ذلك في ايذاء للاخرين او لممتلكاتهم».

وقد اثار مقتل مايكل براون في اغسطس الماضي الجدل مجددا حول موقف قوات الامن والعلاقات العرقيه في الولايات المتحده بعد 22 عاما علي قضيه رودني كينغ والاضطرابات التي وقعت في لوس انجليس بعد تبرئه 4 شرطيين من البيض صوروا وهم ينهالون بالضرب علي الرجل الاسود. وقد قتل مايكل براون الذي لم يكن مسلحا برصاص دارين ويلسون في احد شوارع فيرغسون في 9 اغسطس الماضي. وقبل 20 دقيقه اظهرت كاميرا مراقبه الشاب وهو يسرق علبه سيجار. وقال شهود انه كان قد رفع يديه حين اطلق الشرطي النار.. لكن بحسب المدعي، فان عده شهود عيان نقضوا هذه الروايه امام هيئه المحلفين. واعلن المدعي ان عناصر التحقيق التي درستها هيئه المحلفين ستنشر بكاملها تقريبا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل