المحتوى الرئيسى

محلل إسرائيلي: شبح عودة الإخوان ينسف اقتراح السيسي - مصر العربية

11/25 22:35

خلص "يارون فريدمان" المحلل الاسرائيلي المعروف الي انه ورغم كون اقتراح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى المتعلق بارسال قوات مصريه لقطاع غزه والضفه الغربية "مغريا" لاسرائيل وسيقضي علي المقاومة الفلسطينية، الا انه سيكون من الصعب علي حكومه نتنياهو مناقشته، طالما لم يترسخ نظام السيسي في مصر، ويستقر بشكل يضمن عدم عوده نظام الاخوان المسلمين للحكم.

واعتبر في مقال بصحيفه "يديعوت أحرونوت" حمل عنوان: حرس حدود مصري بالضفه الغربيه.. مخطط السيسي للسلام" ان الاشراف المصري علي دولة فلسطينيه مستقبليه يعني ادخال قوات مصريه ضخمه بشكل مؤقت الي الضفه الغربيه وقطاع غزه، مشيرا الي ان الحرب علي الارهاب في فلسطين (المقاومه) سيتطلب ادخال الكثير من الجنود المصريين والدبابات والطائرات لفلسطين، لذلك سيبقي الاقتراح معلقا لحين ترسيخ استقرار نظام السيسي وتزايد الثقه بين نظامه وحكومه نتنياهو.

منح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الاولي لاوروبا حوارا للاعلام الايطالي، اقترح فيه اقتراحا بعيد المدي وينطوي علي دلالات كبيره لعمليه السلام: ارسال قوات مصريه للاشراف علي تنفيذ اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

يمكن ان نفترض ان كل اسرائيلي يرتدع عندما يسمي عباره "ارساله قوات عسكريه لفلسطين"، مع كل المفاهيم السلبيه التي تنبع منها ( حرب الاستقلال ( نكبه 48)، حرب الايام السته ( يونيو 67 )وحرب يوم الغفران ( اكتوبر 73)، فهل يدور الحديث الان عن "هجمه سلام"؟ هل المبادره المصريه جاده وتستوجب النقاش؟.

في نهايه سنوات الـ80 حاول شمعون بيريس كوزير خارجيه تبني فكره" الخيار الاردني"- حكم الاردن للضفه الغربيه مقابل السلام الكامل معه. اُلغي الاقتراح مع اندلاع الانتفاضه الاولي. الاقتراح المصري الحالي هو بالفعل بمثابه" خيار مصري". فسوف تنشر مصر مؤقتا قوات اشراف للسلطه الفلسطينيه في الضفه وقطاع غزه.

اوضح السيسي ان الوجود المصري لن يكون "ابديا" بل بالتنسيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس السلطة الفلسطينية، لحين التاكد من تنفيذ اتفاق السلام الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين. فكره الاشراف المصري من شانها ان تحل محل اقتراح سابق حول نشر مراقبين دوليين من قبل الامم المتحده، وهي الفكره التي لم تتحمس لها الحكومه الاسرائيليه بصدق.

نشر قوات مصريه في قطاع غزه سوف يعيد الوضع لما كان عليه عام 1967 بالضبط مثل" الخيار الاردني" بالضفه الغربيه. لكن يدور الحديث الان عن قوات مصريه في كل اراضي السلطه ( فلسطين). السؤال من وجهه نظر اسرائيل هو: هل من الصحه بحال دراسه هذا المقترح؟ وما هي دلاله وجود عسكري مصري علي بعد دقائق معدوده من المدن الاسرائيليه؟.

لدي تدقيقنا في اقتراح السيسي، سوف يتوجب علينا تتبع سياساته منذ وصوله للحكم، او بكلمات اخري- الي اين يتجه؟ يزعم الرئيس السيسي انه يطمح لقياده مصر للقرن الـ21 وحل مشكلتها الاقتصاديه. العائق الرئيس هو الاستغلال السافر الذي مورس من قبل التنظيمات الارهابيه الاسلاميه لثوره 25 يناير المصريه بغيه السيطره علي الدوله.

علي حد زعم قاده الجيش المصري، فان نظام "الاخوان المسلمين" دمر اقتصاد مصر، وزاد من ازمه الجوع لدي مواطنيها وتسبب في هروب السياح.سعي السيسي منذ وصوله للحكم عبر انقلاب عسكري في يونيو 2013 واسقاط نظام محمد مرسي، الي اعاده السلطه للجيش وتصفيه حركه" الاخوان المسلمين" بشكل كلي. وقد حظي في حملته علي تاييد سكان المدن، والطبقه الوسطي، والعلمانيين، والصحف الكبري ( مثل الاهرام)، بل حتي مؤسسه الازهر التي تمثل السلطه العليا في الاسلام السني.

يتعامل نظام السيسي مع حركه" الاخوان المسلمين" كتنظيم ارهابي بكل ما تحمل الكلمه من معان، ويظهر القليل جدا من التسامح حيال ناشطيها مقارنه بنظام حسني مبارك. هذا التعامل تسرب الي حلفاء مصر. علي سبيل المثال، شبكه "العربيه" السعوديه تطلق الان علي الحركه اسم "تنظيم الاخوان المسلمين الارهابي". الاردن لم يتعامل بهذا النهج وحظيت حركه" الاخوان المسلمين" في المملكه بشرعيه طالما لم تهدد القصر الملكي، لكن اليوم تفيد التقارير بانه نفذ مؤخرًا اعتقالات لشخصيات بارزه في "الاخوان المسلمين" علي خلفيه الاضرار بمصالح المملكه.

وسع السيسي قانون الارهاب، خلال عام من توليه منصب قياده الجيش وبعد ذلك منصب الرئيس. لا يفرق النظام المصري الان بين" الاخوان المسلمين" والقاعده والدوله الاسلاميه( داعش) وحماس في غزه- فكلهم وجوه لعمله واحده.

يقود السيسي حرب شامله ضد التنظيمات الارهابيه بسيناء وعلي راسها" انصار بيت المقدس". اغلق الجيش المصري المعابر بين قطاع غزه وشبه الجزيره، اخلي سكان رفح المصريه وحال دون وصول الارهابيين للوقود والمياه. الان تخوض قوات عسكريه كبيره معارك ضد الجهاديين في المنطقه كلها. كل الوسائل مشروعه للقضاء علي الارهاب- التصفيات، والتفجيرات، والسجن المؤبد والاعدامات.

يحظي السيسي في حربه بدعم واسه من الدول الغربية ( اوروبا والولايات المتحده) ودول المحور السني المعتدل( السعوديه والامارات). وتهدف سياسات الرئيس لتطهير مصر وسيناء من افه الارهاب دون تهاون.

اوجدت السياسات المصريه الجديده ازاء حماس ازمه كبيره داخل التنظيم بقطاع غزه. يمكن تلمس الدليل علي ذلك خلال عمليه "الجرف الصامد" عندما ابدت حماس استياء من محاوله الوساطه المصريه. بالنسبه لمصر فان حماس فرع لـ"الاخوان المسلمين"، وبذلك فانها تشكل البقايا الاخيره للنظام السابق الذي اسقطه السيسي عبر الانقلاب.

تتهم مصر حماس دائما بمساعده التنظيمات الارهابيه العامله بشمال سيناء وبتهريب السلاح عبر انفاق الارهاب من غزه لسيناء. كذلك يشك النظام المصري في ان تركيا وقطر تساعدان حماس بهدف زعزعه الاستقرار بسيناء. وتتهم الصحف المصريه تركيا بالسماح لنشطاء "الاخوان المسلمين" علي اراضيها بتشجيع التظاهرات الضخمه من خلال شبكه الفيس بوك بعد صلاه جمعه 28 نوفمبر الجاري. وكرد فعل، اتخذ الجيش خطوات غير مسبوقه لصد التظاهرات، بما في ذلك نشر الجنود بالعاصمه القاهره، بالقرب من المنشات والمؤسسات الهامه، واستخدام الطائرات بدون طيار وتشكيل غرفه عمليات خاصه.

انكر النظام المصري التقارير الاسرائيليه حول اقتراح مصري بانشاء دوله فلسطينيه في غزه وشمال سيناء. التفسير الذي قدمته شخصيات بارزه في النظام هو ان مصدر الاقتراح كان نظام مرسي السابق الذي خطط لتوسيع مجال حكم حماس الي شبه جزيره سيناء. من وجهه نظرهم لم يرسل المصريون ابنائهم للموت من اجل حماس بل من اجل" اعاده سيناء للشعب المصري".

يتعهد السيسي بقياده مصر الي الامام للقرن الـ 21 بعكس" الاخوان المسلمين" المعنيين باعادتها للعصور الوسطي. في الشهور الاخيره تبني السيسي مشروعات عملاقه، مثل توسيع قناه السويس واقامه صوامع غذاء عالميه بدمياط. تتحدث الصحف المصريه عن اليوم الذي يلي تصفيه الارهاب بسيناء-استخلاص المواد الخام من ارض سيناء، ليس فقط النفط، بل ايضًا انواع غاليه من الرخام.

يقوم السيسي بجولات في العالم لحشد المال والتاييد السياسي. التوقف الامريكي المؤقت عن تزويد مصر بالسلاح بعد الانقلاب اثار الكثير من الشكوك داخل اروقه النظام. الان تمتنع مصر عن الاعتماد علي اقتصاد دوله واحده وتجتهد لتوطيد العلاقات مع اكبر عدد ممكن من الدول- الدول الاوروبيه وروسيا والهند والصين ومؤخرا ايضًا كوريا الجنوبيه.

يختلف الرئيس السيسي عن سابقيه ويتطلب تعاملا مختلفا. فهو ليس معاديا لاسرائيل كسابقه مرسي ولا يقدس الوضع الراهن مثل مبارك. لكنه رئيس نشط بالمفهوم الايجابي، يقلق بالطبع علي المصلحه المصريه وليس الاسرائيليه، لكن المصالح مشتركه بشكل كبير، سواء علي الساحه الامنيه او الاقتصاديه.

يفكر السيسي بعمق يليق بزعيم اقوي دولة عربية- فيدعو الغرب للانضمام للحرب علي الارهاب في ليبيا، التي يتوقع ان تصبح القاعده التاليه لداعش بعد العراق وسوريا، هو مهتم ايضًا بالمساعده في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ليس هناك شك في ان اشراف الجيش المصري علي اراض السلطه وغزه يمثل كابوسا بالنسبه لحماس، لان المصريين لن يتعاملوا مع اعضاء التنظيم بلطف. حل السيسي يزيل علي ما يبدو العائق الاساسي امام عمليه السلام، الذي ادي في السابق الي فشل عمليه اوسلو- وهو الارهاب الاسلامي الذي لا يتوقف. لكن بالفعل يحوي الاقتراح في طياته خطرا كبيرا. يمكن ان ينشا وضع يسيطر فيه الجيش المصري علي مناطق فلسطينيه حتي نابلس في الشمال، وهو ما لم تنجح مصر في تحقيقه في كل الحروب التي خاضتها ضد اسرائيل.

في العام الماضي دخلت الكثير من القوات المصريه"بشكل مؤقت" الي سيناء لقتال الارهاب، بما يخالف معاهدات السلام. الاشراف المصري سوف يسمح بدخول قوات مصريه "بشكل مؤقت" الي غزه والضفه الغربيه، تماما كما حدث بسيناء، وتتطلب الحرب علي الارهاب دخول الكثير من الجنود، والدبابات والطائرات "فلسطين".

يمر الشرق الاوسط الان بتغيرات بعيده المدي. نتمني ان يصمد نظام السيسي وينجح في تحقيق اهدافه. لكن طالما لم تستقر مصر ويتم التاكد ان نظام" الاخوان المسلمين" لن يعود، وطالما لم تترسخ الثقه بشكل افضل بين حكومه السيسي الناشئه واسرائيل، سيكون من الصعب علي الحكومه مناقشه الاقتراح، رغم كل مميزاته.

الدكتور يارون فريدمان، محلل يديعوت احرونوت لشؤون العالم العربي، خريج جامعه سوربون في باريس، واستاذ الشؤون الاسلاميه في قسم الدراسات الانسانيه في التخنيون وفي جامعه الجليل ومدرس اللغه العربيه في التخنيون وفي قسم تاريخ الشرق الاوسط بحيفا. صدر له بالانجليزيه كتاب "العلويون- تاريخ ودين وهويه" عام 2010.

دراسه اسرائيليه: المنطقه العازله بسيناء.. اضرار تفوق الفائده

رئيس الاستخبارات الاسرائيليه السابق: لا نخشي جيوش العرب

حقوقي: اهل سيناء اكثر من يمارَس ضدهم التمييز

اسرائيليون للسيسي: فلتحمِ سيناء اولا

يديعوت: السيسي يشدد الحصار علي غزه واسرائيل تخففه

شرابي: السيسي اعترف بتهجير اهالي سيناء لصالح اسرائيل

فيديو..السيسي نسعي لتعويض اهالي سيناء في نفس المنطقه

فيديو..السيسي: لن نسمح بالهجوم علي اسرائيل من سيناء

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل