المحتوى الرئيسى

رحيل الشاعر الكبير شاكر السماوي في مغتربه السويدي

11/25 16:22

بغداد: رحل الشاعر العراقي الكبير شاكر السماوي فجر يوم الثلاثاء في احد مستشفيات السويد، بعد تعرضه الي جلطة دماغية عن عمر 78 عاما، والشاعر من مجددي القصيده الشعبيه فضلا عن كونه من كتاب المسرح المميزين.

   تلقت الاوساط الثقافيه العراقيه نبا رحيل الشاعر شاكر السماوي ببالغ الحزن والاسف لانه مات غريبا في منفاه الاضطراري ومغتربه راكبا القافله التي ركبها قبله الكثير من ادباء العراق الذين ماتوا في الغربه ودفنوا في ارض البلدان التي امنتهم من الخوف ووجدوا فيها ملاذهم الامن، ويعد شاكر السماوي واحد من اعمده القصيده الشعبيه في العراق مع زملائه عريان السيد خلف وكاظم اسماعيل الكاطع ومظفر النواب فيما تؤكد الاعمإل آلمسرحيه التي كتبها انها ما زالت تشير الي تميزه في مجال الكتابه المسرحيه.

     والراحل شاكر السماوي كاتب مسرحي وشاعر شعبي عراقي ولد عام 1936 في محافظه السماوه في العراق، علي غير ما ذهب اليه البعض من انه ولد في السماوه وحمل اسمها لقبا لها، وقد جاء ذلك علي لسانه: (كنت ابلغ من العمر اربع الي خمس سنوات حيث كان اهلي يقطنون قريه " الرميثه " شمال مدينه السماوه، وانتقلنا الي مدينه الديوانيه.. وبذا كنت قد قضيت طفولتي في منطقه قد سُميت " العارضيات " حيث جدتي لوالدي تقرب الي شعلان ابو الجون شيخ عشيره " بني احجيم "، والذي قاد ثوره العشرين في 1920).

    اسمه الكامل هو شاكر عبد سماوي ومنه اشتق لقبه السماوي،شقيقاه هما الشاعر عزيز السماوي والدكتور سعدي السماوي وقد مثلا معه ثالوثاً ثقافياً مشعاً منذ اوائل الستينات من القرن الماضي والعقود المتتاليه، وابنه هو المسرحي طلعت السماوي المتخصص بالرقص التعبيري،اكمل الراحل في الديوانيه دراسته الابتدائيه والاعداديه والثانويه حيث فصل منها، فاضطر الي الهجره الي بغداد 1954 حيث تفرغ للعمل الحزبي،وقد انضم الي الحزب الشيوعي العراقي وصار من القياديين البارزين فيه فيما بعد، مما سبب له الكثير من المشاكل وادي به الي الارتحال الي سوريه لمده من الزمن، وقد عاش قبل ارتحاله عذابات كثيره، كما جاء علي لسانه (وراح التشرد والسجون يتقاذفانني الي ان حررتني منهما ثوره 14 تموز 1958 بعد انتصارها بسبعه ايام حينها كنت اقضي فتره الحكم علي بالابعاد لعامين بمدينه الناصريه)،السماوي اكمل دراسته في دار المعلمين العاليه المسائيه (كليه التربيه) في بغداد مع اخيه الشاعر عزيز السماوي.

    في سنه 1966 هاجر شاكر السماوي الهجره الصغري وشد الرحال باتجاه بغداد واكمل دراسته الجامعيه البكالوريوس في قسم اللغه الانكليزيه ولكي يسد متطلبات الحياه الصعبه فقد مارس العمل الصحفي الي جانب التدريس الثانوي، وفي بغداد اصدر ديوانه الاول (احجايه جرح 1970)،فكان صدوره،كما يؤكد مجايلوه، مرحله جديده في القصيده الشعبيه الجديده محققا مبيعات كبيره قياسا الي مكتبه الشعر الشعبي،ثم اصدر (رسايل من باجر) وقد اشار الاخرون من خلاله ان تيار شاكر السماوي كاسحا لايجاريه سوي تيار شقيقه الاروع الشاعر الكبير عزيز السماوي،ثم توالت الدواوين المطبوعه مثل:نشيد الناس،نعم انا يساري،تقاسيم والعشكَ والموت وابنادم.

للراحل ايضا كتابان في الفكر هما: اللاديمقراطيه عربياً، مقامات الغضب والالواح الضوئيه.

       ويشير الراحل الي ان بدايته مع المسرح تعود الي عام 1958 حيث قدم مسرحيته (خبز وكرامه) علي مسرح الديوانيه ومسرحيه (بشري الثوره) عام 1959 ومسرحيه (بقايا تحتضر) عام 1960 وقد منع عرضها بعد اجازتها، الا ان الاطلاله الحيّه في تجربته المسرحيه تعود الي عام 1971 حيث قدمت له (فرقه المسرح القومي العراقي) مسرحيه (صوت النخل) وهي تاليف مشترك مع الفنان (طه سالم) ثم مسرحيه (رقصه الاقنعه) عام 1979 علي مسرح بغداد (فرقه المسرح الشعبي) التي قال عنها الدكتور علي جواد الطاهر في مقاله نقديه:(لو كان بيدي امر لالقيت بالمؤلف في مسارح العالم لينهل التجارب من ينابيعها حين ذاك سيجني البلد ثمره ناضجه من شجره ناضجه، اذ لا يتهيا لنا شاكر السماوي في كل حين)، وقد غادر الشاعر العراق الي منفاه الاضطراري والمسرحيه ما زالت تعرض علي خشبه المسرح .

    كان الراحل السماوي متوجسا من الاوضاع السياسيه والامنيه في العراق فهاجر الي الجزائر حيث عمل فيها مدرسا منذ 1979 وبقي فيها اربع سنوات، لكنه غادر  الجزائر في 1983 متوجها الي سوريه ولبث فيها وهو لا يعرف الي اين ستمضي به اقداره حتي جاءته موافقه دوله السويد علي الاقامه فيها كان ذلك 1989، وهناك انضم كعضو في الاتحاد السويدي عام 1990 وصار عضو اتحاد المسرحيين السويدي عام 1993 واصبح في فتره عضو الهيئه الاداريه لاتحاد الكتاب الاجانب. وقام المستشرق الفنلندي نينو بيتر فايسن الاستاذ في جامعه يوتوبوري باعداد دراسات واسعه عن شعره.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل