المحتوى الرئيسى

(1) الإهمال جريمة لا تلقى اهتمام أجهزة الرقابة

11/24 00:31

فرق علماء الاجتماع والفقه الجنائي بين الجرائم التي تقع علي الاشخاص العامه والاموال العامه، وتلك التي تقع علي الاشخاص الخاصه والاموال الخاصه، ووضع المشرع لكل منهما الجزاء الرادع.

بيد ان هناك جريمه مشتركه تقع عليهما معا، ولم تنل حظها من الاهتمام او الردع رغم شيوعها في المجتمع المصري بشكل جعل مواجهتها اصبح امرا ضروريا بل مفروضا، تلك هي جريمه الاهمال، ونتائجها المؤكده هي اهدار الموارد الماليه والاقتصاديه والبشريه في الدوله.

فالاهمال لم يوجد فقط في حادث البحيره، الذي راح ضحيته ثمانيه عشر طالبا من مدرسه الاورمان بالاسكندريه، مع اصابه الاخرين، ولكنه كان موجودا  في محافظات اخري، متخفيا تحت بوابه المدرسه، او وراء زجاج احد الشبابيك، او حتي داخل ساندوتش التغذيه باحدي المدارس .

والخلاصه ان حوادث الاهمال تمر علينا دون ان نتعظ منها، او نعتبربها، ولو كنا كذلك لهدانا الله الي محاربه الاهمال منذ حادث قطار الصعيد 2002، او حادث حريق جراج اتوبيس النقل العام بالسيده زينب 2003، او حادث قصر ثقافه بني سويف 2005، او غرق العباره المصريه ( السلام 1998) 2006 ، وغيرها بالمستشفيات،او تحت انقاض العمارات...الخ، الامر الذي جعل مصر تحتل المرتبه الاولي عالميا في حوادث الطرق والاهمال، ولو كنا نعتبر لقرا المسؤلون بالدوله الحكم التاريخي لقضاء مصر الشامخ بجلسه 29/9/2002 في قضيه قطار الصعيد رقم 832 المتجه من القاهره الي اسوان، حيث جاء بحيثيات هذا الحكم بالصفحات من 50 : 63 ما نصه الاتي :-

- اقر الجميع ( من سئلوا بهيئه السكه الحديد) ان هذه الصيانه كانت شكليه وغير فعاله، وعلي هذا جري العمل من قديم ... وهو امر طبيعي ونتاج حقيقي لنظام واسلوب العمل في الهيئه، فلا الماده اللازمه لملئ الطفايات موجوده، ولا اعتمادات اومواصفات لشراء لوازم الصيانه لهذه الطفايات، ولا الفوضي تسمح بالصيانه ( الركوب من الغاطس وهو مكان الصيانه) فهل من المنطق والعدل ان تساير المحكمه النيابة العامة في الامساك بتلابيب هؤلاء المتهمين، الضحايا في نفس الوقت.

- وحيث ان المحكمه في ظل ما جري، وعلي ضوء ما انتهت اليه من تحقيقات، واوردته في اسبابها، تري لزاما عليها التنويه الي : ان العداله وساحات القضاء ملت من هذا الاسلوب الهزيل والمسرحيات الهزليه، والتي يحملها المسؤلين من وقت لاخر الي ساحات العداله لتبرير سلبيات الاداء وفشل القيادات التي تضعها الدوله علي راس هذه المرافق التي تخدم جمهور المواطنين... ان لهذا المسلسل المهين ان ينتهي.

- فالواقعه الماثله تنطق بالسلبيه، وعدم الاحترام لعقل الرأي العام عن اسباب الحادث وتداعياته، وابسطها الاهمال والتسيب الذي استشري في كل المرافق التي تخدم الجمهور...

- كما تقول المحكمه في مناسبه احتواء عربات القطار علي ثلاثه اضعاف او اربعه اضعاف طاقتها000 كيف لا والهيئه اعدت هذا القطار لكي يكون نعشا للضحايا من الفقراء المعدمين، وارادت ان تجعلهم الفداء الذي تقدمه تقربا الي الله في عيد الاضحي ( كان الحادث قبل عيد الاضحي بيومين ) فتكفر بهم عن سيئاتها في حق المواطنين جميعا .

- فقد ملت العداله ودور القضاء من هذا الاسلوب، ياتون بالصغار الكادحين، ومن لا درايه او قدارت لهم ليقفوا خلف القضبان سجناء الظلم والقهر، والمسؤل الحقيقي طليق، ينعم بالراتب الذي يصل الي عشرات الالاف من الجنيهات شهريا او اكثر، ويجلس علي المقاعد الوتيره في المكاتب المكيفه لا يساله احد، ولا يعكر صفو مزاجه سلطه تحقيق، او جهاز رقابي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل