المحتوى الرئيسى

الحسابات الخفية للمصالحة القطرية!

11/23 23:47

مصر لا تغرد خارج السرب، ولكنها ايضاً لا تامن مكر الذئاب.. هذا بكل بساطه ما يمكن ان يكون تلخيصاً لموقف مصر تجاه مبادره الصلح الخليجيه، فبالطبع الاداره السياسيه المصريه مع لم الشمل العربي وتباركه، ولكنها تقرا ما بين السطور، فاغصان الزيتون لا تحمل بين شفتي العنقاء، والتاريخ

لا تكتب سطوره بحسن النوايا، وانا مع ما يتردد بين اروقه السياسيين وحتي العامه من قائمه شروط مصريه تحقيقها بمثابه الخطوه الاولي للموافقه المصريه علي التصالح مع قطر، وبالطبع سيكون علي راسها الاعتراف بثوره 30 يونيه، فمن المستحيل التعامل مع دوله تعتقد ان من حقها التدخل في الشان المصري وتلوي الحقائق، وتثير البلبله بنشر الاكاذيب بان ما حدث هو انقلاب، فمن غير المعقول ان تكون هناك علاقه بين القياده السياسيه المصريه والقطريه، وهم يصرون علي ان المعزول محمد مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد، بالطبع هذا سيتطلب ايقاف بوق الزيف القطري المسمي الجزيره، ولكن السؤال الان: وهل الجزيره هي البوق الاعلامي الوحيد ضد مصر.. وما موقع تليفزيون الشرق من الاعراب؟

وهو الاداه الاعلاميه الجديده التي صوبت بها قطر سهامها ضد مصر.. هل ندفن رؤوسنا في الرمل ويامن الحمل مكر الذئب، وهل ستوافق قطر راعيه الجماعه الارهابيه علي تسليم المطلوبين امنياً من قيادات الاخوان المقيمين في الدوحه، والمتورطين في ارتكاب العنف والتحريض علي الدوله، ووقف الدعم القطري للاخوان، او اي من المنظمات والجماعات المواليه للتنظيم، مع العلم ان الدعم القطري ممتد للعديد من القنوات الفضائيه وعدد من الاعلاميين للهجوم علي مصر، ولا يقف هذا علي التواجد داخل قطر بل ان هناك داخل مصر من هو بمثابه الطابور الخامس، واعتقد انه سيجيء الوقت الذي تسقط فيه ورقه التوت الاخيره عن هؤلاء الخونه، ويعرف المصريون من لعبوا وتامروا ضد مصر تحت مظله الدعم القطري.

وفي الوقت نفسه كلنا يعلم ان قطر تنفذ الاجنده التي تملي عليها وانها مجرد اداه في يد الصهيونيه العالميه، وان القرار القطري ياتي مباشره  من واشنطن، واذا عرف السبب بطل العجب لماذا تدفع امريكا بكل قوتها سفينه الصلح لتسير في اتجاه اتحاد الخليج، وعوده العلاقات المصريه القطريه، والسبب الاول هو تضييق الخناق حول ايران، بان تحيطها بمجموعه دول متحده وتلعب ضد الخطر الايراني، ففي الوقت الذي نري فيه اخباراً عن التقارب الامريكي الايراني، الا ان هذا يتبعه تامين امريكا لنفسها بان تجعل ايران دائماً في حاله تخوف من جيرانها واتحادهم، فاذا كان هناك تقاطع للمصالح بين ايران والولايات المتحده فيما يتعلق بالسياسه المستقبليه تجاه الشرق الاوسط، ومن اولوياته ارباك حليف ايران التقليدي، روسيا، الذي بدا واضحاً منذ المباحثات بين مجموعه 5+1 وايران التي استضافتها جنيف، الي جانب ان امريكا تحتاج لايران علي عده محاور، من اهمها الوضع في افغانستان بعد الانسحاب الكامل للقوات الدوليه من الاراضي الافغانيه، وتحتاج لخدمات ايران فيما يتعلق بالوضع الامني والسياسي علي الاراضي العراقيه والازمه السوريه، بحكم التحالف القوي بين طهران ودمشق، الا ان هذه الخدمات  لا تعني مساعده امريكا لايران للخروج من عنق الزجاجه التي تمر بها ايران علي المستويين السياسي والاقتصادي.. فالغرب يدرك جيداً انه يجب استنزافها دائماً لمساومتها، ويتحين الفرصه بين الحين والاخر للقضاء عليها، وكلمه السر هنا هي المصالحه الخليجيه!.. التي هي بدورها ضد الصين لكونها حليفاً اخر لايران، وفي الوقت ذاته تعتبر علاقتها مع الولايات المتحده ليست في افضل حالتها ومنافساً قوياً، وقوه صاعده بسرعه الصاروخ تحسب لها واشنطن كثيراً، كما ان بكين لاعب اساسي في ميزان القوي العالميه، وهي كما نعلم جميعًا تعتمد علي القوه الناعمه، الاقتصاد، لبسط نفوذها في كل الاتجاهات، وتعمل دون ضوضاء اعلاميه ومتحفظه جداً في تصريحاتها فيما يتعلق بالصراعات السياسيه الدوليه الي التحالف مع الدول الخليجيه التي تملك قوه اقتصاديه كبيره، وتشهد ثوره عمرانيه ومشاريع استثماريه مغريه يتناغم مع تطلعاتها واهدافها الاستراتيجيه، خاصه في ظل ما نشهده من ازمه الديون الخانقه التي تمر بها الولايات المتحده.

اما الهدف الرئيسي فيكمن ان امريكا بعد ان فشلت في حصد ثمار الربيع العربي، قررت تحقيق احلامها من خلال تغذيه الصراع السني الشيعي، بين ايران  مع العلويين والحوثيين والعراق ممن تعتبرهم حماه المذهب الشيعي وتقابلها دول الخليج السنيه، فامريكا لن تتصرف بغباء وتضرب «ايران» او تسمح لاسرائيل بذلك لتضعفه لحساب الاخر ليستقوي ويتفرغ هذا الاخر للعداء لامريكا، ولكنها سترعي العداء بينهما لتناي بنفسها بعيداً عن الدائره الملتهبه حالياً.

ان امريكا تلعب بنظريه خصمين عرقيين (عرب مقابل فرس) وطائفيين (سنّه مقابل شيعه) وقوّتين جيوسياسيتين تتنافسان علي السلطه والنفوذ في كل انحاء الخليج وبلاد الشام والاراضي الفلسطينيه والعراق.. الذي يخرج منهما منتصراً يكون لامريكا شان معه في المستقبل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل