قابوس بن سعيد.. سلطان من الزمان

لم يكن الطريق ممهدا امامه للوصول للحكم، بسبب ثوره الشيوعيين ضد والده في الستينيات، لكن مع الوقت ثبّت السلطان قابوس اركان حكمه في عمان منذ عام 1970 وحتي الان.

ينحدر السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، من العائله البوسعيديه التي حكمت عمان لاكثر من مائتين وستين عاما، وهو الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور، ومع ذلك لم يات وريثا للحكم، لان الماده السادسه من الدستور العماني تنص علي ان مجلس العائلة المالكة يختار سلطان للبلاد خلال ثلاثه ايام من شغور منصب السلطان، ولد في 18 نوفمبر 1940، وتلقي دروس المرحله الابتدائيه والثانويه في صلاله، وفي سبتمبر من عام 1958 ارسله والده الي بريطانيا حيث واصل تعليمه في احدي المدارس الخاصة، ثم التحق في عام 1960 بأكاديميه ساندهيرست العسكريه الملكيه، حيث امضي فيها عامين، وهي المده المقرره للتدريب، درس خلالها العلوم العسكريه وتخرج فيها برتبه ملازم ثان، ثم انضم الي احدي الكتائب العامله في المانيا الاتحاديه انذاك، لمده سته اشهر مارس خلالها العمل العسكري.

بعدها عاد الي بريطانيا حيث تلقي تدريبا في اسلوب الاداره في الحكومه المحليه هناك، واكمل دورات تخصصيه في شؤون الاداره وتنظيم الدوله. ثم هيا له والده الفرصه التي شكلت جزءاً من اتجاهه بعد ذلك، فقام بجوله حول العالم استغرقت ثلاثه اشهر، زار خلالها العديد من دول العالم، عاد بعدها الي البلاد عام 1964، حيث اقام في مدينه صلاله.

في منتصف ستينيات القرن الماضي، قام الشيوعيون بثوره ضد العائله الحاكمه، وبعد خمس سنوات من الحراك المعارض لوالد قابوس، كادت الثوره تنجح، وعليه تدخل السلطان قابوس، وقام بتسلم السلطه من الوالد في 23 يوليو / تموز عام 1970، وسمي بيوم النهضه المبارك، وخرج الاب من دائره الحكم

في نهايه عام 1975، قضي السلطان قابوس علي ثوره ظفار التي قام بها الشيوعيون، وبدات مرحله بناء الدوله، ففي عام 1977 اجرت صحيفه مفترق التركيه حوارا معه، اكد من خلالها ان بعد انتهاء التمرد في المنطقه الجنوبيه فان الاولويات الوطنيه تتمثل في التنميه الاجتماعيه والاقتصاديه، وشدد علي اعطاء اولويه الاهتمام بالشباب.

وبعد 6 سنوات علي ذلك الحوار، تم تاسيس وزاره لرعايه لشباب، وبدات ملامح الحياه العصريه تتضح في السلطنه في بناء المستشفيات والمدارس والطرق الممهده، وتحول يوم تولي السلطان قابوس الحكم، يوما لنهضه عمانيه حديثه غيرت وجه الحياه في السلطنه.

اهتم السلطان قابوس بالبيئه، وخصص جائزه عالميه بترحيب من منظمه اليونسكو لحمايه البيئه، عام 1989، وحرص علي اثراء الحياه الثقافيه بموسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية عام 1985، شملت نحو 7 ملايين اسم عربي عن طريق استخدام احدث الوسائل العلميه والاحصائيه.

اعتاد السلطان قابوس سنويا علي القيام برحله شتويه في ارجاء السلطنه، وياخذ معه الوزراء متنقلا من قريه الي اخري ليتفقد احوال الشعب، وكان يقيم في الخيام التي تنصب خصيصا لرحلته البريه.