المحتوى الرئيسى

من كليوباترا إلى زينب مهدي.. كيف تنتحر النساء؟

11/17 21:08

يبدو فعلُ الانتحار، مثل "لا" كبيره وحاسمه، في وجه العديد من الاشياء: الناس والابويه والامل والمستقبل والحلول الوسط واوضاع الدنيا المقلوبه والحب والكره والمزايدات والخوف والفشل والنجاح علي حد سواء. وعندما يقولها احدٌ، فلا سبيل للتراجع عنها، او استئنافها، فهو طريق ذو اتجاه واحد، وتذكره ذهاب بلا عوده.

ومع ان الفعلَ واحدٌ، فانّ النساء عندما ينتحرن، يُوجعن اكثر من الرجال، ويطرحن علامات استفهام اكبر. لان طبيعتهن ضد العنف والحلول الحاسمه لهذه الدرجه.

ومؤخّرا، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بخبر انتحار الناشطه زينب مهدي، خاصه مع اختيارها "الشنق" وسيله لتنفيذ هروبها الاخير من دنيا لم تعد تلائمها، او توفّر لها الحد الأدنى من الشعور بالامان والانسانيه. وبقدر مظاهر الحزن والصدمه التي بدت علي الجميع، تساءل بعضهم: لماذا الشنق؟ اليست وسيله "ذكوريه" اكثر؟ الا يحمل هذا شبهه ان تكون تصفيه وليس انتحارا؟ ما دفعنا لتتبع مسيره النساء مع الانتحار، منذ اقدم العصور، في محاوله لمعرفه كيف تنتحر النساء؟

ابنه بطليموس الثاني عشر، الذي خلفته علي عرش مصر عام 51 ق.م، مع اخيها بطليموس الثالث عشر. كانت فاتنه عصرها، ووقع في غرامها مشاهير الرجال.

طردها اخوها من مصر، في فتره الحمايه الرومانيه، فتحايلت لمقابله يوليوس قيصر، واسرته بذكائها وانوثتها، وطلبت منه مساعدتها في استعاده ملكها، فحقّق لها ما ارادت.

وفي سنه 40 ق.م، كانت مملكتها جزءا من نصيب الامبراطور ماركوس انطونيوس، بعد ان اقتسم العالم الروماني مع اوكتافيوس وليبيدوس، اثر مصـرع قيصر، واحب انطونيوس كليوباترا، واندفع معها في غرام مجنون، كلّفه فقدان مكانته في روما، وصولا لانتحاره اثر هزيمته علي يد اوكتافيوس، في معركه اكتيوم سنه 31 ق.م، فلما سمعت كليوباترا بالنبا، انتحـرت هي الاخري، ويقال انها استخدمت في ذلك افعي سامه، اغرتها بلدغها.

اديبه انجليزيه، ولدت في 25 من يناير 1882، اشتهرت برواياتها ذات الحس الانساني، واستخدام تكنيك "تيار الوعي"، ومن اعمالها: السيده دالواي، الامواج، اورلاندو، بين الفصول. وتعد واحده من اهم الرموز الادبيه في القرن العشرين.

كانت تعاني اضطرابا نفسيا، يجعلها تعيش في عالم خاص من صنعها، وكثيرا ما مرت بفترات اكتئاب طويله. اخرها ما اصيبت به بعد انتهائها من روايتها "بين الاعمال".

زادت حالتها سوءا، بعد اندلاع الحرب العالميه الثانيه، وتدمير منزلها في لندن، والاستقبال الباهت للسيره الذاتيه التي كتبتها لصديقها الراحل روجر فراي، حتي اصبحت عاجزه عن الكتابه. واتي مشهد النهايه في 28 من مارس 1941، عندما ارتدت فيرجينيا معطفها، وملاته بالحجاره، قبل ان تنزل به الي نهر اوس، القريب من منزلها.

وُلدت بمدينه ميونخ الالمانيه، والتقت الزعيم النازي ادولف هتلر، عندما كانت تعمل مساعده لمصوره الشخصي، عام 1929م، ويحكي انها دسّت رساله غراميه في جيب هتلر، فدعاها اثر ذلك لمنتجعه الجبلي، واصبحت عشيقته.

وفي فتره من حياتها، حاولت ايفا الانتحار باطلاق النار علي رقبتها، لكنها نجت، فاشتري لها هتلر منزلا في ميونخ، وسياره مرسيدس، عين لها سائقا خاصا.

وفي 29 من ابريل 1945م، تزوج ادولف هتلر وايفا رسميا، عندما كان عمرها 33 عاما، وهتلر 56، وبعد اقل من 40 ساعه، انتحرا سويا داخل الملجا الذي كانا فيه، باقراص السيانيد السامه، التي قيل ان هتلر لم يكن يتحرك دونها، خوفا من الوقوع في ايدي اعدائه حيا.

اسطوره التمثيل والاغراء في السينما الامريكيه، علي عكس السعاده التي كانت تمنحها لمحبيها، كانت حياتها تعسه وكئيبه، حتي انها كتبت رساله قبل وفاتها بعامين، قالت فيها: "لدي احساس عميق بانني لست حقيقيه تماما، بل انني زيف مفتعل ومصنوع بمهاره وكل انسان يحس في هذا العالم بهذا الاحساس بين وقت واخر، ولكني اعيش هذا الاحساس طيله الوقت، بل اظن احيانا انني لست الا انتاجا سينمائيا فنيا اتقنوا صُنعه".

ملات الدنيا، وشغلت الناس، وظهرت في عشرات الافلام، ووقع في غرامها مئات المشاهير، ولكنها تركت كل هذا وراء ظهرها ببساطه، يوم 5 من اغسطس من عام 1962 م، حيث عثر عليها عاريه في سريرها، ببيتها في لوس انجلوس، وعمرها 36 عاما، وقيل وقتها انها انتحرت بجرعه زائده من الحبوب المنومه والكحوليات.

اسمها الحقيقي، يولاندا كريستينا جيجليوتي، فنانه ومغنيه ايطاليه مصريه، وُلدت في شبرا عام 1933، لابوين من المهاجرين الايطاليين، فازت في مسابقه ملكه جمال مصر عام 1954، وبدات حياتها الفنيه في فرنسا، وكانت تغني بـ9 لغات: العربيه والايطاليه والعبريه والفرنسيه واليونانيه واليابانيه والانجليزيه والاسبانيه والالمانيه.

سجّلت اكثر من 500 اغنيه، وحازت العديد من الالقاب والاوسمه، وكرّمها الجنرال ديجول باعطائها ميداليه رئاسه الجمهوريه، ورغم شهرتها وثرائها، كانت حياتها الخاصه ماساه، حيث انتحر كل من احبّتهم تقريبا، وفي عام 1987، انتحرت هي الاخري، بجرعه زائده من الاقراص المهدئه، مخلفه وراءها رساله قالت فيها "سامحوني الحياه لم تعد تحتمل".

ابنه الملياردير الشهير اوناسيس، وُلدت في نيويورك. مات اخوها الكسندر في حادث طائره عام 1973، وانتحرت امها عام 1974، ومات ابوها عام 1975، فتولّت اداره امبراطوريته، تزوجت 4 مرات، انتهت جميعا بالطلاق. وفي عمر 37، ماتت منتحره، في شاليه قرب بيونس ايريس بالارجنتين، عن طريق جرعه زائده من العقاقير المنومه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل