المحتوى الرئيسى

يجب على أوروبا أن ترسل إسرائيل إلى مصحة نفسية!

11/17 19:09

"بقدر ما تتغير الاشياء، بقد ما تبقي علي حالها" هذا المثل يتضح بجلاء خلال النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الطاحن، الحرب التي شنتها اسرائيل علي قطاع غزة هذا الصيف مثلت نقطه تحول وتجاوز للخط الاحمر.

الاعتداء الذي حدث في يوليو هو الاشد فتكًا بين الثلاثه حروب التي شنتهم اسرائيل علي القطاع في السنوات الخمس الماضيه، وانتشرت صور القتل والدمار التي صدمت العالم حول القطاع الفلسطيني المدمر، قُتل اكثر من 2200 فلسطينيًا خلال تلك الحرب التي استمرت لسبعه اسابيع، ربعهم من الاطفال، فيما جُرح الاف اخرين، بينما تم تدمير اكثر من 20000 منزلاً؛ وهو ما تسبب في وضع وصفه المتحدث باسم الاونروا بانه "ازمه نزوح" ستؤثر علي ربع سكان القطاع، حجم الدمار قد يكلف اكثر من 6 مليار دولارًا، دمار ضخم بشكل لا يمكن تصديقه.

تدفقت اصوات الادانه، وتحركت عده دول في امريكا اللاتينيه في اتجاه قطع العلاقات مع اسرائيل، فيما تصاعدت الاتهامات ضد اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزه، في الوقت نفسه، فان انهيار المفاوضات التي اطلقها جون كيري يعكر صفو العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحده، فيما يُنفر الاسراع في بناء المستوطنات اليهوديه غير الشرعيه، حتي اصدقاء اسرائيل المقربين.

اثناء حديثه خلال مناقشه البرلمان البريطاني علي التصويت غير الملزم للحكومه بالاعتراف بفلسطين (وهو التصويت الذي مر باغلبيه ساحقه) قال احد النواب المحافظين ان التوسع الاستيطاني المستمر "اغضبني اكثر من اي شيء اخر طوال حياتي السياسيه"، اصبحت السويد اول دوله اوروبيه غربيه تعترف بفلسطين خلال الشهر الماضي، فيما تنتظر عده بلدان اخري موعد التصويت علي نفس الموضوع.

الان، ووسط الاشتباكات الداميه في القدس والضفه الغربيه وشمال فلسطين المحتله، ووسط عمليات الدهس التي ينفذها فلسطينيون فرادي، ومع العنف اليومي المستمر من قبل الاحتلال،  يتشكل انطباع بان اسرائيل، عبر تنفيذ حربها ضد غزه، عجلت من ردود الافعال الداخليه واثارت ردود فعل دوليه لا يمكنها الان ان تتوقف.

هذا هو المشهد من الخارج، لكن بالنسبه لاسرائيل، فلديها قصه مختلفه، فهي تتخذ عده اجراءات دفاعيه متزايده بعد ردود الفعل الذي اثارتها حرب غزة في المجتمع الدولي، والتي مثلت نقطه تحول في المواقف الدوليه.

فيما يشبه نبوءه ذاتيه التحقق، كلما تزايدت الادانات لافعال اسرائيل، كلما مالت اسرائيل لتاكيد ان "كل العالم ضدنا"، وان البلاد تسير في طريقها دون اصدقاء.

هذا الراي يتم تعزيزه دومًا من قبل وسائل الاعلام الاسرائيليه، التي تذكر الاجراءات الاوروبيه باعتبارها معاداه للساميه، ومع ذلك، الصحفي الاسرائيلي المخضرم "اكيفا الدار" يشير الي ان التدابير التي اتخذتها اوروبا شديده النعومه بحيث لن تاخذها اسرائيل علي محمل الجد، ويقول الرجل "ان اوروبا بحاجه الي مطرقه اكبر، اكبر كثيرًا من تلك التي اوروبا مستعده لاستخدامها".

ولاحظ المعلقون ان السياسات الاوروبيه المعبره عن تلك التحولات تنقسم الي قسمين: اولاً مكافاه الفلسطينيين، وثانيًا معاقبه اسرائيل لانتهاكها القانون الدولي، الاعتراف بالدوله الفلسطينيه امر مرحب به، لكنه ليس ذو تاثير علي الاسرائيليين، فقد واصلت اسرائيل التوسع الاستيطاني الذي ليس بينه وبين الاقتصاد اليومي ومعدلات الرفاه في اذهان الاسرائيليين اي علاقه.

الكلمات القاسيه واثاث ايكيا الذي انهمر من وزارة الخارجية الإسرائيلية ردًا علي قرار السويد الاعتراف بفلسطين بُني علي مخاوف بشان التحولات في مجال الدبلوماسيه الدوليه، لكن اذا فكرنا للحظه في اثر القرارات الاوروبيه، يمكننا ان ندرك ان قرارًا مثل قرار الاتحاد الاوروبي الذي صدر العام الماضي والذي ينص علي ان اي اتفاقات مستقبليه مع اسرائيل ستستبعد الاراضي المحتله عام 1967 كان بمثابه زلزال.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل