المحتوى الرئيسى

سينما الحلم الأمريكي..كابوس المخدرات والجنس والقتل

11/17 10:59

بالتاكيد ليس المجتمع الامريكي هو ارض الاحلام والمثاليه التي تبني عليها توقعاتك الايجابيه ورؤيتك المباشره. الحلم الأمريكي، هو تلك الفقاعه التي تتدحرج في شعارات عدّه، وتنفثئ عند الحواجز الاولي. هكذا ببساطه تناولت السينما الامريكيه سلبيات وانكسارات المجتمع الامريكي الذي يبدو من الخارج اكثر صلابه، ومن الداخل تزداد هشاشته.

- احدهم حلَّق فوق عش الوقواق (الملائكه لا يمشون علي الارض)

احدهم حلق فوق عش الوقواق

في تلك التحفه الرائعه التي اخرجها ميلوش فورمان، منتصف السبعينيات، "احدهم حلَّق فوق عش الوقواق" “One flew over the cukoos’ nest”، يجد المريض جاك نيكلسون حاله في نواهٍ مصغره للمجتمع الخارجي، هنا فقط عليك ان تمشي بجوار حائط العنبر، تمتثل للاوامر ولا تتذمر، ولمجرد التفكير في الخروج علي القوانين، سيقنعونك بانك اعتديت للتوِّ علي خمسه رجالٍ دفعه واحده.

يفضح الفيلم المجتمع الامريكي بصوره غير مباشره، فمدير المستشفي الذي يمثل راس السلطه، تعاونه تلك الطبيبه التي تعاقب كل من يعارضها باستخدام الصدمات الكهربائيه، والعزل عن الاخرين. حتي الممرضات بمجرد خروجهن من المستشفي، فانهن يخلعن اللون الابيض، ويعدن للاسود الذي يمثل فطرتهن. عالم المصحات والعنابر المغلقه الاشبه بجنون فوكو الكلاسيكي، حجر كل من يعترض علي السلطه مهما يكن ممثلها.

التزامات الشخصيه الام "جاك نيكلسون" تناي عن البُعد الديني، الاخلاقي، العقائدي، السياسي، لكنه في النهايه يبقي ذلك المتمرد الناقم علي وضع المجتمع المزيف (الحلم الامريكي).

-سائق تاكسي (احرق الورد التي بكيتها يومًا)

ليس مجرد سائق تاكسي، انه عالمٌ صغيرٌ من الاسقاطات والرؤي المتواصله. هذا السائق الذي يقضي مساءاته وحيدًا بين الدخان الابيض وشجيرات الطرق السريعه في مجتمع تنهار فيه منظومات الاخلاق الفرديه والجمعيه. في فيلم "Taxi Driver" الذي قام ببطولته النجم روبيرت دي نيرو، واخرجه الكبير مارتن سكورسيزي، يصبح سائق التاكسي هنا مرادفًا للفرد الامريكي بكل مشكلاته وتوابعه، انه بائس، وحيد، شارد، يقحم حاله في لحظاتٍ سنتمنتاليه مع الزبائن عندما يقوم بتوصليهم، وسرعان ما تنتهي تلك الحاله في نهايه الوجهه.

ترافيس بيكل (سائق التاكسي) هو اختيار للفرد الامريكي الحائر بين عزلته الشخصيه ومحاوله الاندماج مع الاخرين من اجل اكتشاف ذاته، وطول الوقت نجده يتعثر. اما مدينه نيويورك التي اختارها المخرج سكورسيزي، فهي بمثابه (بقعه) لمجتمع تسيطر عليه معدلات الجريمه المرتفعه والمخدرات والجنس والرشوه.

عش بلا قيودٍ، فلا داعي للقوانين. عزله متواصله يفرضها المجتمع بشراسهٍ علي افراده، يكسرهم، يجعلهم يتعلقون بمكالمهٍ تليفونيهٍ من فتاه رقيقه، بقصاصه حكايه في صفحه جريده اولي، واحيانًا بالنظر في مراه تاكسي بمجرد شعورك بصدي صوت فتاهٍ تنادي عليك من مكانٍ مجهول.

-جمال أمريكي (وجه القمر القريب مشقق وبائس)

"اسمي ليستر بورنهام. هذا هو حيي وهذا هو شارعي، وهذه هي حياتي. ابلغ من العمر 42 عامًا، في اقل من عام ساكون ميتًا. بالطبع انا لا اعرف ذلك حتي الان، وبطريقه ما انا ميت بالفعل".

مهلاً؛ نحن لم نعرف بعدُ مَن هو ليستر بورنهام، وكيف سيموت. انها فقط الجمله الافتتاحيه لفيلم "American Beauty"، واي جمالٍ هنا يقصده؟

في قصه دراميه ساحره لعائلتين في احد الاحياء الراقيه لمدينه شيكاغو، يعيش اسرتان في مستوي اجتماعي مرفه. العائله الاولي للسيد "ليستر"، وهو كاتب باحدي المجلات، ويعاني فراغًا شديدًا، وابنته تكرهه، وزوجته "كارولين"، سيده الاعمال المدمنه للعمل، والمهمله لاسرتها، واخيرًا الفتاه "جيني" التي تفتقد الحياه الاسريه المستقره، وتصبح شديده العنَّاد.

علي الجانب الاخر اسره السيد فيتز، العقيد المتقاعد من البحرية الأمريكية، الكاره لكل الشواذ جنسيًّا، والذي يظهر كشاذٍّ في احدي اللقطات. وبالتاكيد هناك الزوجه باربرا التي تعاني وحده شديده، فهي شارده لا تتكلم معظم الوقت.

الفرد الاخير ريكي، شاب غريب الاطوار قرر مشاهده العالم من خلال عدسه الكاميرا، ولكنه يري ان اكثر الاشياء غرابه تلك التي تبدو حقيقيه، تامل مشهد الكيس الذي يتطاير في الهواء، او ذلك الطائر المسكين الميّت علي احد الاسوار. في النهايه، تبقي شخصيه انجيلا، المثاليه الجميله التي تبدو الافضل لسطحيه المجتمع.

- تاريخ امريكي اكس (معاداه كل من ليس من جلدك)

ماذا تفعل عندما يُقتل ابوك امامك؟ هو لا يملك من امره شيئًا، قُتل اثناء اطفاء احدي الحرائق في حي للسود بامريكا. هل تتطرف وتعادي كل السود؟ هل تخبر صحافيًّا بان الموت اصبح سمه المجتمع المالوفه؟ نعم. حدث هذا لديريك بطل فيلم "American History X"، الذي نظَّم حركه عنصريه شبيهه بالنازيه، تعادي كل عناصر المجتمع الامريكي، عدا العنصر الابيض.

وهل القتل بوحشيَّه هو الحل؟ انه الصراع الداخلي بين طبقات وفئات المجتمع الامريكي. وهل كان سجن الروح كافيًا لعلاج الكراهيه والسخط؟ اليس هذا اخا ديريك الذي يتوارث الكراهيه والحمق، ويتابع بعد 3 سنواتٍ ما بداه اخوهُ؟ المجتمع يُبني علي الكراهيه، ويُهدم بالياس.

-عصابه البرتقاله الميكانيكيه (فاكهه بنكهه العلقم)

الشيطانُ حليفكُ هنا، يجعلك تتمايل معه علي وقع الحان بيتهوفن، كلاكما اسيران للفخ ذاته؛ العنف والفراغ. في فيلم عصابه البرتقاله الميكانيكيه “A Clockwork Orange” الذي اخرجه المخرج العبقري ستانلي كوبريك، مجموعه من الشباب الذين لا يتبعون اي منهج في الحياه، ويجدون انفسهم في دائره لا تنتهي من اعمال العنف التي تشمل القتل، الاغتصاب، سحق الحيوانات، والتطفل علي حياه الناس. كوبريك لخص الحياه الغربيه في ثالوث: المخدرات، الجنس، والجريمه تلك الاشياء التي جعلت من الطبقه الوسطي مخدره.

هذا الفيلم ابعد ما يكون عن السطحيه؛ انه طعن مباشر للسلطه الغربيه، مهما يكن مصدرها: دينيًّا، ام سياسيًّا، ام حزبيًّا. انها ثنائيه الخير والشر التي تموجُ داخل النفس البشريه. الفيلم مليء بالتناقضات بين كل هؤلاء الذين يمارسون العنف، ويستمعون في النهايه لبيتهوفن، وكذلك يغنون لجين كيلي.

-سريبيكو (ان تزرع شجره في وسط الوحل)

في هذه التحفه السينمائيه، يتلخص المجتمع الامريكي في قسم الشرطه؛ حيث الفساد يحيط بكل شيء، ينمو بداخله، يتنفسه الافرادُ، ويصبحون تميمه لا تنخلع من معصمهِ. في هذا الفيلم، نجد الشرطي فرانك سريبيكو، يحارب الفساد الموجود داخل اقسام الشرطه، والمنتشر بين افرادها، الفساد الذي يتغلغلُ في كل شيء، وتصبح مهمه الشرطه الرئيسيه هي الغش، والكذب، والرشوه، واهمال المواطنين، بدلاً من مطاره المجرمين.

وبالرغم من كل المغريات التي تواجه فرانك خلال محاربته للفساد، فان موقفه لم يتغير، اتُّهم بالشذوذ الجنسي وتفككت اسرته، وما زال يناضل في قضيته لردع الفساد. اداء شديد الثراء لـ"البتشينو"، بطل الفيلم الذي رافق فرانك اثناء التصوير، حتي تشرَّب شخصيته. فيلم يطرق اسوارًا عنيده داخل المجتمع الامريكي الذي ظهر بصورهٍ قاتمهٍ.

-عصابات نيويورك (الحثاله عندما تشيد لامه)

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل