المحتوى الرئيسى

من ألف إلى باء: 'فُسحة' العمر

11/16 19:07

بعد عرضه ببضعه اسابيع قليله في حفل افتتاح مهرجان ابو ظبي السينمائي الدولي، عرض من جديد الفيلم الكوميدي اﻹماراتي من الف الي باء ضمن قسم "عروض خاصه" في مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والذي يعد احدث افلام المخرج علي ف. مصطفي، وثاني افلامه الروائيه الطويله بعد فيلم مدينه الحياه.

وعلي خلاف فيلمه الاول الذي دارت احداثه في مدينة دبي من خلال ثلاث قصص مختلفه، يتخذ علي ف. مصطفي الانطلاقه هذه المره من مدينه ابو ظبي ولا ينتهي فيها، حيث يقوم ابطاله الثلاثه عمر ورامي ويوسف (شادي الفونس وفهد البتيري وفادي رفاعي) بالرحله التي تمنوا ان يقوموا بها منذ سنوات مع صديقهم الراحل هادي، والتي تبدا من مدينه ابو ظبي مرورًا بالمملكة العربية السعوديه واﻷردن وسوريا وتنتهي بهم في العاصمة اللبنانية بيروت.

يتعامل الفيلم مع واحد من اكثر اﻷصناف السينمائيه نجاحًا في العالم، والتي نادرًا ما يجد من يتحمس لانتاجه في العالم العربي، وهو افلام الرحلات علي الطريق (Roadtrip Movies)، كما يندر كذلك ان تجد افلام من هذه النوعيه في السينما المصريه او العربيه، وربما يكون اقرب مثال يرد الي الذهن علي افلام الرحلات هو فيلم (مشوار عمر) للمخرج محمد خان.

يُوجِد علي ف. مصطفي لقصته ارض خصبه وواسعه النطاق، حتي انها تتسع لقطاع كبير من الوطن العربي، ودون ان يُحمل قصته هذه باي مشاغل قوميه او عروبيه، بل انه يسخر اصلًا من تحميل قصص مثل هذه كل هذا الكم من الجديه، فابطال الفيلم الثلاثه ينتمون لجنسيات عربيه مختلفه، اولهم مصري، والثاني سعودي/ايرلندي، والثالث سوري، لكن لا توجد بينهم حوارات دائره علي اسس قوميه، واذا حضرت، فانها تكون في نطاق ساخر، مثل المشهد الذي يسخر فيه رامي من نطق يوسف الخاطيء لبعض اﻷسماء التقنيه.

لذلك استطاع الفيلم بنجاح كبير تلافي فخ تحميل الفيلم بهموم اكبر منه بكثير، وهو فخ وقع فيه مرارًا وتكرارًا محمد هنيدي، خاصه في افلامه اﻷولي، مثل صعيدي في الجامعه الامريكيه، وهمام في امستردام، فالمخرج وفريق المؤلفين الذي يشترك معه يدركون مدي خفه الفيلم الذي بين ايديهم، وهم حريصون علي الحفاظ علي هذه الروح الخفيفه والمرحه للعمل حتي النهايه، وهو ما جعله عمل لا يدّعي اي شيء علي خلاف ما هو عليه.

يمكن تلمس هذا الجانب كذلك في التتابع الخاص بمرور اﻷبطال الثلاثه برفقه شاديه (ليم ليباني) علي مدينة درعا السوريه من اجل توصيلها الي منزلها، فعلي الرغم من كل المشاهد اﻷليمه التي يمرون بها، وعلي الرغم مما يعانونه من سخافات السلطات السوريه والثوار علي حدٍ سواء، الا ان المخرج كان دائمًا يمر بها سريعًا، ولا يعطيها اكثر من الوقت الذي يجب ان تحتله في اﻷحداث لكي لا تتغير الحاله المزاجيه للفيلم علي نحو لا يتلائم معها، كما كان يبحث فيها كذلك عن الروح الساخره، مثل المشهد الذي يتم فيه استجوابهم من قبل احدي قيادات الثوار.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل