ولاية سيناء و بدء إشارة الحرب في مصر

11/16 09:55

"هجوم من مهربين علي لنش تابع للقوات المسلحه" هكذا وُصِفَت حادثه دمياط الاخيره من قبل اغلب وسائل الاعلام المصريه بل ومن الجيش نفسه.

فجر الاربعاء الماضي حدثت عمليه اشتباك مع لنش عسكري تابع للقوات المسحله المصريه، وكانت الصوره المرسومه للحادث بناء علي بيان صدر عن الجيش في نفس اليوم ان اللنش كان ينفذ نشاطًا قتاليًا في عرض البحر المتوسط شمال ميناء دمياط بنحو 40 ميلاً بحريًا، واثناء ذلك قام عدد من البلنصات "بمهاجمه" اللنش وإطلاق النار عليه.

الا انه تم التعامل معهم عن طريق الدفع بعناصر مقاتله من القوات البحرية والجويه بعد نشوب النيران في اللنش وتدمير الثلاث "بلنصات" المهاجمه مع القبض علي 32 فردًا من منفذي الهجوم بالاضافه الي خمسه مصابين بين عناصر القوات البحريه وثمانيه مفقودين.

كانت تلك روايه الجيش والتي جعلت العلميه مجرد حادثه اشتباك بين مجموعه مهربين ارهابيين وبين قوات البحريه، وتم تبني نفس الروايه من وسائل الاعلام المصريه علي اختلافها.

وظل تناول الخبر من نفس الناحيه حتي مساء الخميس، حيث انتشر فيديو يظهر فيه اربعه من الملثمين يتقدمهم خامس يلقي بيانًا امام رايات الجهاديين معلنًا انه في وقت بث هذا الفيديو سيكون المهاجمون قد استولوا علي قطعه بحريه لما اسموه "جيش الرده"، وانهم قد هجموا به علي لنش اسرائيلي لاختطاف طاقمه والتفاوض به علي الاسيرات في سجون الاحتلال.

احدث الفيديو ضجه واسعه واثار الجدل حول روايه الجيش وتغيّرت الاحتمالات من مجرد عمليه اشتباك مع مهربين الي عمليه جهاديه تم الاعداد لها مسبقًا لتكون اول عمليه جهاديه بحريه في تغيّر نوعي ملحوظ لطرق الهجمات علي الجيش.

وتباينت ردود الافعال علي الفيديو، فمن عمليه ارهابيه يقودها فلسطينيون من غزه الي عمليه برعايه البحرية التركية والعديد من الروايات الاخري حول طبيعه العمليه ومصدرها.

كانت اخر الروايات التي نشرتها جريده "المدن" الالكترونيه الجمعه هي ان العمليه من تنفيذ اتباع "الدوله الاسلاميه في العراق والشام (داعش)" وان قائد اللنش "6 اكتوبر" الذي يُدعي "احمد عامر" احد المتورطين في العمليه.

فبحسب مصادرها داخل البحرية المصرية اكدت "المدن" ان الضابط "احمد عامر" قام باخفاء خمسه افراد علي سطح المركب قبل الاقلاع به من ميناء دمياط، وبعد مغادرته للميناء قام احمد عامر بتصفيه طاقم المركب بالكامل بمعاونه الخمس افراد والسيطره علي المركب الذي اعلن انه "لنش دوله الخلافه الاسلاميه" ردًا علي نداء رادار ميناء بورسعيد له عند دخوله المياه الاقليميه.

علي الفور خرج لنش مقاتل اخر اسمه "يناير" الا ان اللنش المختطف بدا بالاشتباك فورًا مع علم "احمد عامر" بعطل في مدفع اللنش "يناير" الذي لحق بهم فكان الدور الثاني علي سلاح الطيران الذي ارسل بدوره طائرات مقاتله من طراز "F-16" والتي نجحت في تدمير اللنش كما قصفت ثلاثه مراكب صيد اُخري مع اعتقال من فيها.

بدت الروايه صادمه في البدايه الا ان كل الشواهد تؤكد لحظه بعد لحظه انها الروايه الاقرب للتصديق، فبالنسبه لقائد اللنش المتورط في الحادث فقد كان يواظب علي الصلاه في احد المساجد السلفيه شرق الاسكندريه.

اما عن الفيديو المنشور فقد كشف منتدي "المنبر الاعلامي الجهادي" الناطق باسم داعش علي عهده احد اعضائه وهو "ابو امينه الانصاري" تفاصيل العمليه، حيث ان العمليه التي اُطلق عليها اسم "غزوه بحريه" كانت ذات هدف مزدوج: الاول هو قصف زورق بحري كان سينقل 200 جندي الي سيناء، والثاني هو التوجه لمهاجمه لنش حرس حدود اسرائيلي بهدف اسر طاقمه والتفاوض عليه مقابل الاسيرات في سجون الاحتلال.

واضاف الانصاري "عندي فيديو به البيان، يظهر فيه الاخوه قبل الذهاب وكان من المفترض انهم يصوروا فيديو ويبعتوه من داخل اللانش ولكن الغزوه في البحر وتقريبًا الشبكه لم تساعدهم" وقد تم ذكر اسم الضابط في روايه "الانصاري" قبل تداوله في وسائل الاعلام.

الجزء الاخر من الروايه هو المعتقلون، فمراكب الصيد التي تم قصفها مراكب تابعه لاهالي "عزبه البرج" المعروفه بولائها للجيش وعدم وجود اي متشددين اسلاميين بين اهلها، وقد ظهر اهالي الصيادين المعتقلين في تقرير مصوّر لقناه الجزيره مباشر وهم ينفون عن ذويهم تهمه الارهاب وانهم هم من تم الاعتداء عليهم وتدمير مراكبهم واعتقالهم.

وبعد تلك الادله بدا واضحًا مدي التخبط الحاصل لدي المؤسسه العسكريه في التعامل مع الحادثه وكيف انها كشفت عن بدا عمليه انشقاقات داخل الجيش نفسه وعمليات خيانه لحساب داعش، وقد برز هذا حتي الان في عدم تقديم السيسي العزاء في شهداء العمليه من جانب الجيش كما هو الحال مع شهداء الجيش دائمًا.

اصبحت الروايه اكثر قابليه للتصديق خصوصًا بعد مبايعه انصار بيت المقدس لخليفه "داعش" في تسجيل صوتي نُشر الخميس، لتكون مصر ساحه لاتباع داعش بشكل مباشر لا لبْس فيه، وتصبح عمليه دمياط في سياق واقعي ومفهوم اكثر مما كانت عليه.

وياتي الجزء الاخير في الفصل الاول من القصه مساء الجمعه، فقد انتشر فيلم لانصار بيت المقدس بعنوان "صوله الانصار".

ويظهر الفيديو عمليات جهاديه في سيناء خصوصًا عمليه "كرم القواديس" في شمال سيناء التي وقعت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، وقد اودت بحياه 31 عسكريًا عن طريق تفجير كمين "كرم القواديس" بسياره ملغومه ثم مطارده العساكر الفاريين وقتلهم بدم بارد.

وياتي الفيلم وسط حالات من الانكار من قِبَل رجال الشرطه والجيش ووصفهم اياه انه مجرد "فرقعه اعلاميه" هدفها اخفاء الخسائر الفادحه في صفوف الارهابيين، الا ان الفيلم يظهر بشكل واضح عمليات القتل وتفجير السيارات والاعلام السوداء المرفوعه اعلي الدبابات والمدرعات العسكريه بالاضافه لكميه هائله من اسلحه الجيش التي تمت السيطره عليها من قِبل جنود "ولايه سيناء".

وبعد انتشار الفيلم بات من المؤكد ان سيناء خاصه ومصر عامه علي اعتاب مرحله جديده تزداد فيها العمليات النوعيه لجماعه انصار بيت المقدس التي استبدلت اسمها في الفيديو باسم "ولايه سيناء" لتكون تابعه للدوله الاسلاميه، فالتاكيد في الفيلم علي ان الحرب كانت علي "ائمه الكفر فقط" تكرر كثيرًا لكنهم بعد اليوم لن يستثنوا احدًا امام رشاشاتهم كبيرًا كان ام صغيرًا.

صوله الانصار from El_Raya on Vimeo.

وقد تبايت ردود الافعال علي مواقع التواصل الاجتماعي عن الفيلم وحادثه دمياط:

في حقيقه الامر عمليه دمياط او عمليات سيناء مش عمليات معقده او منفذيها عباقره..احنا اللي فاشلين بصوره مرعبه والفشل صادم الكل بما فيها السلطه

— رشا عزب (@RashaPress) November 15, 2014

فيديو صوله الانصار لداعش في سيناء يعطي رسميا اشاده البدء لمرحله سوداء علي الجميع في مصر .. لطفك بالعباد يا رب

— Abdullah Elshamy (@abdallahelshamy) November 15, 2014

"صوله الانصار" فيديو مروع يكشف قوه الجهاديين بسيناء ..اصدرته جماعه انصار بيت المقدس التي اصبحت ولايه سيناء".#مصر .. http://t.co/jTDGAtxEdV

— ياسر الزعاتره (@YZaatreh) November 15, 2014

اتذكرون هؤلاء الذي قتلهم جند فرعون #مصر علي اليمين؟ هاهم المجاهدين يدوسون فطائس جيش فرعون علي اليسار! #ولايه_سيناء pic.twitter.com/bsfTaHnHoM

— محمد سرحان - غزه (@MohamadMS) November 14, 2014

اصبحنا كل ساعه مطالبين باثبات رفضنا للارهاب! حاضر: اللي قتل 31 جندي غدرا في سيناء ارهابي وندينه،كما ندين اللي قتل 37متهم في مذبحه ابو زعبل

— Gamal Eid (@gamaleid) November 11, 2014