المحتوى الرئيسى

السلاح في اليمن .. 2300 دولار للكلاشنكوف الروسي والأمريكي بضعف الثمن

11/15 14:49

يعد اليمن من اكثر البلدان التي ينتشر فيها السلاح بكثره بين القبائل، الا انه خلال السنوات الثلاث الاخيره شهدت اسعار الاسلحه في الاسواق المحليه قفزات هائله، وارقاما فلكيه رغم الحاله الاقتصاديه المترديه للسكان.

ويرجع مراقبون اسباب ازدهار هذا النوع من التجاره الي الظروف الامنيه المضطربه واستمرار الفوضي كسيده للموقف في غالبيه المحافظات وخصوصا في شمال الشمال اليمني، بحسب مراسل الاناضول.

ووفق احصائيات رسميه صدرت قبل عام تقدر عدد الاسلحه في اليمن بنحو (60) مليون قطعه سلاح، في بلد تعداده 25 مليون نسمه، الا ن هذه النسبه وبحسب مراقبين زادت في الفتره الاخيره قياسًا بما شهده اليمن خلال الفتره الاخيره من مواجهات بين جماعه انصار الله (الحوثي) الشيعيه والدوله واستيلائها علي كثير من المعسكرات والعتاد.

ويري استاذ الازمات في جامعه الحديده (غرب)، نبيل الشرجبي، ان تلك النسبه اصبحت من الماضي بسبب غياب الدوله الذي ساهم في زياده تهريب السلاح وتجارته اثر الاطاحه بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011.

ويقول الشرجبي، لوكاله الاناضول: "هناك اسباب عديده وراء ازدهار سوق السلاح ابرزها انتشار الفوضي، واقتحام المؤسسات العسكريه، حيث قامت جماعات العنف بنهب السلاح من معسكرات الدوله وتوزيعه كغنائم".

ويضيف الشرجبي ان "المواطن اليمني بطبيعته كان يحرص علي اقتناء السلاح في السابق، وبعد قيام الجماعات المسلحه بنهب العتاد العسكري للدوله وتسليح انصارها، اصبح هذا المواطن يمتلك اكثر من قطعتين، وبالتالي يقوم ببيع الفائض وكل ما غنمه من ذخائر في الاسواق من اجل توفير مصدر دخل".

ويضيف: "السلاح الذي بات في متناول اليمنيين لم يعد شخصيًا، بل وصل الي سلاح ثقيل بما فيها الدبابات، لذا اتوقع ان اي حرب قادمه ستكون فادحه بكل المقاييس، بسبب نوعيه السلاح الثقيل الذي لم يكن في متناول الجماعات المسلحه من قبل".

ومنذ العام 2011 شهد اليمن عددًا من الحروب الداخليه التي ساهمت في رواج تجارة الأسلحة ابرزها المواجهات بين القوات المواليه للنظام السابق والقوات التي ايّدت الثوره التي اطاحت بنظام "صالح".

ومنذ اواخر العام 2013، خاضت جماعه الحوثي المسلحه عددًا من الحروب، بداتها مع الجماعات السلفيه في بلده "دماج" بمحافظه صعده شمالي البلاد، ومع رجال القبائل وقوات من الجيش في محافظتي عمران والجوف (شمال) ومن ثم صنعاء ، انتصر الحوثيون في جميعها وغنموا الكثير من العتاد العسكري للدوله.

وتباع الاسلحه اليمنيه في غالبيه المحافظات اليمنيه في اسواق عامه تعرض جميع انواع الاسلحه الخفيفه والمتوسطه، ومن اشهرها سوق "جحانه" في بلده خولان، شرقي صنعاء، وسوق "الطلح" في محافظه صعده (معقل الحوثيين).

وفي حديث للاناضول مع احد تجار الاسلحه، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، يقول ان السلاح يباع في جميع المحافظات اليمنيه لكن طريقه العرض تختلف، ففي المحافظات ذات التركيبه القبليه تُعرض الاسلحه في معارض مجاوره لمعارض الخضار والفواكه وتباع مثل زجاجات الماء، وفي محافظات اخري تباع سرا.

وحول اشهر الاسلحه، يضيف التاجر ان الصناعه الروسيه والصينيه يحصلان علي نصيب الاسد في تجاره الاسلحه، فالسلاح الروسي ذو جوده عاليه وسعره ليس مرتفعا مقارنه بالامريكي، اما الصيني فسعره في متناول يد الجميع.

ويتابع: "الاسلحه الروسيه من كلاشنكوفات ومسدسات هي من تستهوي اليمنيين لجودتها وسعرها المناسب مقارنه بالاسلحه الامريكيه الحديثه فسعر الكلاشنكوف الروسي يصل الي 450 الف ريال ( 2300 دولار) لكن الامريكي قد يصل الي الضعف".

ويمضي قائلاً: "بندقيه g3 الامريكيه يصل سعرها الي 900 الف ريال يمني (ما يعادل 4500 دولار)، فيما يصل سعر البندقيه الفرنسي fn الي 2500 دولار، وتجد اقل الاسعار في البندقيه الصيني بـ280 الف ريال ( 1400 دولار)".

وبحسب عبد السلام المجيدي، وهو احد المتعاملين في بيع وشراء الاسلحه، تستهوي المسدسات الكثير من اليمنيين الذين يحرصون علي لبسها فوق الحزام التقليدي المعروف بـ"الجنبيه" بحثا عن الوجاهه عند حضور المناسبات الاجتماعيه.

ويقول المجيدي، لمراسل الاناضول: "رغم كل الحروب مازال اليمني ينظر الي السلاح باعتباره شيئًا من الزينه التي لا يُكتمل الزي التقليدي والحضور في المناسبات الا به".

ويضيف المجيدي ان "مسدسات كلاك الامريكي (g) هو الاكثر رغبه للمقتدرين حيث يصل سعر الواحد الي 3200 دولار امريكي، يليه مسدس المكروف الروسي (v) والذي يصل سعره الي 1700 دولار".

ويشير المجيدي الي ان  تجاره الاسلحه باليمن تتخطي الحدود حيث ينشط اخرون في تهريب الاسلحه الي السعوديه عن طريق منفذ حرض (الحدودي مع السعوديه) الذي ازدهرت فيه تجاره الاسلحه بعد ان كان الامر مقتصرًا علي تهريب نبات "القات" المخدر الي المملكه.

وقالت مصادر محليه في مديريه حرض، القريبه من السعوديه، انه يتم بيع السلاح هناك في اماكن خاصه بجانب سوق القات غرب الشارع الدولي.

وقال "سعد عطيه"، وهو شاب في العشرينيات من بلده "حيران" الحدوديه، ان تجاره وتهريب المسدسات التركيه "المكروف" ازدهرت بكثره في المديريه ويتم تهريبها بكثره الي السعوديه.

واضاف سعد، الذي كان يعمل في تهريب القات في السابق، لمراسل الاناضول، "كنا نخاطر بتهريب القات من اجل 500 ريال سعودي (اقل من 150 دولار)، ولان المخاطره هي نفسها الان نحمل 15حبه مكروف (مسدسات) في الاقراف (العبوات الخاصه بالقات)، وندخلها الي السعوديه تحت مسمي القات، لكننا نجني بعد العمليه الواحده 3800 ريال سعودي.

ويباع المسدس التركي مكروف " v "  في مديريه حرض بـ"1200 ريال سعودي، لكن قيمته تصل عندما تتم عمليه تهريبه بنجاح الي السعوديه الي 5 الاف ريال".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل