المحتوى الرئيسى

القائد والجندي: فيرينتس بوشكاش الذي كان بطلاً في جبهتين - Goal.com

11/13 13:38

الي اليوم يعيش اسمه في جائزه بوشكاش التي يُقدمها الاتحاد الدولي "فيفا" سنوياً لافضل هدف في العام، وهو بنفسه تسلم الكثير منها. في تلك المباراه التاريخيه علي ملعب ويمبلي عام 1953، اطلق فيرينتس بوشكاش العنان لنفسه وصنع المجد مره اخري بتسديد الكره في الشباك في الزاويه القريبه، مُحرزاً هدفاً رائعاً منح المجر التقدم 3/1 في المباراه التي انتهت بنتيجه 6-3، ليترك بيلي رايت في حسره كبيره، وهكذا تفوق بوشكاش علي الجميع بقسوته وابداعه.تم الغاء مسار بوشكاش ورفاقه كي يُهيمن الجيش علي المشهد المحلي بعد فرض سيطرته علي فريق كيسبيست عام 1949، عندما كانت المجر تابعه للنظام السوفيتي، وتم اعاده تسميه الفريق لهونفيند."انني لم اكن ابداً شخصاً ملتزم فكرياً"، رقم 10 الاسطوري كتب في بوشكاش عن بوشكاش "كذلك لم يكن كل اهتمامي بالسياسه. كنت داخل عالم كره القدم الصغير الخاص بي، وكنت حريصاً علي اللعب والتدريب وقياده حياه اسريه سعيده".في ذلك التوقيت، مدرب المنتخب المجري "جوستاف سيباس" كان قد انتقي واختار لاعبين من فريق هونفيند وفريق الشرطه السريه "MTK" للمنتخب الوطني، حيث كان هونفيند مكتظاً بالاعبين الدوليين مثل "بوشكاش" وشريك رحله الكفاح "جوزيف بوزسيك"، ومعهما "زولتان سزيبور وساندرو كوسيس"، بينما شاره القياده، ذهبت للاعب " MTK" ناندور هيديكوتي.سيباس، المبدع التكتيكي الكبير الذي يجهر بشيوعيته، استخدم هذا الامر لخدمه مصلحته، ووضع الكثير من الاستراتيجيات لتنفيذ العمل بشكل جماعي في المنتخب الوطني."ان تطوير استراتيجيه العمق والوسط الامامي في طريقه 4-2-4 مع وجود هيديكوتي في مركز لاعب الوسط المحوري، كانت رائعه بالنسبه لنا"، واضاف بوشكاش "هيديكوتي كان لاعباً عظيماً وقارئ رائع للعب".تحت قياده سيباس، تفوق بوشكاش رفقه زملائه الذين كانوا من الطراز العالمي، وحقق المنتخب سلسله من الانتصارات التي شملت الفوز بدوري الالعاب الاولمبيه عام 1952، بالاضافه الي الفوز التاريخي الذي تحقق علي حساب انجلترا علي ملعب ويمبلي بنتيجه 6-3 عام 1953.ولفهم ماذا كان يعني الانتصار بالنسبه للشعب المجري، يجب فهم ما حدث في المجر منذ عام 1949، حيث قال حارس المرمي جيولا جروسيكس "كنا نعيش في ظل نظام راديكالي للغايه، حيث كان يستخدم ذلك النظام العديد من الاسلحه لترهيب الناس وفرض حكمه ورؤيته علينا"."علي الرغم من ان السلطات قامت باحتكار نجاحنا سعياً وراء اهداف شخصيه، الا ان مجموعه من الناس، تم اطلاق سراحها بسبب 90 دقيقه في لعبه كره القدم".مع اقتراب موعد نهائيات كاس العالم 1954 في سويسرا، صبت التوقعات في مصلحه بوشكاش والمنتخب المجري، خاصه الجماهير المحليه التي كانت لديها معلومات محدوده عن المنتخبات المنافسه، وبمنتهي السهوله نجح المنتخب المجري في قمع المانيا بنتيجه 8-3 في مرحله المجموعات، لكن بوشكاش تعرض لاصابه في كاحله، وعلي اثرها غاب عن مباراتي ربع ونصف النهائي امام البرازيل واوروجواي.وعاد بوشكاش مره اخري للمشاركه ضد المانيا في المباراه النهائيه، وحسناً فعل بمنح منتخبه الاسبقيه باحراز اولي الاهداف بعد مرور ست دقائق فقط، ولكن المانيا قلبت تاخرها الي انتصار بنتيجه 3-2، وكان بوشكاش قد سجل هدفاً في وقت متاخر، الا ان الحكم رفض احتسابه بداعي التسلل.وقال بوشكاش عن هدفه الابيض "لم استطع ان اصدق قرار التسلل ولم يستطع ملايين اخرين عندما راوا ذلك، كان يُمكن ان اقتله، وكانت تلك اللحظات هي الاسوا في مسيرتي باكملها، وحقاً شعرنا بتعب ومرض بسبب هذا الموضوع".عاد المنتخب المجري الي الوطن لمواجهه غضب الجماهير غير المتعاطفه مع بوشكاش الذي كان كبش الفداء، وعلي الرغم من ان المجر استعاده مستواها، لكن النجم الكبير تعرض لكثير من السخريه في المباريات التي خاضها فريقه خارج ملعبه، ومع منتخب بلاده، لم يَعد يحظي بنفس الاحترام كما كان قبل المونديال.وعن هذا الهجوم قال بوشكاش "المنتخب لا يستحق ما حدث في المجر فور عودتنا، البلد كانت في جنازه والجميع كان يبحث عن اي شخص لالقاء اللوم عليه، وفي الشوارع الناس كانت تتطلع الي وجهي كما لو كنت من انواع المرض ".عندما بدات ثورت اكتوبر من عام 1956، كان فريق هونفيند في الخارج لارتباطه ببطوله كاس الاتحاد الاوروبي، ولعب ضد بلباو علي نتيجه التعادل واعتبرت غير امنه للعوده قبل ان يتم تقديم ضمانات لسلامه اللاعبين واسرهم.وقال بوشكاش "لم يكن لدي اي فكره عما كان يُطبخ في المجر عام 1956، قد يبدو هذا امراً لا يُصدق، ولكن نحن كلاعبين من المفترض ان نعيش حياه كريمه، كنا نعيش داخل عالمنا الخاص لنحمي انفسنا العالم العادي، وبالتاكيد الناس العاديين كانوا علي علم بان شيئاً ما سيحدث، ولكن نحن لم نكن طبيعيين".فريق هونفيند خاض مباراه الاياب في بروكسيل، والعديد من لاعبي الفريق فضلوا الذهاب الي المنزل لخوفهم من رد فعل الشارع، وعوضاً عن ذلك، قررا لعب المباريات الوديه المربحه بما في ذلك جوله الي امريكا اللاتينيه، الامر الذي ترتب عليه حظر اللاعبين من قبل الاتحاد المجري وكذلك من الاتحاد الدولي "فيفا"زوعن هذه القضيه قال بوشكاش "قلنا لمدرب المنتخب سيباس لا توجد لدينا نقاط ومن الافضل ان نعود الي الوطن لمواجهه اطلاق النار المنتشر في الشوارع، فنحن كنا نريد الحفاظ علي لعب كره القدم، وفي الوقت ذاته، كنا نعلم ان برنامج الدوري توقف ولن يبدا قبل حلول فصل الربيع". "جهات مختلفه ارسلت لنا وفداً من بودابست ليلتقي بنا، وعُقدت المحاكمه في فيينا، وقيل لنا علينا ان نعود الي المجر لمواجعه مختلف العقوبات، وبالنسبه لي كقائداً للفريق، كان العقاب الاكثر قوه يُحضر لي، وعلمت بعد ذلك انه كان من المُقرر منع من ممارسه لعب كره القدم لمده 18 شهراً". رحل بوشكاش الي ايطاليا علي امل الحصول علي عقد هناك، ولكنه وجد صعوبه للتوقيع للانتر بسبب الحظر المفروض عليه، وبالنسبه لمانشستر يونايتد، فكان يُعاني من كارثه هلاك فريقه من حادث تحطم الطائره في ميونخ عام 1958، بالفعل جرت محاولت للتوقيع مع كوسيس، سيزبور وبشكاش، لكن الصفقه تعقدت بسبب الروتين الحكومي.بدلاً من ذلك، وبمساعده السكرير المالي لهونفيند "ايميل اوستريكير"، تم ترتيب اجتماع مع ريال مدريد "سانتياجو بيرنابيو"، ونجح بوشكاش في الحصول علي عقداً مع النادي الذي كان يجري بناؤه في العصر الحديث ليكون من العظماء حتي وقتنا هذا، وبفضل عمل رئيسه العظيم.وقال بوشكاش "لهذا كنت هناك في مدريد واجريت محادثه غريبه جداً مع الرئيس بيرنابيو، في نهايه اللقاء رفعت ذراعي واشرت اليه قائلاً..اسمع..ان كل شيء جيد ولكن هل نظرت الي وجهي؟ انا ازيد 18 كيلو جرامات عن وزني الطبيعي"، فاجاب بيرنابيو "هذه ليست مشكلتي، هذه لك"، "صحيح كنت لاعباً في ريال مدريد، ولكن ما كان هناك لاعباً ثقيلاً نوعاً ما".واصاب بوشكاش المسؤولين والجماهير في ريال مدريد بالحيره والذهول في ايامه الاولي مع الفريق بسبب وزنه الزائد، فضلاً عن افتقاره للسرعه كون الريال تعاقد معه بعد ان تخطي عامه الـ31.برغم من الشكوك حول نجاحه مع الريال، الا انه نجح في عمل شراكه فريدو من نوعها مع الفريدو دي ستيفانو، ونجح هذا الثنائي في قياده ريال مدريد لاجتياح اوروبا، حيث فاز الفريق بخمسه كؤوس اوروبيه علي التوالي، وذلك بفضل ابداعات الثنائي بوشكاش ودي ستيفانو.المدرب لويس كارنيليجا، كان قد ابعد بوشكاش عن نهائي البطوله الاوروبيه ضد ريميس، لكن سرعان ما فرض نفسه علي التشكيله مره اخري، ونجح في الرد بقوه بالحصول علي جائزه افضل هداف في اسبانيا اربع مرات، وساهم في الحصول الفريق علي خمسه القاب للدوري وكاس انتركونتيننتال، ويُعتبر نهائي كاس اوروبا عام 1960 في هامبدن بارك افضل لحظه للفريق، وبسيناريو مشابه للفوز العريض الذي حققته المجر علي انجلترا قبل سبع سنوات من ذلك التاريخ، نجح بوشكاش في تسجيل اربعه اهداف في المباراه النهائيه ضد اينتراخت فرانكفورت، بالاضافه الي هاتريك لشريكه دي ستيفانو، وفي الاخير انتهت المباراه بسباعيه مقابل ثلاث.ومن اقوال بوشكاش " انا فخور جدًا بالاستمرار في اللعب حتي سن متقدم فوصلت الـ 40 ، وخصوصًا عندما اتذكر ان الكثير كتب عن انتهائي قبل عقد من الزمن"كان لبوشكاش مسيرتين وكلاهما تستحق ضمه في قاعه مشاهير Goal، فيمكن وصف المنتخب المجري من اوائل والي منتصف حقبه التسعينات، بانه من افضل المنتخبات العالميه في تلك الفتره، بينما فريق ريال مدريد في الجزء الثاني من ذلك العقد، كان قد بدا في فرض سطوته علي الملاعب الاوروبيه، وبوشكاش وجد نفسه في كلا الطريقين، رغم صعوبه الظروف التي واجهها.في البدايه كان مُدللاً ويُحتفل به في وطنه، وكان بوشكاش نوعاً ما بمثابه المقامره حين تعاقد معه ريال مدريد. ووقته مع المجر ومع ناديه هونفيد اظهر قدرته الهائله علي القياده من الخنادق، فهو كان القائد لفريقه ولمنتخبه، في حين ان انتقاله لصفوف ريال مدريد كشف عن عزمه وقيمته التي كانت من المفترض ان تكون غائبه في بوشكاش البدين.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل