حكم من يقول:' الله غاضب عليّ ' لعدم التوفيق في بعض الأمور

لا يجوز للعبد ان يقول: الله غاضب علي، فليس للعبد دليل يجزم به علي ذلك، قال تعالي: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ {الاسراء: 36]

وقال تعالي: قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا اِنْ تَتَّبِعُونَ اِلَّا الظَّنَّ وَاِنْ اَنْتُمْ اِلَّا تَخْرُصُونَ {الانعام: 148]

ولكن علي العبد ان يخاف ان يكون الله غاضباً عليه، فقد حُفِظ عن السلف في مواضع كثيره الخوف من الله، او من غضبه، بسبب عدم التوفيق لبعض الامور، قال الطبري في تاريخ الرسل والملوك في عزل عمر بن عبد العزيز عن المدينه: قال: مُحَمَّد بن عمر: خرج عمر بن عبد العزيز من المدينه فاقام بالسويداء وهو يقول لمزاحم: اتخاف ان تكون ممن نفته طيبه!.

لان المدينه تنفي خبثها، فخشي ـ رحمه الله ـ من ذلك، وقال ابن رجب في لطائف المعارف في سير الحجيج: لئن سار القوم وقعدنا، وقربوا وبعدنا، فما يؤمننا ان نكون ممن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين.

واعلم ان البلاء ليس دليلاً علي غضب الله، بل قد يُصيب الصالحين ايضاً.