المحتوى الرئيسى

مصحف الصحابة.. كيف وصل إلى ألمانيا؟

11/11 13:14

لم ينتقل النبي، عليه الصلاه والسلام، الي الرفيق الاعلي الا بعد ان جمع القرآن كتابه وحفظا في الصدور، فكُتب في قراطيس والواح من الرقاع وجريد النخل والحجاره، وعن ذلك يقول زيد بن ثابت: كنا عند رسول الله نكتب القران في الرقاع، كما اورد الحاكم في المستدرك، لكن الكتابات كانت مفرَّقه، ولم تجمع في مصحف واحد، والمصحف هو مجموعه من الصحف مجموعه في مجلد واحد، كما جاء في المعاجم العربيه.

بمجرد ان مات النبي وقف علي بن أبي طالب بعد تغسيله وقال، ما ذكره ابن النديم في الفهرست، وابو نعيم في حلية الأولياء: "اَقْسَمْتُ الا اَضَعَ رِدَائِي عن ظَهْرِي حتي اَجْمَعَ ما بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فما وَضَعْتُ رِدَائِي عن ظَهْرِي حتي جَمَعْتُ القُرْان".

ورتب علي الايات حسب النزول، واضاف علي هامش مصحفه احكام النزول وسنن القران وادابه ومعانيه، كما ذكر السيوطي في الاتقان، والكنجي الشافعي في كفايه الطالب، ولكنه احتفظ بهذا المصحف ولم يُظهره.

بعد واقعه اليمامه ومقتل الكثير من حفظه القران، طلب عمر بن الخطاب من ابي بكر الصديق ان يجمع القران حتي لا يضيع، فارسل ابو بكر لزيد بن ثابت ليجمعه، لكن ابا بكر تردد في كونه يفعل شيئا لم يفعله الرسول، لكن عمر اقنعه، وبدا زيد في الجمع، وبعد موت ابي بكر انتقل المصحف الي دار عمر، ثم الي دار حفصه ابنته، كما روي البخاري.

جمع عدد من الصحابه القران، فكان هناك مصحف زيد، ومصحف ابن مسعود، ومصحف اُبيّ بن كعب، ومصحف ابي موسي الاشعري، ومصحف المقداد بن الاسود، كما كان للسيده عائشه رضي الله عنها ايضا مصحف.

مع كثره المصاحف، بدا اهل الكوفه يقراون علي مصحف عبد الله بن مسعود، واهل البصره يقراون علي مصحف ابي موسي الاشعري، واهل الشام علي مصحف اُبيّ بن كعب، واهل دمشق علي مصحف المقداد، وحدثت مشاكل بسبب اختلاف القراءات، والتفاخر بافضليه قراءه عن قراءه.

كانت هناك اختلافات طفيفه بين المصاحف، ويروي بعض المؤرخين ان هناك فروقا من ناحيه تقديم السور وتاخيرها شابت تلك المصاحف، فمثلا مصحف ابن مسعود بداه بالسبع الطوال، ثم المئتين، ثم المثاني، ثم الحواميم، ثم الممتحنات، ثم المفصلات.

اما مصحف أبي بن كعب فقدم الانفال، وجعلها بعد سوره يونس وقبل البراءه، وقدم سوره مريم والشعراء والحج علي سوره يوسف، كما جاء في "التمهيد" لمحمد هادي معرفه.

خلال عهد عثمان بن عفان اختلفت المصاحف، ما ادي الي اختلاف القراءات، فاثيرت ضجه بين المسلمين، فجمع كبار الصحابه ليستشيرهم في رغبته في توحيد القران علي مصحف واحد، وكان المصحف الموجود عند السيده حفصه بنت عمر، وحرق باقي المصاحف، فوافقوا علي ذلك، وقدموا مصاحفهم وحرقت، واعجبهم هذا الفعل لتوحيد الامه، كما ذكر البخاري في التاريخ الصغير.

اثار البعض ان مصحف علي بن ابي طالب كان مختلفا عن باقي المصاحف، لكنه حسم القضيه بقوله عن جمع عثمان الناس علي مصحف واحد "لو وَلِيتُ الَّذِي وَلِيَ، لصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ"، كما ذكر البيهقي في السنن الكبري.

ولما ساله طلحه لماذا لم يخرج مصحفه للناس، اوضح ان السبب مخافه ان تتمزق وحده الامه، حيث قال: يا طلحه اخبرني عمّا كتبه القوم، اقران كله ام فيه ما ليس بقران؟ قال طلحه: بل قران كله. قال: ان اخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنه، كما جاء في بحار الانوار للمجلسي، فمصحف علي كان بمثابه تفسير للقران واحكامه كما ذكرنا، فحفظه واورثه لبنيه من بعده.

كتب في عهد عثمان عده نسخ من المصحف، اولها مصحف الامام وهو الذي بقي معه، وظل يتوارثه ابناؤه حتي استولي عليه العباسيون، وظل مع خلفائهم حتي فُقد بعد ان دخل التتار بغداد.

والمصحف الشامي ظل في دمشق الي ان نقله العثمانيون الي اسطنبول، والمصحف الثالث كان المصحف الكوفي الذي فقد في فتره الفتن الكبري، والمصحف الرابع المصحف المكي وقد وردت اخباره حتي القرن الثامن الهجري، وقد شاهده الرحاله ابن بطوط عند زيارته لمكه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل