المحتوى الرئيسى

الأقصى بين استراتيجية إسرائيل واقتتال المسلمين | المصري اليوم

11/10 22:28

رساله وصلتني من نقيب المحاسبين في القدس الشريف، الاستاذ نصار يقين، تحتفي بمقالي الثلاثاء الماضي، تحت عنوان «ايعود الوعي للمسلمين ويلتفتون للاقصي». محتوي الرساله من احد المجاورين للمسجد الاقصي والغيورين علي مسري الرسول محمد - عليه الصلاه والسلام - يدل علي امرين، الاول ان المسلمين الخاضعين للاحتلال الاسرائيلي الحقير منذ عام 1967 مازالوا صامدين في التصدي لمخططات هدم أولى القبلتين وثالث الحرمين، يقدمون طوابير متتاليه من الشهداء كل يوم لمنع المتطرفين اليهود من تنفيذ هدفهم المرحلي، وهو اقتسام الوقت مع المسلمين في المسجد كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي في الخليل، ومنعهم من هدفهم النهائي المعلن وهو هدم الاقصي وبناء هيكل يهودي علي انقاضه.

الامر الثاني ان هؤلاء المسلمين المقدسيين المرابطين في بساله يتوقعون منا في الدول المسلمه المتحرره من الاحتلال الاجنبي، التي تملك قرارها وارادتها، ان نسارع بكل الطرق لنجده المسجد الاقصى، انني رداً علي رساله نقيب المحاسبين في القدس اعد المقدسيين ان قلمي لن يترك هذه القضيه راجياً من الله ان يوفقني في تحقيق دعوتي لوقف الفتنه العظمي التي تعصف بوطننا العربي قلب الامه الاسلاميه، ان استمرار فتنه الاقتتال بين الشيعه والسنه في العراق وسوريا واليمن، واستمرار الاحتراب بين جبهتي فجر ليبيا الاسلاميه وعمليه الكرامه في ليبيا واتصال الهجمات الارهابيه في مصر والجزائر وتونس - هو امر بمثابه الانتحار الجماعي للمسلمين.

اننا لا نلتفت الي دلاله اول هجوم ارهابي علي المصلين في المسجد الاقصي في يوم عيد مولد النبي موسي عام 1920، تاملوا معي هذا الهجوم لتفهموا البديهي. لقد تولي القيام بالهجوم فلاديمير جابوتنسكي، مؤسس حركه الصهيونيه التنقيحيه التي يمثلها اليوم حزب ليكود الحاكم برئاسه نتنياهو، اعد جابوتنسكي عصابته التي اصبح اسمها بعد ذلك في الاربعينيات الارجورن تسفائي ليؤمي تحت قياده مناحيم بيجين، وشاركت في مذبحه قريه دير ياسين في ابريل 1948 بدور رئيسي، ترقب جابوتنسكي يوم عيد مولد النبي موسي الذي اعتاد فيه المسلمون في فلسطين التجمع في المسجد الاقصي للصلاه ثم زياره ضريح النبي موسي في اريحا، وما ان سجد المسلمون في المسجد حتي انهال عليهم جابوتنسكي وعصابته من كل اتجاه بالقنابل والرصاص، فاوقع منهم مائه وسبعين قتيلاً ومئات الجرحي. هل تسالون ايها القراء الاعزاء لماذا ارتكب جابوتنسكي هذه المذبحه، ام ان البديهي لا يجب شرحه؟!

تاملوا الجانب الثاني في الجريمه، لقد هاج المسلمون ضد سلطات الانتداب البريطاني، فاضطرت علي استحياء لامتصاص غضبهم وتجنب ثوره شعبيه الي القبض علي جابوتنسكي وعصابته ذراً للرماد في العيون، هيات تلك السلطات للارهابي ورجاله زنازين مزوده بكل وسائل الراحه، وسمحت لهم باستقبال نسائهم في خلوه حتي لا يشعروا بالحرمان من شيء، وفي النهايه اطلقت سراحهم ليواصلوا نشاطهم الارهابي.

هل تشرح الواقعه لكم - سادتي القراء - طبيعه التحالف المبكر والمستمر الي اليوم بين قوي الاستعمار الغربي والحركه الصهيونيه؟! ان ما يجري اليوم من تهجمات علي المسجد الاقصي ليس سوي استمرار لنهج هذا التحالف الاجرامي ضد كياننا وضد مقدساتنا. لقد مر العرب والمسلمون بمرحله سابقه كانت فيها اراده حكامهم تحت سيطره الغرب في الحقبه الاستعماريه، فكانت مقاومتنا لمخطط سلب فلسطين ضعيفه عام 1948.

وجاءت مرحله ثانيه امتلك فيها الحكام العرب ارادتهم، وانجبت هذه المرحله حاله وحده في الهدف، فتجمعت عناصر القوه، وحضرت تحضيراً ممتازاً لحرب اكتوبر 1973 التي عصفت بالجيش الاسرائيلي، ومرغت المخابرات الاسرائيلية في وحل الفشل.

ان دراستي للوثائق الاسرائيليه التي نشرت بـ«المصري اليوم» علي حلقات اعتباراً من اول اكتوبر 2014 - كشفت عن دلائل قاطعه بان امريكا لم تقف عند حد ارسال العتاد والطائرات فيما يعرف بالجسر الجوي الامريكي، بل انها ارسلت مجموعه لقياده العمليات سبقت الجسر، وارسلت في هذا الجسر قوات مقاتله دون تدخلها ما كانت اسرائيل نجت من هزيمه كامله ماحقه.

دعونا الان نربط بين ما كشفت عنه شهاده وزير الحرب موشيه ديان السريه امام لجنه اجرانات وبين الاستراتيجيه الاسرائيليه الجديده التي وضعت بذورها في الثمانينيات لاتقاء خطر العرب ومنع تكرار حرب اكتوبر.

لقد اوضح ديان امام لجنه اجرانات بعد الحرب انه بريء من مسؤوليه الهزيمه، لانه لم يكن لديه مصادر معلومات سوي المخابرات الاسرائيليه والمخابرات الامريكيه، وكلتاهما اتفقتا علي استبعاد وقوع هجوم مصري سوري، رغم ان المخابرات الامريكيه تصورت لعده ايام بين 13 سبتمبر و6 اكتوبر 1973 ان المصريين يعدون لهجوم فعلي وليس مناوره.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل