المحتوى الرئيسى

"اللغة المصرية الحديثة".. أول دراسة وصفية للغة المصريين - مصر العربية

11/10 14:59

"اللغه كائن حي دائمًا ما يتغير".. هكذا لخّص الكاتب المصري، انطون ميلاد، الفلسفه التي اقام عليها اول دراسه بحثيه وصفيه عن اللغه المنطوقه بين كافه افراد الشعب المصري منذ مهد التاريخ.

الدراسه التي صدرت مؤخرًا في كتاب بعنوان "اللغه المصريه الحديثه" تعد نواه تاسيسيه لمجال بحثي كامل في علوم اللغويات المتخصصه في اللسان المصري الحديث، كما تستهدف فض الالتباس السائد لدي المصريين حول اللغتين المصريه الحديثه (العاميه) والعربيه (الفصحي).

وجاء الكتاب في اربعه فصول تشمل اركان اللغه الاربعه وهي "الاصوات" و"الكلمات" و"القواعد" و"الدلاله".

كما تضمن الكتاب قسمًا لعده ملاحق تتضمن قاموسًا لبعض الكلمات المستخدمه في البحث وبعض الكلمات ذات الاصول المصريه، وبعض الكلمات التي تختلف دلالتها في اللغة العربية الفصحى واللغه المصريه الحديثه والابجديه القبطيه (تشتق من الاحرف اليونانيه)، وبعض من الرموز الهيروغليفيه (المصريه القديمه)، وبعض مصطلحات علم اللغه، وابجديه مقترحه للغه المصريه الحديثه.

اما مقدمه الكتاب فتتكون من عده مقالات تتحدث عن علاقه اللغه بالهويه واهميه اللغه في نهضه الشعوب ومقال تحليلي نقدي للاسماء المنعوت بها اللغه المصريه الحديثه.

ويوضح الكتاب كيفيه سقوط اللغه والهويه المصريه قبيل احتلال المقدونيين (808 ق.م - 309 ق.م) لمصر اذ انقسم المصريون فيما بينهم لقسم يؤيد المقاومه الشعبيه للمحتل الفارسي واخر يؤيد دعم الامبراطوريه المقدونيه، وبعد وقوع الاحتلال المقدوني (القرن الرابع قبل الميلاد) تم تنصيب الاسكندر الاكبر ابنا للاله امون ( اله الشمس والريح والخصوبه) ليحصل من الكهنه علي شرعيه حكم مصر.

وهكذا جاءت الضربه القاتله لمقاومه المحتل بايدٍ مصريه وتم تحويل لغه مصر الرسميه الي اللغة اليونانية، لكن المصريين تركوا اللغه اليونانيه وبداوا في كتابه دواوينهم باللغة العربية، ليظهر هجين لغوي خاص بمصر عباره عن مزيج بين اللغتين القبطيه والعربيه.

لذلك يري البعض ان اللغه المصريه الحديثه ما هي الا مجموعه اخطاء لغويه مغايره للمعايير اللغويه التي يجب ان تكون عليها اللغه العربيه.

واوضح الكتاب ان هؤلاء يؤمنون بان للغه قواعد ثابته يجب علي البشر الناطقين بها عدم الانحراف عنها، ولكن انطون ميلاد اختلف معهم في هذا الطرح لانه يري ان البشر اخترعوا اللغه كي تمكنهم من التواصل والتعبير عن احتياجاتهم، وبما ان البشر يتطورون واحتياجاتهم تتطور معهم ايضا اصبح من المنطقي ان تتطور اللغه وتخضع لبعض المتغيرات.

ولفت ميلاد الي ان للغه المصريه الحديثه عده مسميات ابرزها "اللهجه المحليه" و"تطور اللغه المصريه" و"لغة عامية"، كما اشار الي انه "من لا يعرف لغته لا يعرف الغايه من وجوده" لذلك من الضروره ان تعي الشعوب ماهيه لغتها وتفهمها جيدا كي تتمكن من فهم الخلفيات الثقافيه لتلك الشعوب ومن ثم النهوض بها.

وتضم هذه اللغه 7 لهجات هي : "اللهجه القاهريه (نسبه لسكان العاصمه القاهره)، ومجموعه لهجات الدلتا (سكان دلتا النيل/شمال)، ومجموعه لهجات القناه (شمال شرق)، واللهجه السكندريه (نسبه الي مدينه الاسكندريه / شمال)،  اللهجه السيناويه (نسبه الي سيناء /شمال شرق)، لهجه النوبه (جنوب)، ومجموعه لهجات الصعيد (المحافظات الجنوبيه)".

واثبتت الدراسات اللغويه التي وثّقها الكتاب ان الكثير من المفردات التي نستخدمها اليوم في اللغه العربيه الفصحي هي في الحقيقه ذات اصول مصريه خالصه، فعلي سبيل المثال نجد المصريين هم اول من حددوا الاتجاهات بالقبلي (المحافظات الجنوبيه) والبحري (دلتا النيل) بدلا من الشمالي والجنوبي، ونقل العرب هذه التسميات عن المصريين.

كما لفت الكتاب الي ان هناك مصطلحات تستخدم حتي اليوم في اللغه المصريه الحديثه وجذورها تضرب في اللغتين القبطيه والمصريه القديمه ومن هذه الكلمات "لُكْلُك" التي تستخدم لنعت الشخص كثير الكلام، و"لِمِضْ" التي يصف بها المصريون الشخص المجادل.

لكن مؤلف الكتاب حذّر في الوقت نفسه مما يعتبرها "حربًا بارده" تخوضها اللغه المصريه ضد محاولات محوها او خلجنتها مشن خلال ضخ مواد اعلاميه خليجيه وسوريه، مستغلين "جهل" الشعب المصري بلغته الخاصه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل