المحتوى الرئيسى

إسرائيل تعترف بالآراميين جماعة عرقية قائمة بذاتها

11/09 16:04

في تلال الجليل التي تكسوها الخضره حيث يقال ان المسيح كان يعظ الناس قبل الفي عام تحتفل مجموعه تتحدث باللغة الآرامية التي كان المسيح يتحدث بها بتحقيق نصر في مسعاها لحمايه تراثها.

ففي مكان يشهد توترات بسبب قضايا مثل الاصول العرقيه والديانه والمواطنه حصل هؤلاء المسيحيون علي حق تغيير صفتهم في سجل السكان من "عرب" الي فئه عرقيه جديده هي "اراميون".

والجماعه التي سعت لهذا التغيير صغيره يعد افرادها بالمئات علي افضل تقدير لكن الحمله التي يشنونها تمثل جزءا من نقاش اكبر يدور حول قضايا الهويه في الأرض المقدسة ومعامله اسرائيل للاقليه العربيه.

ويقول مؤيدو التغيير ان موافقه اسرائيل علي السماح لهذه الفئه بتسميه نفسها بالاراميين دليل علي التسامح العرقي.

لكن منتقديه يرون فيه محاوله من الحكومه لتشجيع الانقسامات بين السكان العرب الذين يصف عدد كبير منهم انفسهم بانهم فلسطينيون ويمثلون نحو خمس سكان اسرائيل البالغ عددهم 8.2 مليون نسمه.

ويقول اخرون انه انعكاس لواقع العرب في اسرائيل حيث يشعر كثيرون انهم عرضه للتمييز.

ويراس شادي خلول الذي عمل من قبل ضابطا في الجيش الإسرائيلي الجمعيه الاراميه في اسرائيل التي ضغطت علي الحكومه للمطالبه بالتغيير. وكان ابنه يعقوب البالغ من العمر عامين اول من سجل في اسرائيل كارامي.

وقال خلول الذي تطوع للخدمه العسكريه "انها مساله روحيه ان اشعر باني علي قدم المساواه مع الاخرين وانني لست اقل منهم في شيء - اليهود والعرب والشراكسه والدروز والايطاليون واليونانيون. اجدادي سيفخرون بي."

وتجند اسرائيل الشباب من الجنسين في سن الثامنه عشره في جيشها لكنها تعفي العرب.

وكل الذين شاركوا في الحمله من سكان قريه جيش ينتمون للكنيسه المارونيه التي ترسخت في لبنان في القرن الخامس. ولغتها المستخدمه في الطقوس هي الاراميه التي لا يتحدث بلهجاتها سوي بضع مئات الالاف في جميع انحاء العالم.

لكن ليس الكل سعيدا بهذا التغيير في القريه العربيه التي يبلغ عدد سكانها 3000 نسمه.

وقال مرفت مارون (39 عاما) "هم يخجلون من اصلهم. فانا عربيه. عربيه مسيحيه مارونيه وفخوره بذلك. وجذوري فلسطينيه."

وقال باسل غطاس عضو الكنيسيت الاسرائيلي الذي ينتمي لحزب بلد العربي ان الهدف من اعتراف اسرائيل بالاقليه هو بث الفرقه والعداوه بين العرب.

وقال غطاس "هذه سياسه فرق تسد. ان لا ترانا نحن العرب كجزء من الشعب العربي الفلسطيني او اقليه وطنيه بل تشكيله من المجموعات العرقيه الصغيره وتزرع الخلافات والانقسامات فيما بيننا."

ودعت لجنه العدل والسلام - مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيه في الارض المقدسه من يفكرون في تغيير وضعهم الي العوده لرشدهم.

وشددت اللجنه في بيان علي الهويه العربيه الفلسطينيه وقالت ان اسرائيل لا تحتاج لمن شوهوا هويتهم وجعلوا من انفسهم اعداء لشعبهم واصبحوا جنودا محاربين.

اما الاب يوسف يعقوب راس الكنيسه المارونيه في حيفا فاتخذ موقفا اقرب لمحاوله التوفيق بين الجانبين وقال "ليس من مهمه الكنيسه ان تتدخل في كيفيه وصف الناس لهويتهم بل لبناء ثقافه مجتمع وانفتاح علي الاخرين."

وتوضح بيانات مكتب الاحصاء الاسرائيلي ان نحو 83 في المئه من عرب إسرائيل من المسلمين وثمانيه في المئه منهم مسيحيون والباقون دروز.

وقال تشين برام استاذ الانثروبولوجيا في الجامعه العبريه ان الاعتراف الرسمي بالعرق الارامي يرتبط بحمله في الاونه الاخيره من جانب اسرائيل لتجنيد المسيحيين العرب في الجيش.

وفي العاده ياخذ المسيحيون جانب المسلمين في القضايا التي تخص الصراع الاسرائيلي‭‭‭ ‬‬‬الفلسلطيني اي انهم لا يتطوعون للخدمه في الجيش.

وربما يفيد التغيير في حمله اخري يشنها الاراميون في الجيش.

فكثير من سكان القريه لهم جذور في قريه بريم المجاوره التي طردت القوات اليهوديه سكانها الموارنه في حرب عام 1948. وقد ازالت اسرائيل القريه عام 1953 ولم تبق سوي علي كنيستها وبرج اجراسها.

ويخوض اهل بريم معركه قانونيه منذ عشرات السنين للسماح لهم بالعوده واعاده بناء القريه.

وربما يسهم الوصف الجديد في فصل هذا المطلب عن قضيه حق العوده للاجئين الفلسطينيين.

والاراميه لغه ساميه تربطها صلات بالعبريه والعربيه وكانت في يوم من الايام اللغه الشائعه في المنطقه لكن اللغه العربية حلت محلها بعد الفتوحات الاسلاميه في القرن السابع.

وخلال زياره البابا فرنسيس للاراضي المقدسه في مايو ايار اختلف هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا حول لغه المسيح.

فقال نتنياهو "يسوع كان هنا في هذه الارض. وكان يتحدث العبريه."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل