المحتوى الرئيسى

في قمة آبيك..هل يذوب الجليد بين الصين واليابان؟

11/09 14:51

بعد جمود في العلاقات بين الصين واليابان علي مدار عامين، بدت ملامح هذا التازم في الانحسار لاسيما عقب اصدار طوكو وبكين بيانا مشتركا، الجمعه الماضيه، قالتا فيه، انهما وافقتا علي استئناف الحوارات السياسيه والدبلوماسيه والامنيه تدريجيا.

ما لبث هذه الكلمات "الرنانه" الي ترجمت الي واقع ملموس، باجتماع شهدته العاصمه بكين، امس السبت، بين وزير الخارجية الصيني، وانج يي، ونظيره الياباني فوميو كيشيدا، في اول مباحثات رسميه بين المتخاصمين منذ سبتمبر/ايلول 2012، وذلك علي هامش قمه منتدي التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي "ابيك" التي تستضيفها الصين، ومن المقرر لها ان تنطلق غدا الاثنين، علي ان تستمر اعمال القمه حتي بعد غد الثلاثاء.

وزير الخارجيه الصيني، وانج يي - ارشيفيه

تاتي المباحثات اليابانيه الصينيه رفيعه المستوي قبيل لقاء مرتقب اليوم الاحد بين الرئيس الصيني، شي جين بينج، ورئيس الوزراء الياباني، شينزو ابي، والذي نقلت عنه وكاله اسوشيتد برس قوله في تصريحات تليفزيونيه :"حتي الان الابواب موصده للاسف، ولكن الاتفاق الاخير بين البلدين قد يحدث تغييرا في مسار العلاقات الراهنه"، فيما اعربت الصين عن املها في تجاوز كل هذه التوترات مع جارتها الاسيويه، خلال فعاليات قمه ابيك التي تدفع في المقام الاول الي تفعيل المبادره الاقليميه للتجاره الحره بمنطقه اسيا والمحيط الهادئ.

ما هي اسباب الخلاف الاخير ؟

توتر العلاقات بين الصين واليابان يرجع امده الي عقود، فبرغم من انفراجه الامل التي تحيط بالبلدين الاسيوين في تحسين العلاقه الثنائيه خلال اجتماعهما المنتظر بقمه ابيك، فان طوكيو لازالت تخشي من ارتفاع وتيره التوتر بينها والصين في اي لحظه، في الوقت الذي تبدي فيه بكين استياءها من موقف جارتها الاسيويه بعدم ابداء الندم عن ما ارتكبته سابقا في حق الصين من غزو "غاشم" عليها في القرن العشرين، الا ان هناك اسبابا اخري وراء كل هذه المخاوف التي يحملها الجانبان لبعضهما البعض، نوجزها في نقاط.

العداء في السنوات الاخيره بين طوكيو وبكين كان نتيجه النزاع حول مجموعه من الجزر غير الماهوله في بحر الصين الشرقي التي تسيطر عليها اليابان، لكن تطالب بها الصين، وقد وقعت عده مواجهات بحريه وجويه بين الجانبين بسبب جزر صغيره، تسمي "دياويو" في الصين و"سينكاكو" في اليابان.

جزر بحر الصين الشرقي المتنازع عليها - ارشيفيه

هذا وقد تفاقمت حده التوتر بين الجانبين في اواخر 2012، بعد انتخاب شينزو ابي، رئيسا للحكومة اليابانيه، لما له من توجهات قوميه محافظه. ووصل درجه التوتر ذروتها في اواخر عام 2013، بزياره ابي لضريح ياسكوني، رمز الماضي العسكري الياباني خلال الحرب العالميه الاولي والثانيه، والذي يضم اسماء 14 شخصا متهمين بارتكاب جرائم حرب، وهو الامر الذي استنكرته بكين واكدت في تصريحات رسميه وقتها علي وجود عقبه كبيره جديده علي طريق العلاقات الثنائيه بين البلدين، بسبب تناسي "ابي" وعدم اكتراثه بمعاناه الصين خلال هذه الحروب، بحسب ما ورد بالبيان الرسمي لجمهوريه الصين الشعبيه.

رابط فيديو - زياره ابي لضريح ياسكوني

كما اثارت اعاده تفسير حكومه "شينزو ابي" اليابانيه لدستور البلاد السلمي حفيظه السلطات الصينيه، حيث اقرت طوكيو في يوليو الماضي، تعديلا تاريخيا علي دستورها السلمي، من اجل اتاحه تقديم المساعده العسكريه لحلفائها حال تعرضهم لاي هجوم، ومن ثم السماح لجيوشها بدور اكبر خارج نطاق اليابان، وهو ما دفع بكين الي دق ناقوس الخطر.

يلقي باللوم في التوتر الحادث بين البلدين الاسيوين ايضا علي جانب اخر، حيث انخفض قطاع الاستثمارات اليابانيه داخل الصين لما يقرب من 50% في النصف الاول من عام 2014، وهو ما اثر بالسلب علي معدل النمو الاقتصادي الصيني، والذي تباطا بشكل حاد ليصل الي 7.4% في الربع الثالث من العام الجاري، وهو ادني مستوي وصلت له بكين منذ خمس سنوات.

هذا ويري مراقبون، وفقا لهيئه الاذاعه البريطانيه بي بي سي، ان الصين تريد ضمانات عده من طوكيو لتحسين العلاقات معها ووضع حد للتوترات الناشئه بينهما، وذلك من خلال اخذ تعهد من اليابان بعدم زياره ضريح "ياسوكوني" المثير للجدل، والاعتراف بوجود نزاع علي الجزر الاقليميه ببحر الصين الشرقي، علما بان طوكيو ترفض الاعتراف رسميا بانها تخوض خلافا علي سياده الجزر مع بكين، معتبره انها جزء من اراضي اليابان.

رابط فيديو - ماذا تريد الصين اقليميا

وحول الانفراجه الرمزيه المنتظره بين البلدين الاسيوين، تشير بعض التكهنات، نقلا عن اسوشيتد برس، الي ان الصين ترغب في فتح الابواب لجارتها طوكيو، وقد ظهر ذلك جليا مؤخرا، ففي اكتوبر الماضي، جرت مباحثات غير رسميه بين نائب الرئيس الصيني، لي يوان تشاو، ووفد ياباني من الحكام المحليين، وبعد اسبوع واحد، شهدت العاصمه بكين لقاء بين رئيس الوزراء الياباني السابق، ياسو فوكودا، والرئيس الصيني، شي جين بينج.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل