المحتوى الرئيسى

ألمانيا تحتفل بمرور خمسة وعشرون عاماً على سقوط جدار برلين

11/09 11:51

تحتفل المانيا، اليوم الاحد، بالذكري الخامسه والعشرين لسقوط جدار برلين الذي كان يقسم المدينه والذي تم هدمه عام 1989، حيث جعل الالمان هذا اليوم عيداً شعبيا لاحياء ذكري الحدث التاريخي الذي وحد المانيا.

وقد تم ترتيب 8 الاف من بالونات الهيليوم علي طول 15 كيلومترا، وهو مسار الحائط الذي كان ممتدا عبر وسط العاصمه الالمانيه اثناء الحرب البارده السابقه، ومن المقرر اطلاقها مساء اليوم. وستعزف اوركسترا برلين مقطوعه “الطريق للسعاده” من السيمفونية التاسعة لبيتهوفين، التي اصبحت النشيد غير الرسمي للوحده والسلام لاوروبا، بالتزامن مع اطلاق البالونات في الهواء. وسوف تتراس المستشاره أنغيلا ميركل الاحتفالات، التي سوف تشمل عروضا من المغنيين الالمان المشهورين. ومن المقرر ان تفتتح ميركل معرضا كبيرا عند النصب التذكاري للحائط في شارع برناور، وهو الشارع الذي قسم بين عشيه وضحاها عندما تم بناء الجدار فجاه في اغسطس 1961، لوقف النزوح الجماعي لمواطني شرق المانيا لغربها .

وقالت الصحف الالمانيه ان نحو مليوني زائر سيصلون الي العاصمه الموحده، لكن يخشي ان يؤثر الاضراب الواسع غير المسبوق في قطارات السكك الحديد علي تدفق الناس اذا استمر حتي الاثنين بحسب ما ذكرت وكاله "اونا".

بعد نهايه الحرب العالميه الثانيه 1945، التي انتهت بهزيمه ألمانيا النازيه وانتحار هتلر، تم تقسيم المانيا، حيث  قسمت دول الحلفاء الممثله في الولايات المتحده وبريطانيا وفرنسا ورسيا المانيا المهزومه الي اربعه قطاعات، لم تتمكن القوي المنتصره من الاتفاق سويا علي مصير موحد لالمانيا. وادي ذلك الي نشوب خلاف بين الشرق والغرب، فتاسست في القطاعات الغربيه جمهورية ألمانيا الديمقراطية وفي القطاع السوفييتي جمهورية المانيا الاتحادية. واصبحت برلين بؤره النزاع في الحرب البارده.

بني جدار برلين من قبل جمهوريه المانيا الديمقراطيه ونظامها الحاكم لمنع سكانها من الفرار الي الغرب، فقد شيدت حكومتها جدارا حول مواطنيها في 13 اغسطس 1961 لانه لم يعد من الممكن لها تحمل حركه النزوح، التي تسببت في نزيف اقتصادي عانت منه، فقد هاجر اكثر من 1.6 مليون الماني من شرق البلاد الي غربها، لهذا بدات قياده الحزب الشيوعي الحاكم ببناء  الجدار تدريجياً، ومات 138 شخصا خلال محاولاتهم عبور الجدار بعد ان اطلق حراس الجدار النار عليهم. وبذلك تم تقسيم برلين وتقسيم المانيا وتقسيم اوروبا بشكل نهائي. فقد قطع الجدار لمده 29 عاما المدينه والبلد والقاره.

بحلول عام 1988 ، بدا العالم يتبدل علي نحو سريع ووقف الاتحاد السوفيتي والدول التابعه له في اوروبا الشرقيه عاجزين عن ملاحقه التطور والظروف المعيشيه الجيده في الغرب ما ترتب عليه تنامي حده غضب المواطنين في الكتله الشرقيه من نظامهم الحاكم وخروجهم في تظاهرات واحتجاجات قوضت بدورها قدره الحكومه علي الحفاظ علي الامن والنظام.

رغم اعتبار الكثير من الباحثين هدم جدار برلين الحدث الابرز والاوقع تاثيراً في عمليه التحرر من الشيوعيه، الا انه هناك الكثير من الدول قد سبقت المانيا في عمليه التحرر، فقد سبقت المانيا العديد من دول اوروبا الشرقيه في التحرر من سيطره الاتحاد السوفيتي والشيوعيه، وكانت اولي المحطات في بولندا، حيث بدات الاحداث عام 1989م، واستكملت مسيرتها في المجر والمانيا الشرقية وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا، كان التوسع في حملات المقاومه المدنيه يعد احدي المميزات السائده لتلك التطورات والتي تظهر المعارضه الشعبيه لاستمرار حكم الحزب الواحد والمساهمه في الضغط من اجل التغيير.كانت رومانيا هي الدوله الوحيده في الكتله الشرقيه التي اطاحت بالنظام الشيوعي اطاحه لا سلميه،  بينما اخفقت مظاهرات ساحه تيانانمن في تحفيز التغيرات السياسيه الرئيسه في الصين. اضافه الي ذلك ساعدت الصور القويه التي اظهرت الاستماته في الدفاع اثناء تلك الاحتجاجات في اثاره الاحداث في العديد من البقاع الاخري من العالم. كان سقوط جدار برلين عام 1990م، من بين الثورات الاشهر المعاديه للشيوعيه، وهو الامر الذي يمثل البدايه الرمزيه لـإعادة توحيد ألمانيا عام 1990م.

يعرف السيد هارالد جاغرد في المانيا اليوم، 71 عاماً، بانه الرجل الذي فتح جدار برلين، ففي 9 نوفمبر منذ ربع قرن، كان جاغر يعمل ضابطا في وحده مراقبه جوزات السفر التابعه لالمانيا الشرقيه علي معبر بورنهولم الذي كان يفصل بين برلين الشرقية والغربيه.

عند منتصف الليل، واجه هو وزملاؤه بالمعبر عددا كبيرا من الجماهير الغاضبه تقدر بحوالي 20،000 مواطن من المانيا الشرقيه يهتفون ويطالبون بفتح المعبر، ووسط الفوضي العارمه والخوف من التدافع او في احداث حمام دم، امر هاجرد بدون ان يعلم ان اوامره ستكون الخطوه الاولي لتوحيد المانيا، بفتح المعبر.

ادي هذا الانقسام الي اختلاف جذري وسريع في الظروف المعيشيه بين كل من ألمانيا الغربيه والشرقيه ؛فبمساعده القوه المحتله لالمانيا الغربيه تاسس مجتمع راسمالي عاصر تطورا ونموا سريع الخطي للاقتصاد فيما وصف حينها بـ"المعجزه الاقتصاديه" .

وفي ظل العمل الشاق والجاد ، تمكن المواطنون في المانيا الغربيه من تحسين مستوياتهم المعيشيه وشراء ما يحلو لهم والسفر اينما ارادوا.

علي النقيض تماما، عاني المواطنون في المانيا الشرقيه من تدهور ظروفهم المعيشيه حيث نظر الاتحاد السوفيتي الي المنطقه التي استولي عليها علي انها غنيمه حرب وراح ينقل كافه المعدات والممتلكات القيمه في هذه المنطقه الي بلاده ووقعت المانيا الشرقيه تحت سطوه النظام الشيوعي تماما ومن ثم تم تاسيس مجتمع شيوعي عاني من الانحدار الاقتصادي وقيود علي حريات الافراد

بعد توحد المانيا، كانت المانيا الشرقيه اكثر فقرا، واكثر تخلفا، مقارنه بالمانيا الغربيه، ولقد ساهم الشعب الالماني باكثر من 1200 مليار يورو من اجل اعاده بناء المانيا الشرقيه واعاده بناء برلين لكي يتم تقريب مستوي المعيشه بين المنطقتين، ورغم كل ذلك فان مستوي رواتب اهالي المانيا الشرقيه سابقا اقل من نظيره في المناطق الغربيه بـ 30 في المئه، ونسبه البطاله ترتفع في مدن المناطق الشرقيه بـ 25 في المئه عن نظيراتها في مدن المناطق الغربيه بالمانيا. ولهذا فلا عجب ان تعلن المستشاره الالمانيه انجيلا مريكل في مناسبه الذكري العشرين لسقوط سور برلين ان الوحدة الألمانية لم تكتمل بعد نظرا لاستمرار الفوارق في الاوضاع الاقتصاديه بين شرق المانيا وغربها.

 نتيجه لتحرر العديد من دول اوروبا الشرقيه من الهيمنه السوفيتيه من ضمنهم المانيا الشرقيه، لم يستطع الاتحاد السوفتي الصمود في وجه التحديات التي قابلته في ايامه الاخيره، حيث انتهي الامر  بحل الاتحاد السوفيتي بحلول نهايه عام 1991م، مما نتج عنه ميلاد 14 دوله (ارمينيا واذريبجان وبيلاروسيا واستونيا وجورجيا وكازاخستان ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا وطاجيكستان وتركمانستان واوكرانيا واوزباكستان) اعلنوا استقلالهم عن الاتحاد السوفيتي وقد خلفت روسيا الاتحاديه مجموعه كبيره منهم. انتهت الشيوعيه من البانيا ويوغسلافيا بين اعوام 1990م و1992م وانقسمت الاخيره لخمس دول اخري بحلول عام 1992م: سلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا والبوسنه والهرسك وجمهوريه يوغسلافيا المتحده (التي سميت فيما بعد بصربيا والجبل الاسود وانقسمت بعدها لدولتين، صربيا والجبل الاسود).

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل