المحتوى الرئيسى

مخاوف من توريط الطائفة الدرزية في حرب النظام السوري

11/09 02:22

تسود حاله من التوتر والاستياء قري جبل الشيخ وأشرفية صحنايا وصحنايا، بعد مقتل 26 شابا من ابناء الطائفة الدرزية، في المعارك التي تسبب النظام باندلاعها في قري بيت تيما وكفر حور وحسنو في جبل الشيخ، قبل 3 ايام.

وكانت قد وقعت، يوم الخميس الماضي، مجموعات تابعه لجيش الدفاع الوطني وميليشيات طائفيه (شيعيه ودرزيه) في كمين راح ضحيته ما يزيد عن 40 قتيلا، وذلك بعد انسحاب مفاجئ لقوات النظام السوري، وترك مجموعات الدفاع الوطني من دون اي غطاء ناري او جوي يؤمن انسحابها هي الاخري من المنطقه.

وذكر مصدر من اشرفيه صحنايا لـ«الشرق الأوسط» ان حاله من السخط علي النظام السوري بدات تظهر بين الاوساط المحليه الدرزيه، نتيجه توريطه في المعركه لبعض الشباب الدروز الذين سبق ان جنّدوا ضمن ميليشيا طائفيه جري العمل علي تشكيلها في وقت سابق، حين قام «حزب الله» بارسال مبعوثه الخاص، سمير القنطار، الي قري جبل الشيخ واشرفيه صحنايا وصحنايا من اجل تنظيم قوه عسكريه مواليه للنظام.

واتخذت تلك الدعوه في ذلك الوقت عنوانا ترويجيا لها يقوم علي فكره «تحرير» مقام الشيخ عبد الله في قريه مزرعه بيت جن، وهو مقام ديني بالغ الاهميه لدي ابناء الطائفه الدرزيه اصبح تحت سلطه قوات المعارضه، بعد سيطرتها علي قري بيت جن ومزرعه بيت جن ومغر المير وحينا.

وكانت الحمله الداعيه لتشكيل ميليشيا طائفيه درزيه قد لقيت قبولا ضعيفا لدي الشباب الدرزي من اعضاء اللجان الشعبيه علي وجه التحديد، رغم معارضه رجال الدين لها ورفضها رفضا قاطعا باعتبارها تؤسس لفتنه طائفيه يريد النظام ان يزرعها في جبل الشيخ بين الدروز وجيرانهم.

واعتبر رجال الدين في ذلك الوقت ان حل مساله مقام الشيخ عبد الله يكون بالطرق التفاوضيه السلميه.

من جهتها، كانت قوات المعارضه قد بثت اكثر من رساله توضح فيها حرصها علي المقام، وطلبت من رجال الدين الدروز ان يتوجهوا للاطمئنان علي حال المقام في اي وقت ارادوا.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قال انه «ما لا يقل عن 26 من عناصر «قوات الدفاع الوطني» المواليه للنظام، سقطوا خلال هجوم نفذته (النصره) و(كتائب اسلاميه)، علي منطقه بيت تيما (جنوب) مساء الخميس، واسفرت كذلك عن مقتل ما لا يقل عن 14 مقاتلا من النصره والكتائب المعارضه».

وتقع بيت تيما ذات الغالبيه الدرزيه جنوب غربي دمشق، علي مقربه من جبل الشيخ الواقع علي الحدود اللبنانيه - السوريه. وهي تحت سيطره قوات النظام، وتشهد منذ اكثر من سنه اشتباكات شبه يوميه، الا ان المعارك الاخيره اوقعت حصيله القتلي الاكبر في يوم واحد، بحسب المرصد.

ورغم ان موقف الطائفه الدرزيه في سوريا كان حياديا منذ بدء الأزمة السورية، من دون ان يعلن ابناؤها موقفهم الداعم الي اي جهه من الطرفين، الا ان محاولات كسر ذلك الحياد تتواصل من قبل النظام بتجنيد بعض رجالات السياسه والعسكر والدين من ابناء الطائفه، بهدف التاثير علي ابنائها وتجييشهم للقتال الي جانب النظام.

ومن هذه المحاولات، كانت الاستعانه برئيس حزب التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب، الذي برز منذ بدايه الثوره لاعبا اساسيا يعتمد عليه النظام في سعيه لتجنيد وتسليح ابناء الطائفه الدرزيه.

لكن الموقف الابرز في التاثير علي ابناء الطائفه الدرزيه في سوريا كان موقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي حذر مرارا من مغبه تورط ابناء الدروز في حرب النظام. الامر الذي عاد لتاكيده في تعليقه علي الاحداث الاخيره في جبل الشيخ، محذرا من استخدام الدروز لمواجهه الثوره. ونبه من مخاطر التورط مع النظام قائلا: «ان الاوان للمصالحه مع الجوار والوقوف علي الحياد». وتابع: «اجلا ام عاجلا سيُنصر الشعب السوري». وكان جنبلاط قد تنبه للخطر المتوقع حدوثه في جبل الشيخ، حيث وجه في وقت سابق نداء لاهالي القري الدرزيه قال فيه: «اتوجه اليكم عبر وسائل الاعلام لاشدد علي عروبتكم ووطنيتكم، واعول علي وعيكم ومسؤوليتكم في اجهاض اي مشروع فتنه حاول ويحاول النظام السوري جاهدا ان يزرعها بينكم وبين اخوانكم السوريين من ابناء الطوائف الاخري، بهدف اشعال النار والتدخل في الوقت المناسب لاستعاده السيطره علي المناطق التي تحررّت من قمعه وسطوته».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل