المحتوى الرئيسى

حسن عابدين.. الفدائي الذي حُكم عليه بالإعدام ومنع من زيارة قبر النبي

11/08 09:24

''مهلا ايها الخريف'' جمله يعلم فقط معناها من يعيشون في هذه المرحله العمريه، والتي رغم جمالها ومميزاتها من نضج ورزانه وحكمه الا انها ايذانا بنهايه العمر ويالرحيل، ربما كان كل هذا ما دار في ذهن الفنان والكوميديان حسن عابدين، عندما وضع عنوان لواحده من رسومات رسام الكاريكاتير رمسيس اثناء استضافته في برنامج ''يا تليفزيون يا''، فسبقت جمله ''مهلا ايها الخريف''، تنهيده من يترجي الزمن ان يتمهل قبل ان ياتي موعد الرحيل.

لم يسمح عابدين لنفسه ان يعيش متاملا الماضي الذي رحل قبل ان يحقق احلامه وهو في ريعان شبابه، بل استغل ''فرصة العمر'' التي جاءته ليصبح واحدا من مشاهير حققوا شهرتهم في مرحله عمريه متاخره وقبل الحديث عن شهرته الفنيه، دعونا نتامل جانب آخر في حياه عابدين يختلف عما عرفه عليه الجمهور.

وفقا لحوار صحفي اجراه خالد اصغر ابناء عابدين، فان والده تطوع مع الفدائيين عام 1948 ليحارب في فلسطين ضد العدو الصهويني وتمكن وقتها من قتل اسرائيليين، وتم القبض عليه ليكون مصيره الحكم بالاعدام، ولولا ان صديق له ولمن معه في قفص الاتهام اقتحم المحكمه مرتديا حزاما ناسف، وهدد بتفجير نفسه داخل القاعه اذا لم يتم الافراج عن المتهمين، لكانت حياه عابدين انتهت وعمره اقل من 18 عاما.

واستطاع عابدين الهروب من حكم الإعدام ليعود الي مصر.

حرمه والده من التعليم الجامعي حتي لا ياتي الي القاهره ويلتحق بمعهد التمثيل، ولكن الشاب العنيد استطاع ان يجد متنفسا في محافظته بني سويف، فالتحق بقصر الثقافه هناك وقدم العديد من المسرحيات، ولم يعرف من عائلته بهذا الامر سوي والدته.

ثم انضم عابدين الي ''المسرح العسكري''، وبعدها التحق بفرقه الفنان يوسف وهبي ليقدم معه العديد من المسرحيات، ويستمر في تقديم دور الاب، الذي اصبح لصيقا به منذ الطفوله فبرع في تقديمه واتقنه بصوره فائقه، خاصه بعدما اضفي في كثير من ادواره خط كوميدي ضمن له الاختلاف عن غيره من نجوم اشتهروا بتقديم دور الاب.

كما التحق بفرقه المسرح القومي والمسرح الحديث، وقدم معهم العديد من المسرحيات، وجاءته الشهره متاخره، ونجح في تقديم عدد كبير من الاعمال التليفزيونيه والمسرحيه التي اصبحت علامات في تاريخه الفني، ومازال الجمهور يتذكره بها حتي الان، كما قدم عدد من الافلام السينمائيه ولكنها لم تكن بنفس قيمه وشهره اعماله في المسرح والتليفزيون.

من اشهر اعماله المسرحيه، مسرحيه ''نرجس'' وهي جواز مروره الي قلب الجمهور، حيث جسد وقتها دور والد الفنانه سهير البابلي، والتي شاركها ايضا بطوله مسرحيه ''علي الرصيف''، ومن بين مشاهده فيها مشهد  في المحكمه يرفض ان تُرفع الجلسه المُقامه للتحقيق في قضيه فساد، فيقول عابدين في المشهد ''مين اللي خلا الواطي بقي عالي والعالي بقي واطي لحد ما اختلط علينا الامر وبقينا مش فاهمين.. مين اللي خلا الدكتور يسرق من العيان كلاويه.. مين اللي خلا الناس تمد ايدها تسرق وتختلس وترتشي، مين اللي سرق احلامنا.. لا يا سياده الرئيس لا يا ناس الجلسه لازم تفضل مفتوحه لحد ما نعرف مين.. مين اللي سرق مصر''.

ميــــــــن اللي سرق مصر.. هكذا قال الراحل حسن عابدين

''شفيق يا رااااااجل''، من اشهر اللازمات التي اضحكت الجمهور في مسرحيه ''عش المجانين''، وهي واحده من اجمل مسرحياته والتي شاركه فيها محمد نجم، ميمي جمال ليلي علوي.

كما قدم سهره تليفزيونيه بعنوان ''الثانويه العامه'' بطوله خيريه احمد والمطرب عمرو دياب، مسلسل ''طيور الصيف''، مسلسل ''اهلا بالسكان''، مسلسل ''هو وهي'' مع احمد زكي وسعاد حسنى، ومسلسله الاشهر ''انا وانت وبابا في المشمش''، ومن افلامه ''ريا وسكينه، درب الهوي، عيب يا لولو يا لولو عيب، فيفا زلاطه، مملكه الهلوسه''.

الشعبيه التي حققها عابدين دفعت صُناع الاعلانات ان يعرضوا عليه تقديم حمله اعلانيه لاحدي شركات المياه الغازيه بعنوان ''سر شويبس''، فقدم 4 اعلانات تقريبا حققوا جميعا نجاحا منقطع النظير، واقبال من الجمهور لشراء المنتج الذي يعلن عنه نجمهم المُفضل، لكنه قوبل من النقاد بهجوم شديد اصابه بالاكتئاب وجعله يُقسم الا يقدم اعلانات مره اخري، وهو ما جعله يرفض ان يقدم حمله اعلانيه لـ BMW رغم الاغراءات الماليه الضخمه التي عرضتها الشركه عليه.

فكر عابدين في اعتزال الفن اثناء اداءه لمناسك العمره، وزيارته لقبر الرسول الكريم، فهناك تعرف عليه الحراس وطلب منه احدهم -وفقا لروايه ابنه خالد في حوار صحفي- الابتعاد عن قبر الرسول، لانه ممثل، وكان وقتها يقدم مسرحيه ''عش المجانين'' مع محمد نجم، فعاد الي القاهره ليفاجئ نجم برغبته في عدم استكمال العرض، لكن دبر له صديقه الفنان القدير ابراهيم الشامي لقاء مع الشيخ محمد متولي الشعراوي والذي نصحه بالعوده للفن ليقدم فنا هادف يحارب به الفن الرخيص.

اعلان سر شويبس حسن عابدين - الثمانينات 2

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل