المحتوى الرئيسى

عفراء جلبي: خَطبتُ «الأضحى» والجمعة وكنت إمامة للتراويح أعوامًا | المصري اليوم

11/08 08:51

بعد اعوام من اثاره احدي السيدات الجدل بامامتها المصلين في الولايات المتحده، تعود القضيه مجددًا مع الباحثه عفراء بنت خالص جلبي التي خطبت عيد الاضحى الماضي في نحو 500 رجل وامراه، حضروا صلاة العيد في مدينه تورونتو- كندا، وتؤمن بان «المنبر ليس حكرًا علي الرجال»، بحسب قولها.

ولان خطبتها كانت بالانجليزيه، تاخر صداها حتي تمت ترجمتها الي العربيه، فبدا الجدل يتصاعد من جديد، ولكن في اوساط محدوده من متابعيها. الا ان مناصره باحثين مثل مواطنها الدمشقي المفكر الاسلامي محمد حبش لخطوتها، جعل الموضوع في سياق تاويلي مختلف، خصوصًا ان الخطيبة الجديدة، ابنه عائله علميه، فابوها طبيب وكاتب وخالها جودت سعيد، كانا بين اكثر المفكرين الاسلاميين حضورًا منذ عقود، الي جانب صديق عائلتها الفكري ادوارد سعيد.

«جلبي» خرجت عن صمتها واكدت لـ «الحياه» اللندنيه، انها منذ وقت باكر من حياتها وهي تؤم المصلين في التراويح، وكذا الجمعه، وهذه المره الاضحي، وستمضي علي الطريق، اذ تؤمن بان «المنبر ليس حكرًا علي الرجال».

وقالت: «ما قمت به لا يدخل في كيفيه الصلاه او الخطبه، وانا مقتنعه بعدم المساس بهيئه الصلاه وشعائرها وادابها، ولكن ما اسعي نحوه هو ان نوسع القاعده الاجتماعيه للشعائر حتي نعيد لها انسانيتها. هل يعقل ان تُعتقل المراه في ابعاد الجسد بينما يتربع الرجل علي عرش العقل والروح وهو الذي يمشي ايضًا بجسد علي الارض». واضافت ان «الطرق التي تم بها تقزيم المراه لجسد وبالتالي لعوره في التراث الاسلامي تتطلب دراسات اوسع مما يمكن عرضه هنا. علينا ان نعرف ان تحويل المراه لعوره حوّل ثقافتنا الي مخلوق اعور لا يري الا بعين ذكوريه واحده. ولكن لسنا بدعه في الامم، وكل الامم كانت ذكوريه وما زالت تحبو للخروج منها. لكن من المخزي ان نكون خلفهم جميعًا».

وبالنسبه الي المفكر الاسلامي محمد حبش، فان خطبه جلبي عيد اﻷضحي المبارك في مركز النور الثقافي بمدينه تورونتو، «لم تات من فراغ، اذ تربت تلك السيده في عائله متدينه منفتحه علي العالم. فابوها طبيب له كتب عده، وخالها استاذنا الكبير الكاتب والداعيه لنبذ العنف جودت سعيد».

ولم يتوقف حبش عند تاييده خطوه عفراء، وانما ابدي استعداده ان يصلي خلفها، وتابع «انا بالذات صليت وراء امراه امام عام 1992». لكن حبش حتي اثناء تاييده جلبي، اقر بان خطوتها «قد لا تكون ضروريه هنا في الشرق... اؤيد رساله هذه المراه في كندا، وهي تقدم موقفًا اسلاميًا حضاريًا للغرب الكاثوليكي الذي لا زال الي اليوم يمنع المراه من الوظائف الدينيه (...) وهي لها في الصحابيه الجليله ام ورقه اسوه حسنه، فقد كانت تؤم الرجال والنساء في قريتها كما امرها رسول الله».

القائمون علي المركز الكندي، ابلغوا «الحياه»، انهم مراعاه للحساسيات الدينيه، قسموا المناسبه بين عفراء وشخصيه دينيه اخري، فجعلوا للرجل الصلاه، ولجلبي الخطبه. باعتـبـار الصلاه اكثر ما يصر الفقهاء علي حصرها الرجال! وكانت الجلبي التي تقيم في كندا تلقت تعليمها الباكر في سوريه والسعوديه، برفقه والدها الذي قضي معظم حيـاتـه طبـيـبـًا في مـدن الدمـام وعسيـر وبـريـده في المملكه.

حاولت عفراء جلبي ان تخرج من دائره الخلاف، عندما اقتصرت علي الخطبه ولم تؤم المصلين، الا ان الفقهاء المسلمين لا يرون ذلك كافيًا، اذ يؤكدون «اتفاق المذاهب الاسلاميه المتبوعه علي ان امامه المراه بالرجال غير جائزه، وان من صلي خلفها من الرجال فصلاته باطله».

بل ان اللجنه الدائمه للافتاء في السعوديه، تذهب ابعد من ذلك، اذ اعتبرت امامه المراه حتي زوجها امرًا غير مشروع فقهيًا، وقالت: «لا تجوز امامه المراه للرجال في الصلاه، وهو المقرر في المذاهب الاربعه، ولا يُعلم في جريان عمل المسلمين ان امراه امت رجلًا او رجالًا في الصلاه لعموم حديث ابي بكره رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لن يفلح قوم ولّوا امرهم امراه، متفق عليه، والامامه في الصلاه من اعظم الولايات، والعبادات مبناها علي التوقيف والاتباع، ولهذا فلو امت امراه رجلًا في الصلاه لم تصح صلاته». جاء ذلك جوابًا عن سؤال ورد اليها، عما اذا كان «يجوز للمراه المسلمه ان تصلي بزوجها وابنائها اذا كانت اكثرهم علمًا في الدين». الفتوي رقم (16682).

وحول ما اذا كان النهي الفقهي مقتصرًا علي الامامه من دون الخطبه، يؤكد عضو في هيئه كبار العلماء السعوديه لـ «الحياه» (فضل عدم ذكر اسمه)، ان «الخطبه اعظم شانًا من الامامه، وشروطها اشد تعقيدًا، فمن لا تجوز امامته من باب اولي الا تجوز خطبته». وعند سؤاله عن الفرق بين الخطبه، والمحاضرات والمؤتمرات التي غدت النساء يقدمنها في بلاد شتي بلا استنكار، اجاب: «ولكن العبادات توقيفيه».

ومع ان المجامع الاسلاميه الفقهيه في الغرب، اكثر محاوله لتفهم ظروف الاقليات المسلمه، كما تقول عن نفسها، الا ان احدها وهو مجمع فقهاء الشريعه في امريكا، هو الاخر، تشدد في رفض امامه المراه او خطبتها الجمعه، في حادثه امنه ودود 2005، بينما لم يتطرقوا لخطبه العيد. والفرق ان الاولي فريضه والثانيه نافله، لكن خطيبه كندا لم ترَ حرجًا حتي في الامامه، ان سنحت الفرصه، كما تقول وطبقت مرات عده.

اما مجمع فقهاء امريكا، فجاء في بيانه، قوله «ورد الينا استفسار حول مدي مشروعيه امامه المراه لصلاه الجمعه والقائها لخطبتها وذلك في مناسبه ما اعلن اخيرًا من اعتزام بعض النساء القاء خطبه الجمعه وامامه صلاتها باحد مساجد نيويورك، والمجمع اذ يستنكر هذا الموقف البدعي الضال ويستبشعه فانه يقرر للامه الحقائق التاليه:

اولًا: ان الحجه القاطعه والحكم الاعلي هو الكتاب والسنه، وقد قال صلي الله عليه وسلم (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدًا كتاب الله وسنتي)، وان الاجماع علي فهم نص من النصوص حجه دامغه تقطع الشغب في دلالته، فقد عصم الله مجموع هذه الامه من ان تجمع علي ضلاله، وان من عدل عما اجمع عليه المسلمون عبر القرون كان مفتتحًا لباب ضلاله، متبعًا لغير سبيل المؤمنين (...).

ثانيًا: انعقد اجماع الامه في المشارق والمغارب علي انه لا مدخل للنساء في خطبه الجمعه ولا في امامه صلاتها، وان من شارك في ذلك فصلاته باطله امامًا كان او مامومًا، فلم يسطر في كتاب من كتب المسلمين علي مدي هذه القرون المتعاقبه من تاريخ الاسلام فيما نعلم قول فقيه واحد: سني او شيعي، حنفي او مالكي او شافعي او حنبلي يجيز للمراه خطبه الجمعه او امامه صلاتها، فهو قول محدث من جميع الوجوه، باطل في جميع المذاهب المتبوعه، السنيه والبدعيه علي حد سواء! (...).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل