المحتوى الرئيسى

مشمش أفندي.. حكاية أول فيلم كارتون مصري

11/06 08:11

قد تعتقد مثل الكثير من المصريين ان "بكار" هو اول شخصيه كارتونيه بشكله النوبي وطريقته المصريه الاصيله، التي ابتكرها عمرو سمير عاطف، واخرجته للشاشه الراحله مني ابو النصر، ولكن دعني اخبرك ان هذا ليس صحيحا.

ما لا تعرفه ان في نفس توقيت بدايه والت ديزني كانت بدايه فن الكارتون في مصر، وبنفس القوه، بافلام "مشمش افندي" الذي ظهر علي شاشات السينما في اوائل الثلاثينيات، وهو اول شخصيه كارتونيه مصريه اصيله، يهوي الموسيقي، ويعمل في احدي الصالات، ويحب بهيه الراقصه الجميله التي تعمل معه في الصاله نفسها.

بهيه الراقصه الجميله التي يحبها مشمش افندي

تعود فكرته الي الإخوة فرنكل، وهم هرشل وسالومون ودافيد فرنكل، ابناء لاسره من يهود الاشكنازي، وعلي الرغم من نجاح العائله في مجال صناعه الاثاث بسبب حبهم للرسم والتصنيع والابتكار بشكل عام الا انهم ابتعدوا عن هذا المجال بعد تاثرهم بشخصيه ميكي ماوس والقط فيلكس، التي عرضت في مصر عام 1930، فقرروا ان ينتجوا فيلما مصريا من بطوله شخصية مصريه.

وجاءت فكره اسم الفيلم واسم الشخصيه "مشمش"، وحدث عندما ذهبوا الي واحد من رجال الاعمال المستثمرين عارضين فكرتهم في الكارتون الذي كان غريبا عن المصريين والعرب بشكل عام، قال لهم المستثمر "في المشمش.. مفيش فايده" فاستخدم الاخوه فرنكل الاسم من هنا.

كانت المشكله الاولي في كيفيه رسم الشخصيه، فاستوحي الاخوه فرنكل شكل "مشمش" من شخصيه "المصري افندي" التي كانت في كاريكاتير مجله اخر ساعه، والتي كانت متعلقه في اذهان المصريين في هذه الفتره، واضافوا لها رتوش بسيطه، ويظهر تاثر المشمش افندي بوالت ديزني من خلال الجوانتي ذو 3 اصابع وشكل العين وكون الشخصيه نصف ادمي ونصف غير ادمي، فيبدو لك مشمش افندي في بعض الاحيان بشكل ساخر وفي بعض الاحيان في شكل "احمد متولي" المونولوجيست المسؤول عن الاداء الصوتي لمشمش.

في بعض الاحيان يشبه مشمش احمد متولي المونولجست

وبعد نجاح فيلمهم الاول" مفيش فايده " الذي عرض في القاهره يوم 8 فبراير سنه 1936 بسينما كوزموجراف بوسط البلد (المعروفه حاليا باسم سينما كوزموس)، طلبت وزارة الزراعة المصرية من ستوديو الاخوه فرنكل في 1937 فيلما كرتونيا تعليميا من بطوله "مشمش افندي" لتعليم المزارعين طرق التخلص من طفيليات القطن، التي كانت وقتها تهديدا للزراعه المصريه.

فصنعوا فيلما اخر تدور قصته حول شخص يستعمل كلاكس السياره بدون داع اثناء سيره بالشارع، ليتم توجيه رساله من خلال الفيلم بعدم استعمال كلاكس السياره الا عند الحاجه.

وفي 1939 قبيل الحرب العالميه الثانيه، طلبت وزاره الحربيه المصريه بناء علي تكليف من السلطات البريطانيه المحتله التي كانت علي وشك دخول حرب فيلما اخر بعنوان "الدفاع الوطني"، وهو الفيلم الوحيد لمشمش افندي الذي جاء باهداف سياسيه علي عكس بقيه الافلام التي كان السائد فيها النزعه الترفيهيه التي تنتهي عاده بحكمه اخلاقيه مستفاده من الفيلم، ولسبب مجهول فكل النسخ المتواجده من هذا الفيلم مترجمه للغه الالمانيه!

وفي عام 1946، قام "مشمش افندي" ببطوله فيلم بعنوان "بون ابيتي" او "بالهناء والشفاء"، وهو فيلم ساخر هزلي يواجه فيه مواقف غير تقليديه بصحبه رفيقه "فيومي" اللذين شكلا ثنائيا شبيها بلوريل وهاردي.

وانتج فرانكل قرابه 30 فيلما تقريبا، وفي بعض الافلام تم دمج ممثلين حقيقيين مع الشخصيات الكرتونيه، شارك بها فنانون مثل صباح وتحيه كاريوكا، ولم تكن شخصيه "مشمش افندي" هي الكارتون الوحيد الذي انتجوه، بل صنعوا اعلانات بنفس الطريقه لصابون سانلايت وغيره من المنتجات التجاريه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل