المحتوى الرئيسى

توت عنخ آمون يثير عاصفة من الجدل مجددا في مصر

11/05 01:32

يبدو ان الملك الشاب الملقب «الفرعون الذهبي»، توت عنخ امون، والذي تولي حكم مصر في الفتره من 1334 - 1325 (ق.م)، لن يهدا في مقبرته، فبعد الاحتفال قبل ايام بالذكري الـ92 لاكتشاف مقبرته علي يد المستكشف الانجليزي هوارد كارتر، اكد وزير الاثار الدكتور ممدوح الدماطي، انه قرر تاجيل اغلاق مقبره الملك توت عنخ امون حتي نهايه الموسم السياحي الحالي بعد ان كان مقررا اغلاقها للصيانه الدوريه في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مجددا تاكيده علي ان مومياء الفرعون الذهبي باقيه في مقبرته بوادي الملوك، ليحسم بذلك الجدل الذي دار في الفتره الاخيره حول احتمالات نقلها. بينما يحذر اثريون من استمرار عرض المومياء في قفص زجاجي بالمقبره، ويطالبون بعوده تابوتها الاصلي الحاضن لها.

قرار الدماطي جاء في تصريح صحافي له امس الثلاثاء علي هامش جوله ميدانيه قام خلالها بتفقد عدد من المواقع الاثريه بالاقصر وسوهاج، من بينها مشروع اضاءه وتامين معبد وادي الملوك الذي يتم بالتعاون مع الجانب الاسباني، وتاكد من انتهاء ما يقرب من 95 في المائه من مراحل العمل به، ويشمل المشروع نظام مراقبه متكاملا يستمر خلال فترات العمل، وفي حال اختراق اي انسان للمنطقه بعد مواعيد العمل يتم اطلاق اجهزه انذار وتضاء المنطقه بالكامل. كما تفقد مقبره الملك دن خامس ملوك الاسره الاولي بمنطقه ام الجعاب بسوهاج، والتقي الدكتوره كريستينا كولر رئيسه البعثه الالمانيه العامله بالمنطقه، وقرر تشكيل لجنه مصريه - المانيه لدراسه امكانيه فتح المقبره للجمهور وربطها بزياره معبد ابيدوس.

لكن، علي الرغم من قرار وزير الاثار واعلانه وقف قرار اللجنه الدائمه بالمجلس الاعلي للاثار بشان نقل مومياء توت عنخ امون من مقبرتها الاصليه في غرب الاقصر الي العاصمه القاهره، وتاكيده انه يفضل بقاء المومياء في الاقصر، فان الجدل الذي اثاره الاعلان عن نقل المومياء من الاقصر الي القاهره لم يهدا بعد.. حيث تعالت الاصوات الاثريه المطالبه باقامه مشروع وطني مصري لفحص مومياوات ملوك وملكات ونبلاء الفراعنه وحظر عبث الاجانب بتلك المومياوات والتلاعب بنتائج فحوصهم ودراساتهم لاجزاء وخلايا منها بما يخدم، حسب ما وصف من قبل اثريين، المزاعم اليهوديه التي تشكك في الحضارة المصرية القديمة، وتزعم ان معالمها اقيمت بمعرفه كائنات فضائيه.

وجدد عالم المومياوات المصري الدكتور احمد صالح عبد الله المدير العام لصندوق انقاذ اثار النوبه، مطالبته باعاده جسد توت الي تابوته الذهبي الذي يعد البيئه القديمه التي احتوت جسد الفرعون الذهبي لاكثر من 3 الاف عام، مشيرا الي ان استمرار عرض المومياء داخل فاترينه زجاجيه تتوقف عنها الكهرباء طوال الليل مما يعرضها لخطر التلف، وقد تتحلل المومياء خلال 30 عاما. ويعرض التابوت الذهبي لتوت عنخ امون بالمتحف المصري بالقاهره.

وقال عبد الله في تصريحات نشرتها اخيرا «وكاله انباء الشرق الاوسط»، انه علي الرغم من الكم الهائل من الاثار الذي تم الكشف عنه في المقبره، فان هناك اثارا كثيره سُرقت وسُربت عن طريق المكتشف كارتر وفريق العمل الذي عمل معه، وهناك كثير من المعلومات المزوره والمزيفه نشرها كارتر لاخفاء جريمته، مشيرا الي ان من بين تلك المعلومات المزيفه، التي تنشر في الكتب العلميه، ان المقبره تعرضت للسرقه مرتين في العصر الفرعوني.

واوضح صالح ان كارتر لجا الي هذا الكذب لاقناع الحكومة المصرية وقتذاك بان المقبره تعرضت للسرقه، مما يجعله طبقا لقانون القسمه يحصل علي 10 في المائه من اثار المقبره، لافتا الي ان لجنه الفحص التي قامت بفحص اعماله كشفت عن محاولته اخفاء قطع اثريه في صندوق خمور باستراحته المجاوره للمقبره من اجل تهريبها.

واكد ان كارتر قام بالتعامل مع المقبره علي انها كنز شخصي، واهدي قطعا منها الي طبيب اسنانه، واهدي سكرتيره حبات من الخرز الازرق من عقد كان حول رقبه الملك توت عنخ امون، كما اهدي الي بارون النفط الاميركي ادوارد هاركنس خاتما ذهبيا من خواتم الملك، وكشف نيقولاس ريفز، امين المصريات بمتحف «متروبوليتان» سابقا، ان 60 في المائه من التمائم الخاصه بتوت عنخ امون مفقوده.

وتابع ان توماس هوفنينغ مدير متحف «متروبوليتان» الاسبق كشف في كتابه «توت عنخ امون.. القصه غير المحكيه» عن كل جرائم كارتر، وان 19 قطعه في متحف «متروبوليتان» جاءت من مقبره توت عنخ امون، ومنها تمثال كلب مصنوع من العاج، وتمثال غزال، وخواتم، ومسماران فضيان من تابوت الملك، مشيرا الي ان متحف «متروبوليتان» في عام 2010 وافق علي اعادتها الي مصر بعد ان يعرض معرض توت عنخ امون الذهبي في المتحف.

ولفت عبد الله الي ان قرار اللجنه الدائمه بالمجلس الاعلي للاثار بشان نقل مومياء الملك الفرعوني توت عنخ امون من مقبرتها في غرب الاقصر الي العاصمه القاهره، لا يزال ساريا، مشيرا الي ان وزير الاثار الدكتور ممدوح الدماطي جمد القرار فقط ولم يقم بالغائه، مؤكدا ان استمرار سريان قرار اللجنه الدائمه بشان نقل المومياء يهدد بكارثه اثريه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل